تهدف أنشطة المركز الدولي للتقارب بين الثقافات، ومن خلال الرعاية والدعم المستمر من قبل منظمة اليونسكو (مؤسسات اليونسكو الفئة الثانية) في مدينة ألماتي، إلى المساهمة في بناء مبادئ منظمة اليونسكو وتعزيز أسس التزامات اليونسكو للتعايش السلمي والعادل في أذهان الناس المنتمين الى مجتمعات متنوعة بغض النظر عن الهوية العرقية، الاثنية أو الدينية.

كانت ميانمار بمثابة "مركز" مهم تنقل العناصر، التقاليد والتقنيات، والتأثيرات الفنية الثقافية المتنوعة والتي تدفقت من مناطق الصين عبر مدن آسيا الوسطى وغرب آسيا حتى أوروبا (والعكس صحيح) - عن طريق البر والبحر.
كانت أسباب ذلك الموقع الجغرافي المتميز لميانمار، وساحلها الطويل  المرتبط مع العديد من الموانئ ووصولها إلى الصين عبر النهر.

من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر الميلادي، كانت تشيوانتشو ميناء الصين الرئيسي للتجارة الدولية. حيث أقامت الصين علاقات واسعة مع العالم الإسلامي، ولا يزال من الممكن العثور على العديد من المعالم الإسلامية في مدينة تشيوانتشو. من بين النقوش العربية والفارسية التي تم التنقيب عنها في المدينة ، تم العثور على ثمانية وعشرون نسباس (صفات تشير إلى مكان أصل أو أصل الشخص). أشار معظمهم إلى مواقع في بلاد فارس، وثلاثة "نسباس" يرجع تاريخها من القرن الثالث عشر إلى القرن الرابع عشر وتشير إلى أماكن في اليمن والمملكة العربية السعودية.

عملت المنطقة الماليزية كجسر بري رابط بين خليج البنغال وبحر الصين الجنوبي، حيث ربطت البر الرئيسي لجنوب شرق آسيا مع بقية الجزر. تسجل البيانات الأثرية أنشطة تجارية ما قبل التاريخ قبل وبعد العصر البليستوسيني. خلال هذه الفترة تطورت مواقع ما قبل التاريخ الساحلية إلى موانئ للتجارة والتبادل، سواء داخل الأقاليم  أو مع البر الرئيسى جنوب شرق الصين.

في حين أن هناك تداخلًا بين ثقافات الشرق والغرب عبر طرق الحرير التي حدثت عادة عبر التاريخ، إلا أن شبه جزيرة كوريا اقتصرت على استيعاب التأثيرات الثقافية والفنية من مسافة بعيدة وواسعة فقط حيث عثر على آثار قليلة للثقافة الكورية في مدن آسيا الوسطى. يمكن العثور على دليل عن هذا التملك الثقافي والمادي في العديد من المدافن، بما في ذلك الأحزمة الملتوية ذات التأثير السيكيثي  الزومبي، الأواني الزجاجية الرومانية والجرمانية، الأعمال المعدنية المستوحاة من آسيا الوسطى، وتقنيات الرسم المستوحاة من الصين.

أرسل الإسكندر، المعروف باسم "العظيم" أو "المقدوني"، جيوشه إلى مدن  آسيا الوسطى في القرن الرابع قبل الميلاد على الرغم من أنه كان في الأصل في حالة حرب مع الملك الأخميني، داريوس الثالث كودومانوس، إلا أن حملته توسعت قريبًا لتصبح غزوًا واسع النطاق لآسيا، والذي كان ناجحًا للغاية حتى تراجعه وموته في 323.
ومع ذلك، كان إرثه مساهما في تشكيل أولى نقاط الأتصال الثقافية بين الثقافات الأوروبية والآسيوية، كما هو موضح في إنشاء المستعمرات الهلنستية في الهند التي كانت لا تزال تنتج نقوش يونانية بليغة في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد

رخصت وزارة التعليم في حكومة باكستان في عام ١٩٦٧ لجامعة القايد عزام بإنشاء مركز لدراسة حضارات منطقة وسط آسيا، وذلك بهدف التعاون مع اليونسكو، بوصفه عضواً مشاركاً ممثلاً لباكستان في برنامج المنظمة الخاص بمنطقة وسط آسيا. وطُرحت في اليونسكو توصية بتوسيع نطاق عمل المركز وإجراء دراسة مقارنة لحضارات قارة آسيا قاطبة.

تمثل مدينة سافرانبلو مدينة عثمانية نموذجية سلمت من عوادي الزمن واستطاعت أن تحافظ على وجودها إلى اليوم. ويتجلى فيها تفاعل مثير للاهتمام بين الطوبوغرافيا والمستوطنة التاريخية. وبفضل الدور الرئيسي لسافرانبلو في تجارة القوافل، تمتعت هذه المدينة بازدهار كبير وحددت بالتالي المعايير المعمارية على الصعيدين العام والخاص، الأمر الذي كان له تأثير كبير على التطور الحضري في مناطق واسعة من الامبراطورية العثمانية. وتعبر الأشكال المعمارية للمباني والشوارع عن هذه الفترة.

أُنشئ المعهد الدولي لدراسات آسيا الوسطى (IICAS) في آب/أغسطس ١٩٩٥ بمدينة سمرقند في أوزبكستان كنتيجة مباشرة لبعثات اليونسكو المعنية بطريق الحرير.