هل كنت تعلم؟ تبادل الملابس والمنسوجات المصنوعة من الحرير والقطن والصوف وارتباطها بأوضاع المعيشة المختلفة على طول طرق الحرير
على الرغم من أن الحرير كان من المواد المرغوبة للغاية والمتداولة بشكل مكثف في الأنشطة التجارية حيث اكتسب طرق الحرير اسمها منه، إلا أن هناك اقمشة وملابس مصنوعة من مواد أخرى قد تم تبادلها أيضًا على طول هذه الطرق التاريخية والتي شكلت جزءًا من شبكة أوسع من التفاعلات بين الثقافات المختلفة التي حدثت ضمن مجال إنتاج النسيج والتصميم.
في حين أن أقدم دليل على نسج الحرير يرجع إلى ما بين خمسة الاف إلى سبعة الاف عام، إلا أن هناك الكثير من بقايا المنسوجات المصنوعة من مواد أخرى بما في ذلك الصوف والقطن والقنب النباتي المكتشفة من المواقع الأثرية في صحراء تكليماكن، في شينجيانغ شمال غرب الصين
يمكن أن تكشف هذه المنسوجات الكثير من المعلومات عن طبيعة البيئة والمجتمع التي تم إنتاجها فيها بالإضافة الى إلقاء المزيد من الضوء على أنماط المعيشة المتنوعة الموجودة على طول طرق الحرير.
تضمنت أنماط المعيشة هذه الحياة بدوية والزراعية المستقرة والحضرية. كما وتضمنت أيضا الشعوب والثقافات المختلفة التي كانت تتنقل باستمرار عبر طرق الحرير المرتبطة في أنشطة تجارية وعلمية ودبلوماسية.
تضمنت أنماط المعيشة هذه حياة بدوية وزراعية مستقرة وحضرية ومتنوعة للأشخاص الذين كانوا يتنقلون باستمرار عبر طرق الحرير المنخرطة في أنشطة تجارية وعلمية ودبلوماسية. تبقى الملابس والمنسوجات اليوم عناصر بارزة للتبادل بين الثقافات الذي حدث على طول هذه الطرق التاريخية
كما وتم العثور أيضا في شينجيانغ على منسوجات يرجع تاريخها إلى ثلاثة الاف عام حيث كانت الزراعة الرعوية للبدو الرحل في ذلك الوقت تنتشر في جميع أنحاء آسيا الوسطى.
ومن فترات لاحقة، في نفس المنطقة، تم العثور على بقايا أثرية من الملابس والتي تخص المسافرين القادمين من الصين والعالم اليوناني الروماني وبارثيا (شمال شرق إيران الحديثة) وسوغديا (أجزاء من أوزبكستان الحالية وطاجيكستان وكازاخستان وقرغيزستان) وإمبراطورية كوشان (الأجزاء الشمالية من شبه القارة الهندية)، وكلها تشير إلى اتصال مكثف بين تلك المجموعات المتنوعة من الشعوب والحضارات.
يمكن رؤية الأدلة على هذا التبادل والتأثير المتبادل في نهاية المطاف في أنواع الملابس، تصميمات النسيج، وتقنيات الإنتاج، مع زراعة دودة القز وشعبية الملابس الحريرية والقطن والصوف من بين أفضل الأمثلة.
بالإضافة إلى التبادل الحاصل بين الشرق والغرب والذي ربط الصين بمناطق البحر الأبيض المتوسط، كوريا واليابان، كان هناك أيضًا تبادل مكثف يجري بين المناطق الواقعة إلى الشمال والجنوب، بين البدو الرعاة الذين تجولوا بشكل موسمي عبر الأراضي إلى شمال الهضبة الإيرانية ومجاميع الفلاحين الزراعيين المستقرة في الصين.
هذان الأسلوبان المختلفان للعيش ساهما في توفير الشعبية للمنسوجات المصنوعة من مواد مختلفة باستخدام تقنيات انتاج مختلفة وأنواع محددة من الألياف والتي تشير إلى أنماط المعيشة المختلفة هذه.
على سبيل المثال، كان البدو الرعاة يميلون إلى استخدام الكثير صوف الأغنام التي كانوا يرعونها عبر السهوب مما يتطلب وجود مراعي كبيرة لإعالة أنفسهم بينما ظل الفلاحون المستقرون في مكان واحد يميلون إلى زراعة نبات التوت المطلوب لتربية دودة القز.
كانت صناعة الملابس تتطلب مجموعة متنوعة من المهارات، بما في ذلك معالجة الصوف والجلود وصناعة الالياف وتطوير تقنيات الخياطة.
وبالتالي ظلت الموارد التي تم الحصول عليها من الماشية هي المادة الخام الأساسية لهذه الصناعات الحرفية. حيث تم استخدام صوف الأغنام لتصنيع اللباد، بينما تم صناعة الأحزمة والروابط وأغطية الرأس والملابس والأحذية من جلود الماشية المنزلية.
من حيث نوع الملابس والتصميم الوظيفي لها، فقد تبنى العلماء والدبلوماسيون والحرفيون والتجار والمزارعون طريقة لباس مناسبة لبيئتهم.
في الهضبة الإيرانية، كانت منطقة خراسان مركزًا شهيرًا للمنسوجات المصنوعة من الحرير والصوف والقطن، في حين اشتهرت نيشابور بقطع القماش القطنية والأوشحة والعمائم وتم تصديرها غالبًا إلى مناطق العراق ومصر.
في المجتمعات البدوية، صنع الرعاة ما يناسبهم من الملابس والمنسوجات والتي تلبي المتطلبات الفورية المتعلقة بالمناخ ونمط الحياة والحركة.
أحد أفضل الأمثلة لنوع معين من الملابس والتي يتم إدخالها إلى مناطق جديدة عبر التبادل التجاري على طول طرق الحرير هو تعميم ارتداء السراويل بين الرجال في الصين.
كان البدو المغول هم المورِّد الرئيسي للخيول إلى المناطق المجاورة لهم، وخلال عصر أسرة هان (221-206 قبل الميلاد)، تم تقديم الخيول المنغولية لأول مرة إلى الصين عبر التجارة.
كان لإدخال الخيول المنغولية، وبالتي تعلم ممارسة ركوب الخيل، تأثير عميق على الثقافة الصينية، لا سيما في أنماط الملابس وأنواع الملابس مما أدى إلى اعتماد البنطلون على نطاق واسع كعنصر مهم من الملابس والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنقل على طول طرق الحرير
كما ويمكن إثبات الكثير من الأدلة على التبادل الذي حصل بين الثقافات من خلال عناصر التصميم والزخرفة المستخدمة في الملابس والمنسوجات.
كانت التصميمات المستوحاة من صور النباتات والحيوانات شائعة جدًا وتُستخدم في جميع أنحاء آسيا الوسطى، بينما استخدمت المنسوجات الأخرى صورا وأشكالًا مستوحاة من الأساطير والقصائد الملحمية في مناطق أخرى، والتي ربما شوهدت لأول مرة على أشياء أخرى يتم تبادلها عبر طرق الحرير ومن ثم تم تقليدها، الامر الذي أدى بدوره الى إنشاء مفردات مشتركة ضمن تصاميم النسيج.
ومع مرور الزمن، استمرت المنسوجات والملابس في التطور واتخاذ اشكال وتصاميم أكثر تعقيدا من خلال استيعابها لعدد كبير من التأثيرات القادمة من مناطق أخرى.
ومع ذلك، لم تفقد صفاتها الفريدة أو عناصرها الثقافية المتأصلة، مما أدى إلى انشاء مجموعة واسعة النطاق من التصاميم والأقمشة وأساليب الإنتاج التي تجسد بطريقة مميزة أنشطة التبادل المعمق بين البدو الرحل والتجار والفلاحين على طول طرق الحرير.
See Also
The Evolving Role of Merchants along the Land Routes of the Silk Roads
Traditional Strategy Games along the Silk Roads - Chess
The Butuan Archaeological Sites and the Role of the Philippines in the Maritime Silk Roads
The Exchange of Spices along the Silk Roads
The Maritime Silk Roads and the Diffusion of Islam in the Korean Peninsula
The Exchange of Technical Knowledge used to Craft Silk Roads Goods
Silk Roads exchange and the Development of the Medical Sciences
Silk Roads Exchanges in Chinese Gastronomy
Mathematical Sciences along the Silk Roads
The Role of Women in Central Asian Nomadic Society
Ancient Trading Centres in the Malay Peninsula
Sri Lankan Harbour Cities and the Maritime Silk Roads