هل كنت تعلم؟ باكستان و طرق الحرير

View of the Taxila heritage site in Punjab, Pakistan © Homo Cosmico / Shutterstock.com

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم؟  المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها.

مدينة تاكسيلا و طرق الحرير 

لطالما كان الشرق والغرب مفترق طرق لمختلف الشعوب والثقافات. واحدة من مفترقات الطرق الرئيسية في هذه التبادلات بين الشرق والغرب هي المنطقة المعروفة الآن باسم باكستان.

استطاعت كل من منطقة غاندهار وشبه القارة الهندية إقامة علاقات مع الغرب في عهد داريوس الأول، ملك الإمبراطورية الأخمينية الفارسية من 522 إلى 486 قبل الميلاد. وسبب هذا يمكن أرجاعه الى عدم توفر شبكة مترابطة للتبادل والعلاقات التجارية بين البلدان المختلفة في هذه المنطقة.

وقد ساهمت بشكل فعال الأحداث التاريخية المهمة مثل الرحلات الاستكشافية نحو الشرق، بقيادة ألكسندر مقدونيا في زيادة كفاءة وفعالية هذه التبادلات الثقافية والتجارية مع مرور الوقت.
عبرت القوافل المختلفة أودية غندهار، وساعدت في عمليات نقل البضائع من الأراضي البعيدة. وقد ساهمت هذه القوافل في إعطاء الفرصة لشعب غاندهار للاطلاع على الفنون والفعاليات الثقافية لشعوب المناطق المختلفة.
وقد عملت مدينة تاكسيلا كبوابة بتجاه الهند بسبب موقعها الاستراتيجي وسط هذه الشبكة من الطرق المترابطة. وأدى هذا الأمر بنهاية المطاف لإجبار جميع مستخدمي الطرق البرية القادمة من الغرب والشمال لعبور مدينة تاكسيلا.
أدت الخلافات والصراعات المستمرة بين الممالك السلوقية، الباريثية والرومانية في المناطق الغربية، والأراضي باكتريا في الشرق، لعدم استقرار مسار طريق الحرير الأساسي وجعله معرضا للأخطار. ونتيجة لذلك، وبسبب الموقع الجغرافي لمدينة تاكسيلا، أتيحت الفرصة الذهبية لتاكسيلا لتصبح جسر العبور الأساسي في التبادل التجاري بين الشرق والغرب.
وساهمت اوقات السلام والاستقرار في ازدياد النشاط الثقافي والذي يمكن ملاحظته بشكل واضح في الثقافة الرومانية، حيث توجد الكثير من الأمثلة على هذا في منطقة غاندهار.
لعب الموقع الاستراتيجي لمدينة تاكسيلا دورا أساسيا وفعالا في جميع أنحاء المنطقة الباكستانية، وساهم بشكل فعال الى ازدهار النشاط الثقافي، ولا سيما مع ظهور فنون غاندهار.
تنقلت القوافل المحملة بالبضائع التجارية المتنوعة على طول مسار هذه الطرق، بالإضافة إلى انتقال وتبادل الأفكار، العلم، المعرفة والتقنيات. وخير مثال على ذلك هو استخدام الحجر بدلا من الخشب للهندسة المعمارية أو المنحوتات.
ويمكن اعتبار هذا مثال حي على التفاعل والتواصل غير اللفظي بين سكان المناطق المختلفة. علاوة على ذلك، زادت التفاعلات السياسية والاجتماعية بسبب التبادلات التجارية على طول هذه الطرق.
بالتدريج، تناقلت واندمجت هذه الأفكار والتفاعلات بين الثقافات المختلفة. في الوقت الذي استمر فيه الغرب على الحصول على عدد أكبر من البضائع القادمة من الشرق، سنحت الفرصة لشبه القارة الهندية على إعادة نظرها في الأفكار والعناصر القادمة من الثقافة الغربية وكيفية تحويلها وادماجها وتطوريها.

وساهم الدور المهم والفعال لهذا الطريق، في عدم اندثار جسور التواصل الذي تم إنشاؤها عبر هذا الطريق مع دول البحر الأبيض المتوسط. بل على العكس، زادت التفاعلات والتبادلات الثقافية بين مختلف السكان

وبالتالي، فإن الإرث المتواصل للفن والثقافة الهيلينية في هذه المنطقة هو نتيجة أحداث عديدة مرت بالمنطقة. وعلى الرغم من التأثيرات الخارجية التي عصفت بالمنطقة، فإن الدقة التاريخية عن هذا الزمن ثابتة ولم تتأثر. وهذا يسمح بإمكانية الوصول إلى المعلومات والترويج لها وتقديرها من قبل الأجيال القادمة التي تحتفل وتفخر بالتراث الثقافي المشترك لبلدان طرق الحرير.

أطلع أيضا على:

طرق الحرير الأناضولية

طرق الحرير للمغول

طرق الحرير الجنوبية

طرق الحرير العظمى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا