طرق الحرير البحرية: توطد الروابط بين الصين والشرق الأوسط

قام الوفد الدائم لجمهورية الصين الشعبية في اليونسكو بالاشتراك مع المجموعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في السابع من شباط/فبراير 2018، بتنظيم اجتماع مائدة مستديرة في مقر اليونسكو تمحور حول موضوع "طرق الحرير البحرية: توطد الروابط بين الصين والشرق الأوسط"، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لمبادرة طرق الحرير التي أطلقتها اليونسكو، والذكرى السنوية السابعة والعشرين لإتمام طرق الحرير البحرية في مقاطعة كانتون عام 1991.

وكان الهدف من تنظيم اجتماع المائدة المستديرة تحليل التبادلات الثقافية والعلمية التي تمت بين الصين والشرق الأوسط على طول طرق الحرير البحرية، فضلاً عن استكشاف كيف يمكن أن يساعد هذا التراث المشترك في التصدّي للتحديات والأزمات التي تعصف بفكرة الهوية في عالمنا اليوم.

وأثناء الجلسة الافتتاحية، أبرزت السيدة ندى الناشف، مساعدة المديرة العامة لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الدور الذي يؤديه ما تحققه طرق الحرير البحرية من تكافل وتآزر في إذكاء الفهم المشترك. وبدوره، شدّد الدكتور دو يو، نائب رئيس وأمين عام اللجنة الوطنية لجمهورية الصين الشعبية، على ما يؤمّنه تراث طرق الحرير من حماية وترويج، مجدداً التأكيد على التزام الصين بدعم مبادرات اليونسكو المعنية بطرق الحرير، كما نوّه بالترشيح المتتالي لممر طرق الحرير كتراث عالمي، إلى جانب مشروع برنامج الإنترنت المعني بطرق الحرير، معتبراً أنهما يمثلان نموذجين جيدين يعكسان التعاون المثمر.

وأكد السفراء والمندوبون الدائمون لكل من ليبيا والجمهورية الإسلامية في إيران وسلطنة عُمان على وثاقة ارتباط طرق الحرير بمهمة اليونسكو في الترويج للسلام، مشددين على أنّ التاريخ الذي تحفل به طرق الحرير قد ساهم في ترك أثره على إنتاج الروائع في الأدبين العربي والفارسي. وتم إلقاء الضوء أيضاً على نجاح مبادرة طرق الحرير البحرية باعتبارها عملاً نموذجيّاً ساعد في الترويج للتبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين شتى البلدان، ومثالاً يقتدى به في التعامل مع ظاهرة العولمة في العالم الحديث.

وتلا اجتماع المائدة المستديرة معرض بعنوان "العلاقات بين الصين والعالم العربي على طول طرق الحرير البحرية في الفترة الممتدة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر"، يُظهر وقائع تاريخية عن التبادلات بين الصين والعالم العربي. وقد نُظّم هذا المعرض بدعم من بلدية مدينة تشوانجو الصينية، وقام بافتتاحه رسمياً كلٌّ من السيد يانغ شين، سعادة السفير والمندوب الدائم لجمهورية الصين الشعبية لدى اليونسكو، والسيدة ندى الناشف.