هل كنت تعلم؟ طرق الحرير البحرية وانتشار الدين الإسلامي في شبه الجزيرة الكورية

Woljeonggyo Bridge in Gyeongju, Korea © KoreaKHW

كانت طرق الحرير أحد الأسس المهمة في نشر الأديان في جميع أنحاء أوراسيا.

حيث انتشرت الديانة البوذية والمسيحية والإسلامية والهندوسية والزرادشتية والمانية عبر هذه المنطقة الشاسعة من خلال الطرق البرية والبحرية، حيث تعرف المسافرون على عناصر متنوعة من خلال الثقافات والشعوب التي قابلوها ونقلوها إلى أوطانهم معهم

على سبيل المثال، تم إدخال الديانة الهندوسية والإسلامية لاحقًا إلى إندونيسيا وماليزيا بواسطة تجار طرق الحرير الذين يسافرون عبر الطرق التجارية البحرية من شبه القارة الهندية وشبه الجزيرة العربية

وبالمثل، تم إدخال الديانة البوذية إلى أجزاء من الصين وجنوب شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية من خلال أصولها التي نشئت في شبه القارة الهندية.

بعض المسافرين عبر طريق الحرير رجعوا إلى بلادهم بعد الانتهاء من أنشطتهم بينما استقر آخرون بشكل دائم، وقاموا ببناء مواقعهم ومعالمهم الدينية التي لا يزال الكثير منها موجودا حتى يومنا هذا

من بين العناصر الثقافية الأولى التي وصلت إلى شبه الجزيرة الكورية قادمة من المناطق الغربية من آسيا الوسطى عبر الصين، هي تلك المرتبطة بالديانة البوذية، والتي تم تقديمها في حوالي القرن الخامس الميلادي حيث أصبحت فيما بعد التأثير الديني السائد

ومع ذلك، في وقت لاحق، وصل الإسلام أيضا إلى شبه الجزيرة الكورية. تم تطوير الخرائط الإسلامية والمعرفة الجغرافية بشكل جيد خلال القرن السابع الميلادي وطوال فترة القرون الوسطى لأنها تضمنت قدرا قيما من المعرفة الموجودة القادمة من شبه القارة الهندية والهضبة الإيرانية.

تشير المصادر من السجلات التاريخية إلى أن التجار العرب كانوا قد وصلوا الى شبه الجزيرة الكورية في وقت ما خلال النصف الأخير من فترة مملكة شيلا الموحدة (661 - 935 م).

قام علماء الجغرافيا المسلمون بتجميع ودمج الجغرافيا البطلمية الحالية لليونان القديمة، وبعد القرن الثاني عشر الميلادي، استخدموا نظريات بوليمرات البيروني (973 - 1050 م) للمساعدة في رسم الخرائط العامة وخرائط الملاحة

في حين كانت التجارة هي العنصر الأساسي للتبادل، تم إدخال عدد من عناصر الثقافة الإسلامية في شبه الجزيرة الكورية خلال الفترة الزمنية.

تم توثيق هذه التبادلات بشكل جيد في التاريخ والجغرافيا وتوثيق أنشطة السفر من قبل علماء مثل ابن خردبة (مؤلف واحد من أقدم الكتب العربية الباقية المختصة في الجغرافيا الإدارية منذ منتصف القرن التاسع الميلادي).

 تشير هذه الأدلة إلى أن العديد من التجار العرب بقوا واستقروا في شبه الجزيرة الكورية، وأصبحوا جزءًا من المجتمع الكوري وتبادلوا العديد من العناصر المختلفة مع السكان المحليين

إلى جانب أنشطة التجارة وغيرها من أشكال التفاعل والاندماج، كان الدين والمعرفة الروحية من العناصر الرئيسية التي تم تبادلها على طول طرق الحرير

يعد التجار العرب في شبه الجزيرة الكورية جزء يدل على العديد من الأمثلة الشاهدة على تعدد السكان الذين اندمجوا ضمن مجتمع متعدد الديانات والتي نشأت في أجزاء مختلفة من العالم

على طول طرق الحرير، هناك عدد من الموروثات الثقافية الملموسة وغير الملموسة التي تشهد على الأديان التي كانت موجودة من قبل وتلك التي ما زالت اليوم تمثل ديانات العالم الرئيسية

لا تمثل هذه المواقع والآثار معتقدات شعوب وحضارات متنوعة فحسب، بل تشهد أيضًا على التفاعلات الثقافية وانتشار الأديان التي حدثت في تلك المناطق او حولها، لتكشف عن تأثير تلك الديانات المتأصلة من جميع أنحاء العالم، والتي حدث الاندماج والتفاعل بينها عبر طرق الحرير التاريخية

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا