التقليد والإلهام : التغيرات في المنتجات الخزفية على طول طرق الحرير

ندعوكم لقراءة مقالات تعلم المزيد عن طرق الحرير. المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. تساعد المعرفة والتقدير لهذه المواضيع  في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها.

لطالما كانت البصرة مركزًا للمنتجات و السلع التي تعكس مزيجًا من التقنيات المختلفة المستعملة في سقل الزجاج و المفاهيم الإسلامية لتصاميم الفن التجريدي.  تتجسد في هذه المنتجات تقنيات تصنيع وتشكيل مبتكرة و إبداعية أضافة الى استخدام مواد فريدة النوع.

بالاعتماد على تصاميم الخزف الصيني الذي انتشر في جميع أنحاء منطقة ما بين النهرين عن طريق رحلات التجار المسلمين ، تمكن الخزافون في مدينة البصرة بمهارة في إنتاج اللون الأبيض المتأصل في التصاميم الصينية مع اختراع طلاء أبيض غير شفاف. حدث هذا الاندماج و الإلهام في الأفكار الفنية الإبداعية بين القرنين الرابع و الخامس عشر الميلادي.

بعد ذلك، تم تغير تصنيع هذه المواد دوليا. وبسبب التفاعلات و التبادلات الثقافية و سياسة المعاملة بالمثل بين الشعوب، قام أهالي البصرة باستخدام اللون الأزرق الفضي في منتجاتهم الخزفية الذي أعطى الألهام للخزافين الصينين و قيامهم باستخدام الألوان الزرقاء والبيضاء في عملية أنتاج الخزف.

ولّد هذا الاندماج  بين الألوان الجريئة والحيوية اهتمامًا بين الخزافين الصينيين ، الذين بدأوا بعد ذلك بتجربة استخدام الحبر الأزرق على الأسطح البيضاء.

وينعكس بوضوح هذا التبادل للمعرفة، وحب التعلم، والتقنيات المستخدمة بين هؤلاء الشعوب في الأدوات التي تم تصنيعها وتداولها على مر التاريخ عبر هذه المناطق. هذا النوع من النشاط يشهد أيضا كمثال على التراث الثقافي المشترك لبلدان طرق الحرير.

وتؤكد منتجات الخزف ، وكذلك طريقة إنتاجها ، على الأبداع الشخصي وروح الحياة في مصدرها . علاوة على ذلك، يمكننا رؤية مزيج من التقنيات والأفكار المختلفة التي تشهد كمثال عن مشاركة الأفكار بين الثقافات والتبادلات الثقافية بينهم. وهكذا ، فإن الاندماج و التمازج بين الأدوات ، والتقنيات المستخدمة لإنتاج الخزف ، يرمز إلى الترابط  العميق بين التصاميم الإبداعية الشرقية و الغربية.

أطلع ايضا على

التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان

النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية

أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية

مشروع اليونسكو لطرق الحرير