تاكسيلا
تُجَسِّد تاكسيلا، ابتداء من المدافن التلية القديمة في العصر الحجري الحديث في سرايكالا إلى أسوار ومتاريس سيركاب (القرن الثاني قبل الميلاد) ومدينة سرسوخ (القرن الأول بعد الميلاد)، المراحل المختلفة في نمو وتطور مدينة تقع على نهر السند أثرت فيها بالتعاقب حضارات بلاد فارس واليونان وآسيا الوسطى، وكانت من المراكز المهمة في تعلّم وتعليم العقائد البوذية من القرن الخامس قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الثاني للميلاد.
وتقع تاكسيلا على بعد ٣٠ كم إلى الشمال الغربي من راولبندي على "الطريق الأعظم" المسمى اليوم گي تي رود (Grand Trunk Road)، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية في آسيا. وشهدت المدينة ازدهاراً اقتصادياً وثقافياً بسبب موقعها الاستراتيجي على أحد فروع طريق الحرير الذي يربط الصين بالغرب. وبلغ هذا الازدهار أوجه في الفترة الواقعة بين القرنين الأول والخامس للميلاد. وأقيمت النصب والصروح البوذية في جميع أنحاء وادي تاكسيلا الذي تحول من ثم إلى معقل ديني وقبلة يقصدها الحجاج من آسيا الوسطى والصين. وحظيت تاكسيلا بشهرة واسعة حتى صار اسمها يرد في عدة لغات، منها اللغة السنسكريتية التي سمتها تاكشاچيلا (أمير قبيلة الأفعى) واللغة الپالية التي سمتها تَكَّسيلا، وعرف اليونانيون المدينة باسم تاكسيلا والرومان كذلك مع تشديد اللام، أما الصينيون فرسموها چو-چا-شي-لو. للمزيد من المعلومات بشأن هذا الموقع الأثري يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي للتراث العالمي.