هل كنت تعلم ؟ طرق التجارة في مناطق الهيمالايا الهندية

Nubra Valley, Northern India. © BlackSTAR-FOTOGRAFIE / Shutterstock.com

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم ؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها

تعتبر الطرق التجارية في مناطق الهيمالايا الهندية واحدة من الطرق الرئيسية التي تربط بين الشرق والغرب على طول طرق الحرير التاريخية، حيث تمر خلال منطقة كشمير في شبه القارة الهندية وهضبة التبت ، وتمتد لتغطي طريق الواحة البري، وطريق السهوب.

و قد عملت الحركة البشرية الثابتة والمستمرة على طول هذا الطريق على جعل طريق الواحة واحد من أهم الطرق التجارية للمنطقة.

لأكثر من ألف عام، سافر الناس على طول هذه الطرق، متحدين المخاطر المختلفة على طول هذه الطرق، من أجل التجارة، وأغراض المعيشة، والمغامرة، وتبادل الأفكار والعلم والمعرفة.

مرت طرق الواحات على طول سهول شمال الهند وجبال الهيمالايا من أجل ربط  شرق آسيا مع روما في أوروبا. كما ساهمت و سمحت هذه الطرق على أنشاء مسارات وممرات موازية أخرى، مما سهل عمليات التجارة مع المناطق النائية

أدى هذا الامر بنهاية المطاف الى ظهور اصناف جديدة من السلع والبضائع مثل التوابل، المعادن الثمينة، العاج، الأحجار الكريمة، و الخيول

ساهمت هذه الشبكات من الطرق التجارية على توفير المسار الصحيح الذي ساعد على توسيع المعتقدات الفكرية والدينية بالإضافة الى الفنون والحرف اليدوية.

واحد من بين النتائج البارزة لهذه التبادلات عبر منطقة كشمير وهضبة التبت هو التوسع والانتشار للديانة البوذية في القرن الثالث قبل الميلاد نحو مناطق الشمال الغربي والشرق.

وبهذه الطريقة، تفاعلت و تداخلت التأثيرات المتنوعة القادمة  من الأراضي البعيدة النائية مع بعضها البع  على طول طريق الواحات، لا سيما في كشمير مع وصول الإسلام في هذه المنطقة.

و من النتائج الأخرى لهذه  التبادلات عبر هضبة كشمير- التبت ، هو اعتماد أنماط و اشكال الحلي والمجوهرات الفارسية في نسج السجاد و فنون الرسم والخط.

هذا الأثر القادم من التأثير الفارسي تم تشجيعه تحت حكم إمبراطور المغول في الهند من القرن الخامس عشر، حيث نلاحظ على سبيل المثال ان المحكمة المغولية استخدمت بشكل رئيسي اللغة الفارسية كلغتها التقليدية.

ونتيجة لذلك ، أحضرت اللغة مؤثرات أخرى مثل آداب السلوك الرسمية والملابس و المجوهرات و فن الطهو. يمكن تعقب أثر هذه العناصر الثقافية الفارسية في الثقافة الهندية - لا سيما في اللغات - حتى هذا اليوم.

وعلاوة على ذلك ،  كان هناك طريق قديم آخر عمل على ربط الهند مع الصين، من خلال منطقة لاداغ في شمال الهند.

ويرجع السبب الرئيسي في ظهور هذا الطريق إلى انتشار الديانة البوذية في لاداغ من هضبة التبت من جهة ، ومن منطقة كشمير من جهة أخرى. في لاداغ، كان وادي النوبرا طريق يسهل الوصول إليه من قبل التجار والقوافل التي كانت تسافر بين هذه المنطقة و يارقان في الصين.

كان هذا الطريق عبر وادي النوبرا ذا أهمية رئيسية في ربط التجار المسافرين على طول منطقة لاداغ. لذلك، أصبحت التجارة واحدة من أهم مصادر الدخل المالي لمنطقة لاداغ. وبفضل هذه التبادلات، أصبحت لاداغ مركزًا مهمًا للبوذية أيضًا.

بالإضافة إلى التجارة الخارجية التي حصلت بين لاداغ وأراضي جبال الهيمالايا السفلى ، كانت التجارة الداخلية موجودة أيضاً بين المقاطعات، ضمن منطقة لاداغ وبالتالي، كان من الممكن تبادل الطعام والملابس بين مختلف السكان.

و كما يلاحظ خلال فترة الذروة لانتشار البوذية في الهند، أن النشاط التجاري سمح على حصول تفاعلات متنوعة، والتي أثرت بنتيجة الحال على الدين والفن في هذه المناطق.

تُعتبر العديد من الأديرة القديمة في المنطقة دليلاً واضحا على التبادلات الثقافية الهامة التي حصلت على طول طرق الحرير و على أهمية تراثنا المشترك.

 

أطلع أيضا على:

باكستان وطرق الحرير

طرق الحرير الأناضولية

طرق الحرير للمغول

طرق الحرير الجنوبية

طرق الحرير العظمى

التواصل والحوار بين شبه القارة الهندية والغرب خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية

 

 

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا