"شاهنامهٔ بایسُنقری" (نسخة الأمير بايسنقر من كتاب الملوك)
كان أبو القاسم منصور بن الحسن الفردوسي الطوسي وجهاً بارزاً في الشعر الإيراني والشاعر القومي للإمبراطورية الفارسية. وكانت ولادته في مدينة طوس الإيرانية عام ٩٤١ ووفاته في عام ١٠٢٠، أي بعد عشر سنوات من إتمامه لملحمته الكبرى الشاهنامة (كتاب الملوك) التي تمثل أحد عيون الأدب الفارسي وتضاهي الإلياذة والإنياذة لدى المجتمعات الثقافية اليونانية - الرومانية. ومن السمات الهامة لهذا العمل أن الفردوسي كتبه باللغة الفارسية فقط في وقت كانت العربية هي اللغة الأساسية في العلوم والأدب، وبهذا ساهم في إحياء وإدامة اللغة الفارسية التي ينطق بها اليوم أكثر من ٦٥ مليون نسمة في جمهورية إيران الإسلامية وأفغانستان وطاجيكستان وباكستان ومجتمعات الشتات.
وأصبحت الشاهنامة أيضاً من النصوص المعتبرة في آسيا الوسطى والهند والدولة العثمانية، ونسخت مرات عديدة فاقت الحصر. ولكن هناك ثلاث نسخ فقط ذات قيمة عالمية هي "شاهنامة ديموت" (نسبة إلى مالكها G. Demotte وهي نسخة مبعثرة) التي نُسخت في أوائل القرن الرابع عشر لأحد الوجهاء الإلخانيين اسمه غياث الدين؛ و"شاهنامة هوتِن" (نسبة لمالكها Houghton وهي نسخة مبعثرة) التي نُسخت في القرن السادس عشر؛ و"شاهنامة بايسُنقري" التي نُسخت في عام ١٤٣٠ للأمير بايسُنقر (١٣٩٩-١٤٣٣)، حفيد تيمور لنگ (١٣٣٦-١٤٠٥).
ومن هذه النسخ الثلاث لم تصل إلينا نسخة سالمة وكاملة سوى "شاهنامة بايسُنقري" المحفوظة بقفل ومفتاح في المكتبة الإمبراطورية في قصر گلستان في طهران. وكانت الشاهنامة تمثل جوهر القيم الجمالية والأدبية للنخبة التيمورية الحاكمة في أواسط آسيا وغربها في القرن الخامس عشر الذي يمثل عصر نهضتها. للمزيد من المعلومات عن هذا العنصر، يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي الخاص بسجل ذاكرة