أختياراتنا الثقافية : الملابس و الاقمشة : مرأة عاكسة للحالة الاجتماعية / الاقتصادية والاختلافات الإقليمية

Kazakhstan, Feast of Nauryz. © KOCHMARYOV / Shutterstock.com

أثرت الاختلافات الإقليمية أضافة الى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتنوعات الثقافية وعوامل المناخ تأثيرا مباشرا على اختيارات الملابس من قبل أولئك الذين عاشوا في المناطق المختلفة على طول شبكة طرق الحرير الواسعة.

و قد تميز العلماء والأرستقراطيون و أصحاب القرار في الحكم أضافة الى الحرفيين والمزارعون بطريقة لباس معين مناسب لبيئتهم و طبيعة عملهم أثناء فترة العصور الوسطى في مناطق آسيا الوسطى.

وعلى الرغم من شحة و قلة المعلومات التاريخية المتعلقة باختيارات الملابس في الأراضي الشرقية الإسلامية، إلا أن الكتّاب والجغرافيين والمسافرين ساهموا بشكل كبير في تقديم تلك المعلومات.

و من الجدير بالملاحظة وجود الاختلافات في الأسلوب، المنتج النهائي، ونوعية المواد المستخدمة في ملابس طبقة الأغنياء و طبقة الفقراء.

خلال تلك الفترة الزمنية، كانت مدينة خراسان مركزًا شهيرًا للمنسوجات من الحرير والصوف والقطن، في حين كانت نيسابور معروفة بقطع القماش والقطن والعمائم التي غالباً ما يتم تصديرها إلى مدن العراق ومصر.

في بعض المجتمعات، تم استخدام اللباد لصنع العباءات، وأغطية البذور، وقبعات الحماية من المطر. وعلاوة على ذلك، كان فرو الخراف، السناجب الرمادية، وفرو القاقم، أضافة الى  حيوانات أخرى من المواد الأساسية للملابس المستخدمة في ملابس المغول، والأتراك من مناطق السهول، فضلا عن الشخصيات البارزة في بلاد فارس.

و قد ارتدى المغول في القرن الثالث عشر حزامًا مكونا من المواد الناعمة ملفوفًا حول منطقة الخصر كما هو الحال في يومنا هذا.

كان هذا بمثابة مشد للجسم بطريقة مريحة، مما يساعد على الحفاظ على قوام الجسم و أسناده أثناء ركوب الخيول خلال الرحلات الطويلة.

و يرجع تاريخ أقدم قطعة من الحرير اكتشفت في هذه المنطقة الى الفترة السامانية، وكانت منسوجة لحاكم في  ولاية خراسان.

و يكمن الاطلاع بشكل واضح على سهولة تنقل و تبادل الافكار الابداعية و المعرفة و الخبرة في تقنيات التصنيع عبر المناطق و المدن المختلفة من خلال البضائع التي تم تقديمها من خراسان إلى محكمة هارون الرشيد (786-809) في بغداد.

وشملت هذه البضائع المهداة على الملابس الحريرية، والأردية البيضاء، وأغطية الرأس، وغيرها.

غالباً ما كان الأفراد الذين ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية العليا يرتدون ملابس مصنوعة من الحرير والصوف والفراء باهظة الثمن، بينما يستخدم هؤلاء من الطبقات الدنيا المعاطف المصنوعة من جلود الكلاب أو الماعز، مبطنة بالكتان أو القطن.

و قد ارتدت نساء المغول السراويل الطويلة تحت الملابس الشبيهة بالأكياس، أضافة القبعات الطويلة الشبيه بالسلة المغطاة بقطعة  من القماش.

وارتدت النساء المتزوجات نوعًا من  الدشاديش العريضة المفتوحة و التي تغطي الجسم الى حد القدم.

خلال القرن التاسع، كان التجار الأثرياء غالباً ما يرتدون "التايلاسان" (شال الرأس الذي لم تكن نهايته أدنى الذقن).

ومع ذلك، فأن الطبقات الدنيا لم ترتدي هذا النوع من الثوب. كان الطباخون على سبيل المثال يرتدون ثيابًا تشبه بدلات الغلايات، فيما كان التجار والحرفيون يرتدون الملابس الفضفاضة، أما المزارعون فكانوا يرتدون ثيابًا  رصد مفتشو البلدية المعروفون باسم "المحتسبون" حالة ونظافة الثيابقطنية سميكة مع عمامات ملونة. و 

كانت معظم المدن لديها تخصصات النسيج الخاصة بهم، مثل "الملهم"، و هو قماش نصف حريري من ميرف.

وأنتجت بخارى،  من خلال مصانعها النسيجية الشهيرة، أنواعًا مختلفة من أقمشة الحرير المعروفة باسم "البخاري". كان هذا النسيج ثقيلًا وقويًا وغالبًا ما اشترته المجتمعات الدولية بكميات كبيرة

وتطلبت صناعة تلك الملابس مهارات محددة، مثل القدرة على معالجة الجلود، وتصنيع الخيوط، ومعرفة تقنيات الخياطة.

ظلت المنتجات التي تم الحصول عليها من الماشية هي المادة الخام الأولية المستخدمة في الصناعات الحرفية.

كان صوف الأغنام يستخدم لتصنيع الشعيرات و اللباد، في حين كانت الأحزمة والأربطة والقبعات والملابس والأحذية مصنوعة من جلود الماشية المنزلية.

في المجتمعات البدوية، قام الرعاة عمومًا بتصنيع الملابس و المواد حسب الحاجة و متطلبات المناخ وأسلوب الحياة و الظروف العابرة، مثل أغطية الرأس.

على الرغم من أن خلفاء جنكيز خان كانوا يرتدون أثواباً منسوجة بالذهب، وأحياناً مزينة بالجواهر الثمينة واللآلئ، فإن الثوب السابق و الذي كان شائعا، كان يتكون أساساً من جلود الحيوانات. وكانت تلك الملابس شبيهة بالأكياس من حيث التصميم و كانت فضفاضة  من الجانب الأيسر، ومقيدة في منطقة الكتف على الجانب الأيمن.

"الدلي"، هو رداء مع أكتاف سلسة، كان مثالا على ذلك. و على الرغم من أن المفهوم لا يزال على حاله ، فإن "الديليس"، بالإضافة إلى العديد من الملابس الأخرى من طرق الحرير التي تعود إلى فترة القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر، استمرت في التطور واكتسبت الكثير من  التعقيد و التنوع، مع الحفاظ على خصائصها الفريدة الابداعية.

 

أطلع أيضا على:

اختياراتنا الثقافية: المدارس كمراكز عالمية للتعليم والثقافة

خيمياء القرون الوسطى, علم الكيمياء في آسيا الوسطى

فن تزيين المخطوطات على طول طرق الحرير

تطور تربية دودة القز على طول طرق الحرير

الأدب العربي الكلاسيكي

أسئلة وأجوبة مع السيد علي موسى إيي خلال معرض جسر الفنون السنوي في مدينة فالنسيا ، إسبانيا

معرض اليونسكو لفن المنسوجات المطبوعة الإندونيسية

النبضات الجمالية لفنون بلاد السند و التعبيرات الثقافية

أصول الابداع الفني للتقاليد الفنية الكشميرية

التأثيرات الثقافية المتنوعة في فن مملكة كوشان

اختيارنا الفني لهذا اليوم من التراث "ألكايز وشيرداك: فن السجاد التقليدي القرغيزي"

مسابقة التصوير الفوتوغرافي لليونسكو  عيون الشباب على طرق الحرير

مشروع اليونسكو لطرق الحرير

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا