هل كنت تعلم؟ تبادل المعرفة الفنية المستخدمة في صناعة سلع طرق الحرير
بالإضافة إلى منتجات الحرير، تم بيع وتبادل مجموعة واسعة من البضائع على طول طرق الحرير، بدءا من السلع الأساسية كالمواد الغذائية وغيرها من المنتجات الزراعية إلى العناصر الفخمة الأكثر تخصصا مثل الأحجار الكريمة والأعمال الفنية والمجوهرات
في بعض الحالات كانت التقنيات والتكنلوجيا المستخدمة لإنتاج مثل هذه المنتجات القيمة سرًا خاضعًا لحراسة مشددة، مما أوجد إحساسًا بالغموض وحافظ على قيمتها المرتفعة. بناءً على ذلك، فإن أولئك الذين سافروا عبر طرق الحرير، والذين ربما شاهدوا تلك التقنيات المستخدمة في إنتاج تلك البضائع المتداولة، تم البحث عنهم بشدة بعد اطلاعهم المباشر على تلك التقنيات الفنية.
تم نشر المعرفة والتقنيات والتكنولوجيا التي تم تطويرها خلال التاريخ المبكر من نهاية الألفية الأولى قبل الميلاد وحتى الألفية الأولى والتي تم الاحتفاظ بها في السابق في مناطق معينة مثل الصين أو الهضبة الإيرانية عبر آسيا الوسطى وأوروبا من خلال طرق الحرير الامر الذي أدى الى نشوء شبكة واسعة من المعرفة والتبادل التكنولوجي
اما فيما يتعلق بتبادل المعرفة الزراعية، فقد تم إدخال العديد من المحاصيل الزراعية الجديدة الى الصين مثل العنب والخيار والشاي، في حين تم إدخال الأرز والكمثرى والورود الى المناطق الواقعة إلى الغرب.
كان الري هو أحد التقنيات الرئيسية التي لعبت دوراً هاماً وقيما في التطورات الزراعية التي حصلت في مناطق طرق الحرير، وخاصة تلك الموجودة في مناطق غرب آسيا.
في العديد من المناطق، ولا سيما في شبه الجزيرة العربية وأجزاء من الهضبة الإيرانية وآسيا الوسطى، جعلت الظروف المناخية المياه عنصر نادر وقيم.
على هذا النحو، كان الري أحد أكثر التقنيات تطوراً في تلك الأجزاء من طرق الحرير. وعن طريق التبادلات بين الثقافات والحضارات المختلفة، فأن الكثير من تكنولوجيا وتقنيات الري المستمدة تم تطويرها من قبل المصريين القدماء (3150 - 332 قبل الميلاد)، الرومان (753 قبل الميلاد - 476 م) والساسانيين (224 - 651 م).
في أجزاء من غرب آسيا، تم تطوير نظام القنوات القديم، وهو عبارة عن مجموعة معقدة من القنوات تحت الأرض، والتي لا تزال مستخدمة حتى اليوم، في المناطق القاحلة في إيران في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد، واستخدمت لاحقًا في عُمان وغرب الصين
مجال آخر من المجالات التي تم فيها تبادل تقنيات الإنتاج هو مجال المعادن والأشغال المعدنية المستخدمة في إنتاج العملات المعدنية والمجوهرات والألواح.
حيث يمكننا ملاحظة ان بعض التكنولوجيا والمهارات المستخدمة في معالجة المعادن، مثل استخراج النحاس، ظهرت لأول مرة في العراق حوالي ثمانية الاف قبل الميلاد. ومن هناك، انتشرت المعرفة حول تشغيل المعادن غربًا وشرقًا إلى أفغانستان ثم شبه القارة الهندية قبل أن تصل إلى الصين وجنوب شرق آسيا.
لقد جاءت هذه الحركة من خلال هجرة الأشخاص الذين جلبوا معهم مهارات وخبرات جديدة، وكذلك من خلال الحركة المتعمدة لخبراء المعادن والتجار ووصلوهم إلى أسواق جديدة
أحد الأمثلة المحددة لهذا التبادل في تشغيل المعادن يأتي من القرن السابع الميلادي، عندما قدم الصدغيون (القرن السادس قبل الميلاد - القرن الحادي عشر الميلادي) في آسيا الوسطى درعًا بريديًا لسلسلة البريد المطاوع، إلى جانب المهارات المستخدمة في صنعه، إلى الصين.
مثال جيد آخر هو الشعوب البدوية في السهوب الأوراسية التي كان لديها تقاليد ومعرفة قوية في تشغيل المعادن والذين كانوا يملكون الخبرة في تقييم الأشياء التي يمكن نقلها بسهولة عبر مسافات شاسعة، مثل المجوهرات الذهبية.
في هذه المناطق، كان لصناعة المجوهرات الثمينة أهمية خاصة وكانت أنماط واشكال التصاميم غالبًا ما تعكس معرفتها واهتمامها بالحيوانات وخاصة الخيول حيث قاموا بتبادل هذه الأدوات المعدنية مع الصينيين والفرس واليونانيين، ودمجوا الاتجاهات المحلية والأذواق في تلك التصاميم
نظرًا لأن مختلف المنتجات الحرفية والمنتجات الزراعية قد تم تبادلها على طول طرق الحرير، فقد كانت التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة في إنتاجها هي الأخرى متأثرة بهذا الامر في نهاية المطاف.
غالبًا ما كانت هذه المعلومات يتم البحث عنها على نطاق واسع مثل المنتجات نفسها، وكان الطلب العالي على أولئك الذين سافروا عبر طرق الحرير أمرًا محتملاً كونهم كانوا حاملين لتلك المعرفة والخبرة والتقنيات المختلفة.
See Also
Silk Roads exchange and the Development of the Medical Sciences
Silk Roads Exchanges in Chinese Gastronomy
Mathematical Sciences along the Silk Roads
The Role of Women in Central Asian Nomadic Society
Ancient Trading Centres in the Malay Peninsula
Sri Lankan Harbour Cities and the Maritime Silk Roads
The Use of the Malay Language in Coastal Javanese Literature