وقفنامه ربع رشيدي: "الوقفية الرشيدية بخط الواقف في بيان شرائط أمور الوقف والمصارف"، مخطوطة من القرن الثالث عشر ميلادي
كانت مدينة تبريز، الواقعة في شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران على بعد ٦٠٠ كيلومتر تقريبا، في أيام عزها قبل ٧٠٠ عام عاصمة لإلخانات المغول في إيران ومركزاً للفكر والثقافة في ظل الخان محمود غازان (١٢٩٥-١٣٠٤). وصاحب الوقف هو وزير الخان غازان؛ الطبيب اللامع وعالم الرياضيات خواجة رشيد الدين فضل الله همداني مؤلف الكتاب المرجعي الضخم الموسوم "جامع التواريخ" الذي كتبه باللغة الفارسية. وقد قام هذا العالم بإنشاء مجمّع أكاديمي في مشارف تبريز عُرف باسم ربع رشيدي. ويشتمل هذا الربع على مصنع للورق ومكتبة ومستشفى تعليمي ودار للأيتام وخان للمسافرين ومصنع للنسيج ومدرسة لتدريب المعلمين ومدرسة دينية، وصار قبلة للطلاب والعلماء من كل مكان بما في ذلك الصين. وكان الغرض من هذا الوقف حفظ المؤلفات العلمية التي وضعها رشيد الدين وكذلك المؤلفات الأخرى التي تقع بحوزته من الضياع من خلال نسخها وحفظها.
ويرد في وثيقة الوقفية المقدمة للإدراج في سجل ذاكرة العالم تفاصيل الربع الرشيدي، ومن ذلك: الأسباب الداعية إليه، ونظام الإدارة، وإدارة ممتلكات الوقفية وميزانيتها، ,وتشتمل هذه على أراض زراعية في أفغانستان وآسيا الصغرى وأذربيجان وجورجيا وإيران والعراق وبلاد الشام.
ويبلغ عدد صفحات المخطوطة ٣٨٢ صفحة، منها ٢٩٠ صفحة كتبها رشيد الدين نفسه، وما تبقى كتبه والي تبريز عبد الله بن محمد تبريزي واثنان من النسّاخ. وتعتبر هذه المخطوطة ذات أهمية عالمية نظراً لاتساع نطاق ممتلكات الوقفية وقيمتها الكبيرة فضلا عن المكانة الرفيعة للربع الرشيدي. وبما أن مؤسسة الأوقاف تمثل ركناً أساسياً في المجتمع الإسلامي، فإن هذه الوقفية تمثل بالتالي سجلا هاماً للإدارة السياسية والاقتصادية في آسيا الوسطى في فترة اتسمت بقدر كبير من الدينامية والتغيير. للمزيد من المعلومات عن هذا العنصر، يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي الخاص بسجل ذاكرة