أختياراتنا الثقافية : خيمياء القرون الوسطى , علم الكيمياء في آسيا الوسطى
Pharmacy Bottles, Mortar and Pestle, and Scales in an Old Drugstore © Moonana / Shutterstock.comندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات اختياراتنا الثقافية ؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. تساعد المعرفة والتقدير لهذه المواضيع في المحافظة على مكونات تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها.
يرجع تاريخ أجراء أولى التجارب العلمية و التغيرات والتحولات الكيميائية الى العالم القديم، و الذي يشمل مصر، بلاد ما بين النهرين (أشور وبابل)، شبه القارة الهندية، والصين. و قد شملت العلوم الرئيسية التي تطورت على طول طرق الحريرعلى علم الكيمياء الحديث وعلم الخيمياء القديم.
ومع ذلك، يمكن إرجاع أصول المعرفة لعلم الكيمياء والدواء إلى مناطق آسيا الوسطى حيث شهدت تلك المنطقة خلال فترة العصور الوسطى، تطورا ملحوظا و بشكل كبير في مجال علم المعادن والحياة الزراعية.
و قد ساهمت الترسبات الطبيعية للمعادن بتطوير المواد المعدنية و التشجيع عل القيام بالتجارب العلمية المختلفة اعتمادا على علم الخيمياء. و من الجدير بالملاحظة أن وادي زارافشان في سغديا يتمتع بوجود مستويات مرتفعة من رواسب الرصاص والزرنيخ والنحاس والأنتيمون ، وهي المكونات الأساسية للبرونز.
و قد تم استخراج وعلى نطاق واسع رواسب المواد الخام من (الرصاص والفضة والذهب) في مناطق فرغانة وسغديا وإيلاك أضافة الى مناطق شهر سبز (مناطق الملح الأحمر).
ساهمت هذه الرواسب الطبيعية في تكوين نواة الاسس التي ساهمت في تطور وازدهار علوم الكيمياء و علم الخيمياء، والتي أدت في نهاية المطاف إلى تطور علم الطب الحديث، الصيدلة، والمستحضرات الصيدلانية. و قد أظهرت بعض التنقيبات الأثرية في مدينة بايكنت ، بالقرب من بخارى عن أن تاريخ الصيدليات والمختبرات الكيميائية يرجع إلى أواخر القرن الثامن.
كما وبينت هذه المواقع الاثرية بعض العناصر الاساسية التي تم استخدامها في عمليات صناعة الادوية و المستحضرات الطبية. تشمل هذه العناصر المستكشفة على الانواع المتنوعة من الأفران المستخدمة في مختلف عمليات تحضير وتصنيع الادوية المواد الطبية، حفر الأوعية الزجاجية .التخزين، المطاحن اليدوية، أضافة الى
كانت هذه الأوعية الزجاجية من النوع الذي يعرف باسم الانبق، والذي اشتقت منه كلمة الأنبيق و الذي هو جهاز يستخدم في تقطير السوائل. كما تم الكشف عن أثناء التنقيبات عن حاويات طبية وأوعية و طاسات خزفية وكمية صغيرة من الشمع. و كان الشمع يستخدم على نطاق واسع في الطب الشرقي كعنصر من المراهم و الأدوية.
و كان من ضمن الادلة والمصادر التي تم الحفاظ عليها والتي شملت على كتب الأدب الكيميائي أعمال باحثين من العصور الوسطى، كأبن أميل التميمي (900-960)، الخوارزمي القيسي (القرن الحادي عشر) ، و أبن أرفع رأسه (القرن الثاني عشر).
و قد قسم الفيلسوف و العالم كاريموف علم الخيمياء إلى مجموعتين. تم تصنيف الأعمال العلمية التي تفتقر الى العناصر الدينية و الروحانية ضمن المجموعة الاولى.
واحتوت هذه المجموعة على وصف موجز للعمليات العملية التي يمكن أن يفهمها المجتمع العلمي. كما ساهمت في تعزير و دعم التقدم التكنولوجي وإنتاج مواد البناء وتطوير منتجات التصنيع الصغيرة بما في ذلك صناعة المعادن وصنع الزجاج. كما أن هذه الادلة الثابتة والمعارف غير القابلة للجدل كانت بمثابة الأساس في عمليات التحضير الكيميائية للعلاجات والخلطات الطبية.
أما المجموعة الثانية فقد اشتملت على الاعمال و البحوث الكيميائية المشبعة بالخصائص الدينية، الروحانيات و الخرافات. هذه الكتب كتبت بطريقة الرموز و التي شملت على أعمال مثل أطروحات الأبوكريفيل لأمير بني أمية خالد بن يزيد (704ت)، الذي كان يعتبر رائدا عربيا أهتم بعلم الكيمياء و قام بدعم ورعاية المشتغلين فيه، أضافة الى أبن الوحشية ( القرن التاسع).
و خلال منتصف القرن العاشر، أنشأ محمد بن أحمد البلخي الخوارزمي موسوعة للمصطلحات التقنية ، المعروفة باسم موسوعة مفاتيح العلوم.
و قد وصف فيها الخيمياء في ثلاثة أجزاء. الجزء الأول يصف الأجهزة، والثاني مخصص للمواد و العناصر، أما الجزء الثالث والأخير مخصص لكيفية معالجة وتحويل المواد والعناصر.
أما ابن سينا (980-1037)، وهو كاتب مبدع و مجتهد من بخارى ، فقد قام بإعادة النظر في مبادئ أرسطو الأساسية فيما يتعلق بالأصل الكوني للمعادن ومواد الجماد في كتابه ، كتاب الشفاء.
و لم يقتنع أن سينا أن مختصي علم الخيمياء القديمة كان بإمكانهم تحويل المواد من معدن إلى آخر
وبدلاً من ذلك ، كان يعتقد ان أن مختصي علم الخيمياء القديمة لم يتمكنوا إلا من إنتاج بعض المنتجات التقليدية غير الأصلية ، مثل تزيين السبائك بلمعة من الذهب أو الفضة.
وقد كانت النصوص و الكتب العلمية المتعلقة بالدور الفعال لعلم الكيمياء وعلم الخيمياء ماهي الا مرأة عاكسة لأهمية هذا العلم.
و قد كتب أبو نصر محمد الفارابي (م 950) أطروحة بعنوان "عن الحاجة إلى فن الكيمياء" (رساله في وجوب سينا بالكيمية). علاوة على ذلك، فإن كتاب ابن سينا "القانون في الطب " الذي ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، هو عمل موسوعي لعب دوراً أساسياً في تطوير الطب الأوروبي والشرقي.
يرى ابن سينا، إن الأساس النظري للطب الشرقي القديم يكمن في عقيدة تغير المزاج أو خليط من العناصر الطبيعية بما في ذلك الأدوية، التي تعكس خصائص الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة
على الرغم من جذورها المتأصلة في العصور القديمة ، فقد أدى تحول وتطور الكيمياء إلى فهم أكثر شمولاً للكيمياء الحديثة و علم الصيدلة والمستحضرات الطبية في المجتمع المعاصر.
أطلع أيضا على:
فن تزيين المخطوطات على طول طرق الحرير
تطور تربية دودة القز على طول طرق الحرير
الأدب العربي الكلاسيكي
أسئلة وأجوبة مع السيد علي موسى إيي خلال معرض جسر الفنون السنوي في مدينة فالنسيا ، إسبانيا
معرض اليونسكو لفن المنسوجات المطبوعة الإندونيسية
النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية
أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية
التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان
اختيارنا الفني لهذا اليوم من التراث "ألكايز وشيرداك: فن السجاد التقليدي القرغيزي"
مسابقة التصوير الفوتوغرافي لليونسكو عيون الشباب على طرق الحرير