عيد النوروز: ولادة الطبيعة من جديد

© Mardin Ahmadi / UNESCO Youth Eyes on the Silk Roads 2019-2020

عيد النوروز هو تقليد تاريخي يعود أصله تاريخيا الى حوالي القرن السادس قبل الميلاد معلنا بداية سنة جديدة، حلول فصل الربيع وولادة الطبيعة من جديد.

يُعرف هذا التقليد التاريخي المعروف بأسماء مختلفة مثل نوفروز أو نوروز أو نافروز أو نيفروز، ويحتفل به عادة يوم العشرين أو الواحد والعشرين من شهر اذار / مارس من كل عام في العديد من البلدان على طول طرق الحرير، بما في ذلك أفغانستان وأذربيجان والهند وإيران والعراق وكازاخستان وقيرغيزستان، باكستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان.  

كلمة هذا التقليد التاريخي ذات التقاليد المتقاطعة «النوروز" تعني نو"جديد" و"روز" يوم باللغة الفارسية. لذلك، يرمز النوروز إلى يوم جديد، ويرمز إلى بدايات جديدة. يحتفل النوروز ببدايات سنة جديدة وعودة فصل الربيع الذي له مغزى روحي عظيم، يرمز إلى انتصار الخير على الشر، والفرح على الحزن. يتضمن احتفال النوروز مجموعة مميزة من الاحتفالات والشعائر بالإضافة الى العديد من الفعاليات الثقافية والاستمتاع بمشاركة وجبة غذاء خاصة مع أفراد العائلة والأحبة.

يعتبر يوم النوروز أحد أقدس أيام التقويم الزرادشتي القديم، حيث يعتبر احتفال النوروز حدث سنوي يكرم خلاله التراث المشترك لطرق الحرير وتقاليده وثقافته، المرتبطة بولادة فصل الربيع. يتم الاحتفال بعيد النوروز من قبل شعوب ذوي خلفيات دينية وثقافية مختلفة، وقد انتقلت عاداته من جيل إلى جيل على طول طرق الحرير

ومع مرور الوقت، تطور احتفال النوروز وتوسع، واشتمل على تأثيرات اجتماعية ودينية وثقافية جديدة. وعلى الرغم من اختلاف التقاليد والعادات المرتبطة بعيد النوروز من بلد إلى آخر، إلا أن هناك العديد من السمات الموحدة. في معظم المناطق، وقبل الاحتفالات، يقوم الناس برقصات شعائرية مثل القفز فوق النار والجداول. كما تقوم العديد من الأسر بتجديد إمدادات المياه الخاصة بها في الأربعاء الأخير من العام.

أحد التقاليد المنتشرة على نطاق واسع هو تحضير طاولة خاصة بعيد النوروز حيث يتم وضع أشياء ترمز إلى النقاء والسطوع والوفرة والسعادة والخصوبة للعام الجديد. في عيد النوروز، تقوم الناس بالاحتفال وزيارة أعضاء العائلة والأصدقاء، وتبادل الهدايا. هذه العادات هي وسيلة جيدة للتواصل الاجتماعي مع الأحباء وتقوية جذور وأواصر الصداقة العميقة. يعد النوروز أيضًا مناسبة للأنشطة الثقافية التقليدية، والتي تجمع بين الممارسات الشائعة مع العادات المحلية، مثل الشعر والموسيقى والاحتفالات في الهواء الطلق أو العروض المحلية في الشارع. يوفر احتفال النوروز فرصة ليس فقط للتمتع بالعادات الثقافية القديمة لطرق الحرير ولكن أيضًا لتعزيز أسس السلام والتضامن عبر المجتمعات من خلال الاعتراف بأهمية هوياتنا التعددية

ولما كان هذا العيد يساهم في تعزيز التنوع الثقافي والصداقة بين الشعوب ومختلف المجتمعات، فإنه يتماشى على نحو وثيق مع مواثيق اليونسكو. وقد أُدرج عيد النوروز، وفقاً لاتفاقية 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، باعتباره عنصراً من عناصر هذا التراث، في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية، في عام 2009، و مدد هذا اللدراج عام 2016، وذلك بناءً على مبادرة مشتركة لأفغانستان وأذربيجان والهند وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان.

وفي عام 2010، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها باعلان "يوم نوروز الدولي". حيث رحب هذا القرار بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء التي يُحتفل فيها بنوروز من أجل الحفاظ على الثقافة والتقاليد المتصلة بنوروز وتطويرها وتشجيع الدول الأعضاء على بذل الجهود للتوعية بنوروز وتنظيم مناسبات سنوية احتفالاً به

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا