التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان

Traditional Indian Necklace © Ashwin / Shutterstock.com

 

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات اختياراتنا الثقافية.  المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها.

تشمل الأراضي الشاسعة النطاق لمملكة كوشان (من القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي) على مجموعة متنوعة واسعة المدى من الثقافات الفنية ، والتي تم توحيدها تحت إدارة واحدة. هذه الثقافات الفنية يمكن تقسيمها إلى أربع مناطق : بكتريا ، ماثورا(الهند) ، أراشوسيا ونغارارا، و غاندهارا القديمة.
تقع كل من أراشوسيا ونغارارا ، بالإضافة إلى غاندهارا القديمة ، في مناطق تعرف الآن باسم أفغانستان الحديثة وباكستان.
على الرغم من الاختلافات الإقليمية ، عكس الإنتاج الفني لهذه الثقافات المتعددة مثالا للإرث الثقافي المشترك لطرق الحرير. كانت غاندهارا على سبيل المثال بمثابة مفترق طرق رئيسي تم من خلاله نشر فنون مملكة  كوشان إلى أفغانستان وآسيا الوسطى والمدن الهندية المختلفة مثل ماثورا وفيناموري وأمارافاتي.
بالإضافة إلى ذلك ، كشفت الحفريات في بغرام و بشكالفاتي وطقسيلة و ماثورا و سرك كوتال أن بعض فن غاندهارا يمثل عناصر مميزة و فريدة  للفترة الهلنستية. و قد ساهمت التأثيرات الخارجية على تطوير فنون مملكة كوشان باستمرار.
هذه المجموعات الفنية قامت باستيعاب تقاليد مناطق بكتريا ذات الطابع اليوناني، كما كانت أيضًا منفتحة للتصاميم الغربية عبر طرق التجارة والتبادل الدولي.  ومع ذلك، فقد احتفظت دائمًا بصفاتها الشخصية الفريدة و المميزة مما يعكس التطلعات الاجتماعية والثقافية لشعبها، فضلاً عن أهمية الحفاظ على الصناعة الحرفية المحلية.
يلاحظ في تصميم المجوهرات الفنية  لمملكة كوشان شمولها على  مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات والمواد المستخدمة. مجموعة تاكسيلا الفنية على سبيل المثال هي في الغالب ذات طابع يوناني و روماني ،  في حين تعكس مجوهرات غاندهارا بشكل عام مجموعة من الموروثات و التصاميم الكلاسيكية الإيرانية والسارماتية والهندية النموذجية لفن غاندهارا.
كما يظهر بشكل واضح في هذه المصنوعات إتقان تقنيات الصياغة التي تم استعارتها من غرب آسيا. تم استخدام العديد من المواد في تصميم المجوهرات مثل الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، الصدف، العظام، العاج، الأجسام الزجاجية، والخرز.  وتتضمن الأمثلة على هذه المجوهرات ( القلائد والأساور والخلاخيل ودبابيس الشعر والمحابس)، والتي تحوي في بعض الأحيان على أحجار مرصعة و تصميمات انطباعية مميزة.  كما يمكن العثور على عناصر زخرفية متنوعة التصاميم والإشكال مثل الدبابيس ودبابيس العمامة والشخصيات الذهبية المصغرة من  الحيوانات ، الطيور والزهور في مجموعة تاكسيلا.
بالإضافة الى ذلك، كانت الديكورات الزخرفية التفصيلية والإكسسوارات مرأة عاكسة للوضع الاجتماعي الراقي. حيث يلاحظ على سبيل المثال وصف صور الحكماء و المثقفين و العلماء والنبلاء، والآلهة من خلال صور تركز على ارتدائهم للمجوهرات. في حين يلاحظ ارتداء أولئك الذين يتمتعون بمركز اجتماعي أدنى نسخاً طبق الأصل من المجوهرات، أو لا شيء على الإطلاق.
فن هذه المملكة، والمصنوعات اليدوية، والمجوهرات، والحرف اليدوية ما هي ألا انعكاس مباشر لأولئك الذين كانوا يعيشون في أراضي المملكة الشاسعة حيث ساهم الرخاء الاقتصادي والسلام كعوامل أساسية لشعبية هذا الفن و تطويره على طول طرق الحرير.
هذه المصنوعات ماهي ألا أمثلة مرئية للتناسق و الاندماج العالمي العابر للحدود الوطنية و الذي يشمل على مفاهيم ثقافية متعددة تنقلت خلال الأجيال. كما أنها تكشف عن الترابطات الدقيقة للهويات التعددية ، والحوار بين الثقافات ، أضافة الى التواصل و التبادل المتنوع  بين مختلف سكان هذه المناطق.

أطلع ايضا على

أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية

التقليد والإلهام: التغيرات في المنتجات الخزفية على طول طرق الحرير

 النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية

مشروع اليونسكو لطرق الحرير

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا