البندقية وبحيرتها الشاطئية
تعتبر البندقية انجازاً فنيا فريداً من نوعه. وكان لها تأثير كبير على الفنون المعمارية. فالمدينة التي تبدو طافية على سطح البحيرة قائمة في الواقع على ١١٨ جزيرة صغيرة. وهي تحوي سلسلة لا مثيل لها من الصروح المعمارية المعبرة عن عظمتها وروعتها التي تمثل مجموعة كاملة من الأنماط والتصنيفات المعمارية. وتتلازم القيمة النموذجية لهذه الأنماط المعمارية مع الطابع المميز للبيئة الحضرية التي وجب عليها التكيف مع المتطلبات الخاصة للموقع.
في هذه البحيرة ترتبط الطبيعة والتاريخ ارتباطاً وثيقاً منذ القرن الخامس للميلاد حين التجأ البنادقة إلى الجزر الرملية لتورتشيلو وليسولو ومَلاماكو هرباً من الغزوات البربرية. وتحولت هذه المستوطنات المؤقتة شيئاً فشيئاً إلى مستوطنات دائمة وأصبح الملجأ الأولي للفلاحين وصائدي الأسماك الذين كانوا يعيشون على اليابسة قوة بحرية ذات شأن. واختيرت جزيرة ريالتو الصغيرة لتكون موقع المدينة الجديدة.
وسيطرت البندقية في عام ١٠٠٠ على الساحل الدلماسي وجرى في عام ١١١٢ إنشاء سوق للتبادل التجاري في ميناء صيدا. وشهد عام ١٢٠٤ تحالف البندقية مع الصليبيين من أجل الاستيلاء على القسطنطينية. وكانت حصة البندقية من الغنائم وافرة، بما فيها الخيول البرونزية التي تزين ساحة سانت مارك والتي تمثل الجانب الظاهر للعيان من عملية السلب والنهب التي تعرضت لها بيزنطة لمنفعة الدوج انريكو داندولو وحلفائه.
وفي ظل حكم الدوج تحولت البندقية إلى امبراطورية بحرية ذات قوة لا تُضاهى امتدت على طول السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط وصولا إلى الجزر الأيونية وكريت. للمزيد من المعلومات بشأن هذا الموقع الأثري يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي للتراث العالمي.