افغانستان
تتمتع جمهورية أفغانستان بموقع جغرافي استراتيجي يقع عند وسط آسيا الوسطى، حيث تحيطها إمبراطوريات الصين السابقة من جهة الشرق وامبراطوريات بلاد فارس من جهة الغرب.
ونتيجة لذلك، فإن أي سلع يتم تداولها بين غرب وشرق آسيا ستعبر بلا شك أفغانستان. والمدن التي كانت موجودة على طول طرق الحرير هي بلخ، باميان، هيرات، بدخشان وكابول.
احتفظت أفغانستان والإمبراطوريات الحاكمة خلال الفترة النشطة لتطور طرق الحرير، بشبكات تجارية مفتوحة خلال أوقات الاستقرار السياسي.
واحدة من العديد من السلع الأساسية إلى أفغانستان التي تم تداولها على نطاق واسع على طول الطرق كانت اللازورد.
أفغانستان هي موطن لأكثر من 1500 موقع أثري، وقد كشفت الحفريات عن أدلة على التأثيرات الشرقية والغربية في العمارة والسلع المادية. وكما شهدت المدن الأفغانية تبادلات تجارية نشطة تضمنت الحرير الصيني والفضة الفارسية والذهب من روما.
مع مرور الوقت، انتشرت الديانة البوذية في أفغانستان قبل وصولها إلى الصين، وبوذا باميان هو خير دليل على هذا الامر.
كما وشجعت سلالة كوشان الحاكمة انتشار البوذية إلى الصين، وكانوا رعاة الدين داخل أراضيهم.
وقد أسفر التبادل الثقافي المستمر أيضًا عن وجود أنماط صينية أثرت على العمارة الإسلامية في القرن الرابع عشر، وتم تقبل ومزج بعض الأفكار المنغولية ضمن قوانين أفغانستان.
تظل جوانب الثقافة غير الملموسة التي تطورت خلال فترات طرق الحرير جزءًا من الثقافة الأفغانية اليوم، مثل الضيافة وتعدد اللغات التي يتم التحدث بها.
نظرًا لأن أفغانستان لا تطل على المحيطات، فقد انخفضت أنشطة التجارة فيها عندما بدأت التقنيات البحرية في التطور في القرن الخامس عشر وازداد استخدام الطرق البحرية نظرا لقلة التكاليف وسرعة نقل البضائع.