هل كنت تعلم ؟ تواجد و تأثير المسلمين في شبه الجزيرة الكورية

Woljeonggyo Bridge in Gyeongju, Korea © KoreaKHW

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم ؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها

منذ العصور الوسطى، كانت الجغرافيا الإسلامية ضمن المجموعة الاكثر تقدما في العالم. يرجع الفضل في هذا    الأمر الى أندماج المعرفة و العلم الجغرافي بين الهند وبلاد فارس أضافة الى تأثير علم الجغرافية القادم من اليونان القديمة للبطالمة و هي عائلة ينحدر أصلها من مقدونيا حكمت مصر بعد  وفاة الاسكندر الاكبر

 نشأت قواعد هذه المعرفة من ضرورة إنشاء شبكة نشطة تساعد في التواصل السلمي، بالأضافة الى ضرورة تحديد اتجاه مدينة مكة المكرمة من أجل الصلاة

قبل ظهور الإسلام ، تظهر الأدلة الأثرية التي تم أستكشافها عن وجود علاقات تجارية بين شبه الجزيرة الكورية وشبه الجزيرة العربية وبلاد فارس والأناضول

و على غرار معظم المواجهات على طول طرق الحرير، تم تأسيس أسس الاتصالات الرئيسية بين شبة الجزيرة  الكورية والمسلمين عن طريق التبادل التجاري، أولاً في الصين، حيث كان المسلمون موجودين بشكل رئيسي في المنطقة الجنوبية الشرقية

أدت ولادة هذا الدين الجديد في القرن السابع الى حدوث تطور كبير  في التبادلات الثقافية الكورية الإسلامية ، وزيادة في  العلاقات التجارية

و قد ساعد موقع شبه الجزيرة الكورية من تمكن المسلمين الوصول اليها التي كانت معروفة لديهم تحت أسم مملكة شلا

من الجدير بالملاحظة هو تمكن وصف العلماء المسلمين لمملكة شلا بأنها أرض  تقع على السواحل الشرقية للصين، في حين لم يتمكن علماء آخرون في أعطاء وصف واضح فيما يتعلق بالوضع الجغرافي لمملكة شلا، و قد قام البعض منهم على تعريفها كبلد أو جزيرة أو أرخبيل. ومع ذلك، تمكن الجغرافيون المسلمون من وضع مملكة شلا في المنطقة المناخية الأولى الواقعة  فوق خط الاستواء.

كان المسلمون ينظرون إلى مملكة شلا على أنها أرض غنية، بسبب وفرة الذهب، الحرير، والأحجار الكريمة المتنوعة. بالأضافة الى هذا اجتذبت  وبشكل ملحوظ صقور شلا المسلمين الى هذه المنطقة حيث كانت الصقور في هذا الوقت أداة صيد مهمة لهم

ساهم هذا التبادل و التفاعل بطبيعة الحال الى ادخال العديد من سمات الثقافة الإسلامية إلى شبه الجزيرة الكورية.

تظهر العديد من الادلة الكتابية للعلماء المسلمين أمثال ابن خردابه ، أو ابن رستاح ، أو المسعودي،  عن وجود المسلمين في مملكة شلا من زمان طويل. واحد من أقدم الادلة هو عبارة عن كتاب تم كتابته  في القرن التاسع من قبل عالم الجغرافيا الفارسي ابن خردابة.

 يصف أبن خردابة في هذا الكتاب على سبيل المثال ، مستوطنات المسلمين في مملكة شلا، الطرق التجارية المستخدمة، والبضائع المتبادلة. ووفقاً لهؤلاء العلماء ، فإن المسلمين الذين أستوطنوا في مملكة شلا قد جذبتهم العديد من العناصر للعيش فيها، من بين تلك العناصر،"الظروف المعيشية المريحة"، بما في ذلك البيئة الجيدة والهواء النقي والأرض الخصبة ومزايا التجارة.

 وهكذا ، استقر معظمهم هناك بشكل دائم. و قد عملت كل هذه العناصر المتنوعة على تسليط الضوء على عنصر مهم ساعد على جذب المسلمين و رغبتهم في العيش في شلا الا وهو  كرم الضيافة من قبل سكان مملكة  شلا.

 علاوة على ذلك ، أدت الانقسامات الأخيرة داخل الإسلام إلى هجرة بعض الجاليات المسلمة، مثل الشيعة و الذين تحركوا نحو الشرق، ووصلوا إلى شلا.

لذلك ، وعلى امتداد عقود ، وبسبب هذه التبادلات الثقافية والتجارية المتنوعة التي حدثت على طول طرق الحرير، شهدت شبه الجزيرة الكورية وصول الجماعات المختلفة من المسلمين - معظمهم من العرب أو الفرسو أدى هذا الامر بنهاية المطاف الى أستفاد كلتا الطائفتين ثقافياً وتجارياً.

 بعد استقرار العديد منهم في شلا، عمل معظم المسلمين على دمج أنفسهم ضمن  المجتمع الكوري.

أدى هذا في نهاية المطاف على خلق أندماج و تمازج متميز و بديع بين هؤلاء الناس القادمين من ثقافات مختلفة حول العالم

 

أطلع أيضا على:

هل كنت تعلم ؟ سيطرة المسلمين التجارية على طول طرق الحرير

هل كنت تعلم ؟ عمان، بوابة مفتوحة و محور استراتيجي على طريق الحرير البحري

 التواصل والحوار بين شبه القارة الهندية والغرب خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية

طرق التجارة في مناطق الهيمالايا الهندية

باكستان وطرق الحرير

طرق الحرير الأناضولية

طرق الحرير للمغول

طرق الحرير الجنوبية

طرق الحرير العظمى

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا