هل كنت تعلم ؟ عمان، بوابة مفتوحة و محور استراتيجي على طريق الحرير البحري

Traditional Tanzanian Dhow Boats © Magdalena Paluchowska / Shutterstock.com

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم ؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير... ونشرها و الترويج عنها

كان لعمان و على مدى قرون الدور الكبير و الفعال على طول طرق الحرير البحرية حيث ساهم موقعها الاستراتيجي على السواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية بجنب بحر العرب ( بحر عمان)  و المحيط الهندي على جعلها محور ذات اهمية كبرى.

وقد ساهمت المعرفة والخبرة لسكان عمان في مجال الأبحار على امتلاكهم مهارات ممتازة في هذا المجال حيث يلاحظ انهم استخدموا الطرق البحرية منذ الألفية الثالثة على الاقل.

وقام أهل عمان باستخدام هذه الطرق البحرية لأمنها وموقعها الذي يقع على مفترق طرق بين جنوب شرق آسيا، الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويرجع السبب أيضا لامتلاك عمان سواحل طويلة تمتد من مضيق هرمز و تمر عبر الخليج العربي وبحر العرب ( بحر عمان )  إلى سواحل المحيط الهندي.

يضاف الى هذا، وبسبب الموقع الحيوي لعمان، كان سكان هذه المنطقة المطلة على الساحل من بناة السفن الضخمة. حيث يعود السبب في هذا وبشكل رئيسي، الى الأخشاب التي يتم استيرادها من الهند، والتي يتم في بعض الاوقات تصديرها إلى منطقة خليج عدن، من خلال استخدام هذه الطرق البحرية.

وهناك أدلة على توجه القوارب إلى مصر حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد بعد توقفها ومرورها في منطقة ظفار الواقعة في شبه الجزيرة العربية الجنوبية.

خلال عهد المصريين الفراعنة، تنقلت السفن من شبه الجزيرة العربية من ظفار إلى مصر محملة بالبضائع المتنوعة.

وشملت البضائع المنقولة على  البخور المستخدمة في هذا الوقت لصناعة العطور، و المواد المتنوعة المستخدمة في تحنيط المومياوات المصرية، بالإضافة الى تلك المستعملة للأغراض الدينية.

بالإضافة الى هذا، ووفقاً للكتاب المقدس ، فإن البخور وصمغ شجر المر والذهب الذي يحمله الرجال الحكماء الثلاثة إلى الطفل المقدس كانوا من  منطقة ظفار.

ونتيجة الى هذا، أصبحت هذه المنطقة نقطة التقاء و تواصل ذات اهمية كبرى للتجار القادمين من مختلف أنحاء المعمورة و الذين قاموا بشراء تلك السلع ومواصلة رحلتهم نحو جنوب شرق آسيا.

وبهذه الطريقة، اضطر التجار المحملين بالسلع القادمين من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا مع المحطة النهائية  في  مدينة البصرة في العراق والإسكندرية في مصر إلى التوقف في صحار أو مسقط (في الجزء الشمالي).

كانت هذه المنطقة مفيدة للبحارة بسبب الرياح المناسبة؛ كما سمحت للتجار بالحصول على الإمدادات الطازجة. علاوة على ذلك، و بحلول منتصف القرن التاسع، بدأت السفن العمانية في الإبحار من شبه الجزيرة العربية نحو جنوب الصين.

كان ميناء مدينة كوانشو الصيني (المعروفة في الماضي بمدينة زيتون) أحد الوجهات الرئيسية للبحارة العمانيين.

تحتفظ كوانشو حتى هذه الأيام على الكثير من الشواهد و الادلة على هذه التبادلات التجارية  خاصة خلال القرن الرابع عشر.

إضافة على ذلك، كان للتجار العمانيون دوراً هاماً في أنتشار الدين الاسلامي في مناطق جنوب شرق آسيا.

من ناحية أخرى، تمثل الأدلة الأثرية مثل الحرير، السيراميك، العاج، والمنسوجات، المستكشفة في صحار،  دليلا على الوجود الصيني في شبه الجزيرة العربية.

هناك أدلة على أن السفن العمانية نقلت هذه المنتجات من الصين إلى شبه الجزيرة العربية بحلول القرن الرابع بعد الميلاد.

لذلك، كانت صحار في قلب التجارة الشرقية-الغربية، وبسبب هذا الموقع المؤثر كانت صحار واحدة من المدن المزدهرة في المنطقة.

و من خلال هذه الطرق البحرية، وصلت أيضًا القوارب من شبه الجزيرة العربية إلى شرق إفريقيا. في الواقع ، تعود البحارة على نقل البضائع من شرق آسيا إلى هذه الأراضي، وأنشأ بعضهم مستوطنات تجارية، وعاشوا في هذه المنطقة.

تحتفظ جزيرة زنجبار في تنزانيا الحديثة بالعديد من الدلائل والامثلة المميزة عن التفاعلات والتبادلات الثقافية و التجارية التي حصلت بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا على مدى قرون.

في نهاية المطاف، تعتبر عمان مدينة يضرب بها المثل تبين و تظهر كيفية انتقال   الحضارات المختلفة وعناصرها الثقافية من مكان إلى آخر من خلال التبادلات التجارية التي حصلت على طول طرق الحرير البحرية.

لطالما كانت طرق التجارة البحرية ملتقى بين عوالم مختلفة حيث كان هؤلاء المسافرون القادمون من المناطق المختلفة يستقرون في أراضي أخرى، يعيشون ويندمجون مع السكان المحليين من خلال طرق مختلفة بما في ذلك القران بين الثقافات. الامر الذي ادى بنهاية المطاف إلى التبادلات الثقافية و التجارية المختلفة بالإضافة الالتحام بين الشعوب.

 

أطلع أيضا على:

 

 التواصل والحوار بين شبه القارة الهندية والغرب خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية

طرق التجارة في مناطق الهيمالايا الهندية

باكستان وطرق الحرير

طرق الحرير الأناضولية

طرق الحرير للمغول

طرق الحرير الجنوبية

طرق الحرير العظمى

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا