أختياراتنا الثقافية : فن تزيين المخطوطات على طول طرق الحرير

Khamsa Book on Display at the Islamic Arts Museum in Kuala Lumpur. ca 1560 AD. © Alizada Studios

 

 ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات اختياراتنا الثقافية ، المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. تساعد المعرفة والتقدير لهذه المواضيع في المحافظة على مكونات تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها

 

يعود فن تزيين المخطوطات في آسيا الوسطى إلى تراث طرق الحرير و الذي يمتد تاريخه إلى قرون، مع وجود البعض من العناصر التقنية المستخدمة في هذا الفن المحافظ عليها لحد الان

و قد كانت المدن مثل بغداد، بخارى، هارات، سمرقند، شيراز، أصفهان  وتبريز مراكز أبداع رئيسية لفن المخطوطات و تزيينها بين القرنين الثامن والسادس عشر. كما و يمكننا ملاحظة الارتباط الوثيق لهذه الحرفة بفن الخط، والإضاءة، واللوحات المصغرة

 

وحسب التقاليد المتعارف عليها، فان إنشاء هذه المخطوطات هي عملية طويلة وشاقة، وتتطلب الحيازة على درجة عالية من  المهارة والخبرة من قبل الخطاط، الفنان الزخرفي، ومصمم الاغلفة لتلك المخطوطات في خانات الكتب او ورش العمل في المحاكم

و قد ركز المختصون بأمور الديكور و الزينة لتلك المخطوطات بشكل كبير على تخطيط النص وشكل الحروف ونمط الخط المستخدم بالإضافة الى تصميم الصفحة. و قد كانت خاتمة المخطوطة توضع في أطار مستطيل الشكل يحوي على اسم الخطاط، المخطوطة وكذلك الافراد الذين ساهموا في أنتاج

 

مع تطور فن تصميم و تزيين الكتب و المخطوطات، تطورت الاشكال الزخرفية المستخدمة. وقد ساهم الدعم والرعاية في المراكز الثقافية الرئيسية بشكل فعال الى ازدهار و تطور هذا النوع من الابداع الفني الذي كان مكلفا للغاية

هناك عناصر مختلفة يتم استخدامها من أجل تقليل عتمة المخطوطات والتي تشمل على عناصر مثل زخرفة وتزيين الصفحات الاولى والاخيرة من المخطوطات، وكذلك التخطيط الفني الذي يشمل النص و حدود الصفحات

تضمنت الصفحة الاولى من تلك المخطوطات على علامة مطبوعة او مزينة ذات حجم صغير مستديرة أو بيضوية الشكل تقع في مركز الصفحة تحوي في داخلها  اسم المؤلف للمخطوطة.

 

كانت هذه التصاميم الفنية ذات اشكال شبيه بالقلائد او الورود، مكونة غالباً من نجوم ذات 8  أو 12 نقطة، يحيطها أطار مستطيل الشكل

وكانت مقدمة الكتاب مزينة و مزخرفة بعناصر فنية جمالية و تحوي على معلومات تعريفية عن مؤلف الكتاب.  هذه العناصر الفنية المستخدمة في الزخرفة شملت لوحات تصويرية عن الحشود الملكية او مشاهد الصيد. و كانت لمقدمة الكتاب وظيفية الحصول على رؤية واضحة من أجل الدخول في عالم السرد الادبي و الفني دلالية ورمزية في مساعدة القارئ

 

و لهذا نلاحظ قيام هؤلاء الحرفيين بتزيين عنوان المخطوطة أو بداية النص، بالإضافة الى احتواء الصفحات الاولى على زخرفة جذابة

أما الصفحات الداخلية للكتاب فيكمن زخرفتها بتفاصيل دقيقة مختلفة و التي تتضمن إطارات تتألف من خطوط متوازية من اللون الذهبي والأحمر والأزرق و التي تساعد في احتواء وتسليط الضوء على النص.

وعلاوة على ذلك ، فإن الهوامش المزينة بشكل متقارب غالبا ما تتكون من رذاذ الذهب ، الانماط الهندسية ، والنباتات مترامية الأطراف، أضافة الى تحديدات بأشكال متنوعة للحيوانات والطيور، وتفاصيل زخرفية أو تفصيلية أخرى.

 مثل هذه الهوامش الزخرفية التي تحيط بالنصوص والمنمنمات مثل إطار فاخر للصور، ماهي الا نماذج لمخطوطات  قادمة من هارات أواخر القرن الخامس عشر.  

 

كان تبادل وانتقال الخبرة، المعرفة و المعلومات بين المراكز الثقافية الرئيسية، و تنفيذ التقاليد المتعارف عليها مكونات أساسية ساهمت بشكل كبير في تطوير فن المخطوطات و الكتب

حيث شاركت العناصر المختلفة المستخدمة في فن المخطوطات الفنية، والتي تشمل على فن الخط، زخرفة الهوامش، المنمنمات، و عناوين الفصول، الى أنتاج مخطوطات ابداعية متناسقة. ومع مرور الوقت، تم وضع قواعد و قوانين دقيقة من أجل يتعلق بتنظيم جوانب الصفحة للمخطوطات المساعدة في وضع مسارات معينة فيما

 

وشمل هذا الامر على نسبة النص، والهوامش، والمنمنمات. وبالتالي، تسابق الحرفيون من أجل إنتاج مخطوطات محافظين فيها على اتساق اللون والشكل، والانتظام بين الرسم والخط. وعلاوة على ذلك ، كان من الضروري تنفيذ مبدأ المستوي، و هو مبدا يساعد على تنظيم وضب

المسافات، ومطابقتها مع الزخرفة المستوية فيما يخص جميع جوانب الزخرفة و التزين للمخطوطات و الكتب

مع تطور فن المخطوطات وتجليد الكتب، بدأ ظهور ألوان جديدة مثل الاحمر و الازرق و الذهبي خاصة في القلائد، مزينتا بالزخارف المتنوعة

 

خلال القرن الخامس عشر، بدأ استخدام المناظر الصورية على أجلدة الكتب في مدينة هرات. و قد شملت هذه العناصر المستخدمة على مشاهد و تعبيرات قادمة من مناطق الشرق الاقصى حيث تضمنت  شخصيات رمزية مثل التنانين، وطير الفينكس، والبط

كانت سهولة تنقل هذا النوع من الابداع الفني عبر الحدود وخاصة القلائد، واضحا في عملية إنتاجها في المراكز الثقافية، و التي ساعدت على توسعها ووصولها الى المناطق المجاورة

و على الرغم من الاختلافات في العناصر المستخدمة في الإنتاج الإقليمي، كان الهدف الاساسي هو خلق الانسجام فيما يتعلق بالعناصر المستخدمة في عملية الزخرفة والتزيين

 

واحدة من أهم التغييرات التي حدثت في القرن الرابع عشر كانت تحديد موقع الصورة أو المنمنمات و موقع النص، مع احتلال الصورة لجزء أكبر من صفحة المخطوطة. في الماضي ، لعبت المنمنمات  دورًا ثانويًا في المخطوطات الاولية. وهكذا، لا يزال فن المخطوطات شكلا من اشكال

الفن الابداعي الذي يستمر في التغيير و التطور في مجتمعنا المعاصر، و الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليد الماضي التي كانت تنتقل عبر الأجيال.

 

 

:أطلع أيضا على

تطور تربية دودة القز على طول طرق الحرير

 

الأدب العربي الكلاسيكي

 

أسئلة وأجوبة مع السيد علي موسى إيي خلال معرض جسر الفنون السنوي في مدينة فالنسيا ، إسبانيا

 

معرض اليونسكو لفن المنسوجات المطبوعة الإندونيسية

 

النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية

 

أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية

 

التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان

 

اختيارنا الفني لهذا اليوم من التراث "ألكايز وشيرداك: فن السجاد التقليدي القرغيزي"

 

مسابقة التصوير الفوتوغرافي لليونسكو  عيون الشباب على طرق الحرير

 

مشروع اليونسكو لطرق الحرير


 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا