شاكي، مدينة تاريخية مهمة على مفترق طرق الحرير المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو الدولية

© Mehrdad Shabahang

أكدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو خلال جلستها الثالثة والأربعين، والتي تم عقدها في مدينة باكو، أذربيجان في الفترة من الثلاثين من شهر يونيو إلى العاشر من شهر يوليو للعام الجاري، على إدراج مدينة شيكي التاريخية في أذربيجان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، باعتبارها مدينة تاريخية مهمة تقع على مفترق طرق الحرير التاريخية

وقد لعبت أذربيجان دوراً هاماً في تطوير الطرق التجارية والثقافية التي تربط بين مناطق آسيا الوسطى والأناضول والبحر الأسود والمناطق الغربية. حيث تقع المدن الرئيسية في أذربيجان على الساحل الغربي لبحر قزوين وعند سفح جبال القوقاز، حيث قامت تلك المدن باستقبال والترحيب بتجار طرق الحرير والمسافرين من جميع أنحاء البر والبحر حيث كانت لم تكن تلك المدن فقط مركزًا حيويًا لتبادل البضائع، ولكن أيضا مركزا قيميا لتبادل الأفكار والعادات والأديان والثقافات المتنوعة.

تعتبر شيكي واحدة من هذه المدن الرئيسية التي حافظت على أهميتها كمحور حيوي للتجارة على طول طرق الحرير منذ فترة العصور الوسطى التي كانت فترة التطور الثقافي الغني والمتنوع في المنطقة.

تقع هذه المدينة على سفح جبل القوقاز ة تنقسم إلى قسمين على نهر الجورجانا حيث يقع الجزء الشمالي الأقدم من المدينة على الجبل، بينما يمتد الجزء الجنوبي إلى وادي النهر.

 

تشهد بنية شيكي، التي تأثرت بشكل خاص بتقاليد البناء الصفوية القاجارية والروسية، على تداول و تبادل الأفكار والثقافات المختلفة داخلها.

على سبيل المثال، يعكس قصر خان، الذي يقع في وسط مدينة شيكي التاريخية، بالإضافة إلى عدد من بيوت التجار، الثروة الناتجة عن تربية دودة القز وتجارة شرانق الحرير من أواخر القرن الثامن عشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي.

 

المركز التاريخي لمدينة شيكي و قصر خان

يتميز المركز التاريخي لمدينة شيكي، الذي أعيد بناؤه بعد تدمير البلدة في القرن الثامن عشر بسبب التدفقات  الطينية، بمجموعة من المباني المعمارية التقليدية ذات المنازل ذات الأسطح العالية.

يجمع هيكل قصر خان بين الطوب الأحمر والحجر الأحمر ولا يحتوي على مسمار واحد. واجهة القصر والتي تواجه الجنوب، لها إطار شبكي مكون من مجموعة من الفسيفساء التقليدية الملونة.

يحتفظ المركز التاريخي، و الذي يشمل شارع التسوق الرئيسي والمباني العامة والحمامات والمتاجر وورش الحرفيين ومصانع إنتاج الحرير والتعاونيات والمنازل السكنية الفردية، بمناظره التاريخية ذات الجودة العالية والاصلية.

في الجزء الشمالي من المدينة ، تقع أطلال قلعة "جالارسان غورارسان" ("تعال وانظر") التي يرجع تاريخها بين القرن الخامس عشر والثامن عشر الميلادي. في حين تم بناء مراكز القوافل العلوية والسفلية في القرن الثامن عشر.

اعتادت القوافل التجارية في مدينة شيكي أن تكون مركزا للتبادل والمفاوضات بين التجار وغيرهم من المسافرين على طول طرق الحرير، كما وفرت مكانًا للإقامة في المدينة.

مع كل هذه التفاعلات والاندماجات المتنوعة التي حدثت، ازدهرت مدينة شيكي كمدينة عالمية استوعبت ثقافتها خاصة مع وصول العديد من التأثيرات الجديدة والعناصر الثقافية المتنوعة عبر طرق الحرير.

وتتجلى هذه التأثيرات الثقافية المتنوعة اليوم في التنوع الديني للمدن الواضح في العديد من المساجد والكنائس.

مع انتشار المسيحية، ظهرت الكنائس الألبانية المسيحية في المدينة والمناطق المحيطة بها.

يقع المعبد الأكثر شهرة في قرية جبلية صغيرة ، كيش (القرنين الأول والثاني) والتي أصبح ضريحها "أجداد الكنائس في الشرق".

 

علاوة على ذلك، ونظرًا لكون هؤلاء المسافرين توقفوا عند المدينة من أجل التبادل التجاري، فإن البضائع المحلية من أذربيجان والمناطق المحيطة بها في القوقاز وجدت طريقها أيضًا عبر طرق الحرير. على سبيل المثال ، تم إنتاج الأعمال المعدنية والسيراميك والحرير والخشب ذات الجودة العالية من قبل الحرفيين الأذربيجانيين وبيعها بهذه الطريقة.

السجاد الأذري هو أكثر الأمثلة المعروفة لهذه السلع، والتي لا تزال مشهورة اليوم بتصاميمها الملونة والمعقدة والفريدة من نوعها، والتي تعكس التأثيرات الثقافية المتنوعة لطرق الحرير

و بالاستفادة من سمعتها، تواصل مدينة شيكي لعب الدور المهم و القيم  في تعزيز تراث طرق الحرير، من خلال مبادرات مختلفة مثل مهرجان طرق الحرير الدولي للموسيقى الذي تستضيفه المدينة ومن خلال إحياء أنشطة القوافل التي تمثل تقاليد طرق الحرير لأي مسافر في يومنا هذا.

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا