أسئلة وأجوبة مع السيد علي موسى إيي خلال معرض جسر الفنون السنوي Pasarela de l’Artes في مدينة فالنسيا ، إسبانيا.
© Cristina Carreño
الأستاذ علي موسى إيي هو رئيس قسم التاريخ والحوار والمنسق الدولي لمشروع اليونسكو لطرق الحرير.
قام الأستاذ علي موسى إيي بزيارة مدينة فالنسيا من أجل المشاركة في المعرض السنوي "جسر الفنون" (Pasarela de las Artes) ، وشرح الدور المهم والفعال الذي تلعبه طرق الحرير في تقوية أسس الحوار والتفاهم المتبادلين.
كما أشار وتحدث عن التحديات والمعرقلات المحيطة بنا كوننا نعيش في عالم أدى فيه التقدم التكنولوجي الجديد على تغيير العلاقة بين الناس والثقافات.
سؤال: ما هو سبب زيارة رئيس قسم التاريخ والحوار لمنظمة اليونسكو إلى مدينة فالنسيا؟
جواب: لقد قدمت إلى مدينة فالنسيا، بفضل دعوة من قبل السيد خوسيه ماريا جيكيلو
رئيس الشبكة الدولية لمشروع اليونسكو لطرق الحرير، لحضور فعاليات معرض (جسر الفنون).
و قد حصل هذا الحدث الثقافي على رعاية و دعم من قبل منظمة اليونسكو بسبب الدور المركزي الذي لعبته مدينة فالنسيا في تطوير التنوع والتراث الثقافي على طول طرق الحرير.
سؤال: لماذا تحتفظ مدينة فالنسيا بهذا الدور المركزي ؟
جواب: بصفتي المنسق الدولي لمشروع طرق الحرير، أصبحت مدركًا و و زاد عندي الوعي عن الدور الفعال لمدينة فالنسيا فيما يتعلق بالثقافة والحوار.
و قد وجدت نفسي في كل مرة أتعلم المزيد عن هذه المدينة وكيف كان تاريخها وموقعها ونشاط سكانها مكونات أساسية لطرق الحرير.
من الجدير بالذكر أن الرئيس الحالي للشبكة هو من مدينة فالنسيا. وقد لعبت هذه العلاقات والجهود دورا في ترشيح أحتفالات "لاس فالاس" و الاعتراف فيها كتراث ثقافي غير مادي عالمي تابع لمنظمة اليونسكو.
سؤال: ما هو تقييمك للبرنامج بعد 30 عامًا من أطلاقه؟
جواب: إذا أخذنا في الحسبان التوقعات الأولية، أعتقد أنها تتوافق بشكل جيد مع التقييم.
عندما تم إطلاق البرنامج قبل 30 سنة من قبل السيد فيديريكو مايور زاراكوزا المدير العام لليونسكو في ذلك الوقت، كان مشروعا جديدا أطلق خلال فترة كان العالم فيها يتغير مع نهاية الحرب الباردة.
وقد أجريت خمسة حملات تجريبة أدت في نهاية المطاف إلى إنشاء مؤسسات ومراكز بحث جديدة والتي تجاوزت كل التوقعات. وهذا الأمر مثال قوي يثبت أن طرق الحرير ساهمت في تغيير الكثير من الأشياء فيما يتعلق بشكل العلاقات الدولية في فترة ما بعد الحرب الباردة.
أصبح مشروع طرق الحرير من أهم أنشطة اليونسكو. و قد شجع هذاالمشروع العديد من البلدان على إعادة النظر والتقييم في تراثها الثقافي والتاريخي.
وقد تمكن العديد من هذه البلدان من تسجيل بعض مواقع طرق الحرير كمواقع للتراث العالمي لليونسكو. ونتيجة لذلك، أدى هذا إلى نشوء نوع من أنواع السياحة الثقافية.
سؤال: ما هي التحديات التي يخبئها المستقبل لطريق الحرير؟
جواب: لقد أطلقنا المرحلة الثانية من مشروع طرق الحرير في عالم مرّ بتغييرات كبيرة.
هناك الكثير من الأشياء الجديدة، مثل التقدم التكنولوجي، ووجهات النظر الجديدة، التي يجب أن تتكيف معها طرق الحرير.
نحن نعيش اليوم ضمن زمن العولمة في عالم مكون من مجموعة من العوامل التي تنشئ مع بعضها البعض بعدًا آخر لما نقوم به في هذا المشروع.
تتيح لنا طرق الحرير الفرصة لرؤية ما فقدناه في الماضي. على سبيل المثال، في مجتمع اليوم، يتم تداول السلع والمال ( ليس البشر ) بحرية عبر الحدود.
في الماضي، سافر الناس على طول طرق الحرير ببضائهم وأفكارهم. أما اليوم، فنلاحظ تعقد و صعوبة التواصل والحوار بين الناس بسبب المشاكل المرتبطة بالهجرة. هذه لحظة خطرة للغاية، ونحن نشهد نوعًا آخر من الحرب الباردة، وهو أمر أكثر تعقيدًا.
يمكنك ملاحظة أننا انتقلنا من منافسات بين الدول والشعوب فيما يتعلق بالأفكار والمعرفة و الايدولوجية إلى مواجهات أكثر خطورة مبنية على أساس الهوية الثقافية والدين، الأمر الذي يفضي إلى حصول التحيزات والعنصرية والتمييز العرقي.
يتمثل التحدي اليوم في كيفية استخدام أفضل إمكانيات التكنولوجيا و عصر الانترنت و وسائل التواصل والحوار الجديدة لتعزيز الحوار و الترويج عن التبادل الثقافي الأصيل.
سؤال: مع وجود الكثير من إمكانيات التواصل بين الناس، كيف أثر هذا الأمر على الحوار ؟
جواب: التناقض واضح هنا. لم يكن في أي زمن من تاريخ البشرية الكثير من الاتصالات ، و القليل من الحوار. على سبيل المثال ، على طول طرق الحرير، سافر الناس لفترات طويلة قاطعين الكثير من المسافات و قد اعتادوا التوقف من أجل الراحة وزيارة الأماكن، وهذا سمح لهم بالحصول على الوقت الكافي لتكوين أحساس بالمعرفة المتبادلة والحوار.
اليوم ، كل شيء في الحياة سريع. وتكنولوجيا اليوم توقع الناس في الفخ. فمن ناحية، تتاح لنا الفرصة للوصول إلى الآخرين بشكل أكبر واوسع ، ولكن من ناحية أخرى ، فإننا نلازم موقعنا و نعيش في عالمنا الخاص.
لماذا يحتاج المرء إلى مغادرة المنزل لرؤية شخص ما إذا كان بإمكانه مقابلة الأشخاص من خلال العالم الافتراضي ؟ أو على الأجهزة المحمولة؟ هذه هي الطريقة التي تحدث بها الأمور اليوم ، وهذا أمر خطير.
أماكن التواصل والحوار تسهل المعرفة المتبادلة، و لكننا نتبادل الجهل بينا في نفس الوقت بسبب المسافة التي تفصل بينا و بالتالي فإننا نعمل على تعزيز جهلنا.
سؤال: نحن نعتقد أننا نعرف كل شيء ، ولكن لا نعرف شيئًا في الواقع ؟
جواب: يتعلق الأمر بمشاعر التواضع. في الماضي، اكتشف الناس الأشياء بتواضع، لأنهم واجهوا أشياء لم يفهموها. التواضع يعني احترام المعرفة. اليوم و للاسف التكبر يسيطر على الوضع الحالي. الجميع يعتقد أنهم يعرفون كل شيء. نعتقد أن كل شيء يمكن معرفته يمكن العثور عليه على هواتفنا المحمولة ، بدلاً من التواضع والبحث عن المعرفة المفقودة. ادى هذا الامر لتعزيز مبدأ التكبر على الاخرين، وهذا يمنعنا من التعرف على بعضنا البعض.
سؤال: إذا سافر كل واحد منا على طول طرق الحرير، فهل تعتقد أنه يساعد عن ظهور طريقة جديدة لفهم العالم؟
جواب: أنا متأكد من هذا الامر، لأن السفر دائما يساعد على تحفيز التفكير والتأمل. لكن و مع الاسف، هذا الامر اليوم سيكون أكثر تعقيدًا من الماضي، نظرًا لوجود الحدود والكمارك والقوانين الجديدة المتعلقة بتنقل الناس بين الدول. نحن نعيش في عالم نصل فيه إلى المطار، ولأي سبب كان، قد يشتبه بالشخص في ارتكاب بعض المخالفات سواء المتعلقة بالهجرة أو الإرهاب.
ملاحظة: ظهر المقال في الأصل في الصحيفة الإسبانية ، ليفانتي: الميركانتيلي فالنسيانو، أصدار 8 يونيو 2018
اطلع أيضا على :
التقليد والإلهام: التغيرات في المنتجات الخزفية على طول طرق الحرير
التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان
أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية
النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية
معرض اليونسكو لفن المنسوجات المطبوعة الإندونيسية
اختيارنا الفني لهذا اليوم من التراث "ألكايز وشيرداك: فن السجاد التقليدي القرغيزي"
مسابقة التصوير الفوتوغرافي لليونسكو عيون الشباب على طرق الحرير