سمرقند: ندوة اليونسكو حول اللحظات العظيمة للحوار في تاريخ البشرية

قام ثلاثون خبيرا من نحو عشرين بلد في 29 و 30 آب  / أغسطس 2017 بالتجمع بالتجمع في سمرقند بأوزبكستان للاطلاع على نماذج تعنى بالتفاهم الثقافي بين الشعوب على مرّ تاريخ البشرية، وذلك من أجل الارتقاء نحو فهم أفضل لعمليات التأثير الثقافي المتبادل ولمناقشة الردود والتحديات التي تواجه الحوار بين الثقافات اليوم.

تمحورت المواضيع التي نوقشت طوال اليومين والسّتّ جلسات حول الدروس الرئيسة المستنبطة من سجلات التاريخ العام والإقليمي ومسارات الحوار الذي قامت بإعداده اليونيسكو، إضافة إلى اللحظات العظيمة للحوار بين الشعوب والثقافات والعلامات الفارقة الرئيسية لتلك الفترات، إمكانية تحول الطرق الرّقميّة إلى طرق جديدة للحوار، وأخيرا إمكانيات توظيف التكنولوجيات الرقمية للحوار. هذا وقد قام المشاركون بتحليل الفترات الرئيسة للحوار والمساحات الجغرافية الرئيسية التي تسارع فيها التقدم بفضل الظروف المواتية مثل تطوير العلم والاستقرار السياسي والازدهار النسبي.

 

قدّمت ستّ مؤسّسات نتائجها حول كيفية استخدام التكنولوجيات والمواد الرقمية لتعزيز التفاهم والحوار المتبادلين خلال هذه الندوة الدولية، ومن الأمثلة على ذلك: مبادرة كتاب على الطريق والتي تشجع مستخدمي الهواتف الجوالة على قراءة الرسوم المتحركة المصممة للشباب، كما تزودهم بمعلومات عن الموسيقى والآلات الموسيقية من ثقافات مختلفة.

Participants to the seminar debating © UNESCO

إن تزايد التعصب والتمييز العنصري يجعل من إعادة الاطلاع على الإنجازات التاريخية للتاريخ الإنساني أمرا ضروريّا من أجل تقديم منظور مغاير للتبادل بين الشعوب. إن العمل الضخم الذي أقدمت عليه اليونسكو،في إطار التاريخ العام والإقليمي ومسالك الحوار، يوفر فهما أفضل للتّنميّة الثّقافيّة والعلميّة والتكنولوجية للبشرية.

من هنا فإن تبادل الأفكار من خلال القراءة لهذه التواريخ يفتح المجال للتّأمّل في التّحوّلات العالمية التي شكّلت عالمنا الحديث. إنّ خصوصيّة تاريخ البشريّة تكمن في تقديمه للتفسيرالعالمي للعقل البشري. وقد أتاح التاريخ العام لأفريقيا إعادة النظر في المنهجيات التاريخية وتوسيع نطاق المعرفة بالتاريخ الأفريقي. أما تاريخ الحضارات في آسيا الوسطى فيغطي، وللمرة الأولى، تاريخ منطقة ظلت حدودها غير واضحة لفترة طويلة. هذا وقد قام متخصصون في منطقة آسيا الوسطى بتحليل التأثيرات المتبادلة التي ساهمت بها الشعوب التي تقاطعت مساراتها في تلك المناطق وتبادلت شتى أشكال المعارف، إذ تمكنت أيضا من رسم معالم تراث مشترك تطورعلى طول طرق الحرير.

يقدّم  مختلف جوانب الثقافة الإسلامية، الذي أنجز في عام 2016، نظرة شاملة وتعددية لأسس العقيدة الإسلامية، ومكانة الأفراد في المجتمع الإسلامي، ومساهمات الحضارة الإسلامية الرائعة للإعلام والتكنولوجيا.شكل التاريخ العام لأمريكا اللاتينية أول محاولة لكتابة تاريخ المجتمعات المعقدة في القارّة، حيث ظهرت كنتيجة لالتقاء الحضارات المحلية والأوروبية والأفريقية. وأخيرا، كشف التاريخ العام لمنطقة البحر الكاريبي عن مصير مشترك لمجتمعات الكريول، والتي تشكّلت أساسا في هذه المنطقة العازلة التي سادها الرعب من الرّقّ، والنّضال والمقاومة من أجل التّحرّر.

كما جرى التبادل بين السكان على طول الطرق الرئيسية للحوار، مثل طرق الحرير، وطرق العبيد، وطريق الحديد، وطريق الإيمان، وطريق الأندلس، الذي سلط الضوء على ديناميات نقل وتبادل المعارف والمعتقدات وأنماط الحياة ، وغيرها أيضا.


وقالت الدكتورة شيرين أكينر، الزميلة الأقدم في منتدى كمبريدج لآسيا الوسطى: "إن العمل الذي تم إنجازه من خلال هذه السجلات الإقليمية العامة وطرق الحوار هو في صميم ولاية اليونسكو وينبغي أن تلهم بجهودها إعادة موضعة نفسها في السياق الدولي الجديد" جامعة كامبريدج

وناقش المشاركون أيضا التحدي المتمثل في كتابة تاريخ عالمي للبشريّة، مع مراعاة تعدد وجهات النظر وإبراز التفاعلات والترابط بين الأحداث التي وقعت في أنحاء مختلفة من العالم.

وتمثلت النتيجة الرئيسية للاجتماع في اهتمام المؤسسات المشاركة بالاشتراك مع اليونسكو للانضمام إلى الجهود الرامية إلى تطوير مواد تعليمية نحو العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2022-2013)، والذي حظيت اليونسكو من خلاله على مكانة الوكالة الرائدة فيه.

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا