هل كنت تعلم ؟ مدينة هانغتشو الساحلية، مدينة بيت الحرير التاريخية

تعد مدينة هانغتشو الساحلية، العاصمة والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان بمقاطعة تشجيانغ في شرق الصين، مركزا استراتيجيا ذات أهمية على طول طرق الحرير منذ العصور القديمة

كانت المدينة المعروفة باسم "بيت الحرير" واحدة من العواصم السبعة القديمة للصين حيث تم العثور على الأقمشة الحريرية في المنطقة التي يعود تاريخها إلى 4700 عام إلى ثقافة العصر الحجري الحديث ليانغ تشو (3400-2250 قبل الميلاد)
يعود تاريخ التجارة الخارجية لهانغتشو في مجال الحرير والشاي والخزف والسلع التجارية الأخرى إلى آلاف السنين. حيث ساهم موقعها على بحر الصين الشرقي في جعلها مركزًا طبيعيًا للتجارة، كما وأصبحت واحدة من أكبر الموانئ في الصين خلال فترة الممالك الثلاث (220-280 م)
كما وساهم تدفق المسافرين القادمين من مناطق أخرى على طول طرق الحرير إلى مدينة هانغتشو إلى تبادل ثقافي وفني وديني كبير
على سبيل المثال، في عام 328 ميلادية، أنشأ هويلي، وهو راهب بوذي من شبه القارة الهندية، معبد لينغيين في هانغتشو، وفي أواخر عام 330 ميلادية، معبد فاجينغ
كما وتضم هانغتشو أيضًا مسجد الفينكس، أحد أكبر المساجد الأربعة في الصين، والذي يعود تاريخه إلى فترة سلالات تانغ (618-907 م) أو أسرة سونغ (960-1279 م) الحاكمة
من الجدير بالملاحظة، أن هيكل المبنى الرئيسي للمسجد متأثر بشدة بفن العمارة الصينية التقليدية لكن حافظ في الوقت نفسه على التصاميم الزخرفية الإسلامية التقليدية
في وقت لاحق، خلال عهد أسرة يوان (1271-1368م)، تم ترميم المسجد بمساعدة مالية من الشيخ  علاء الدين، وهو رجل دين عربي يعيش في الصين
وبهذا، يشهد مسجد الفينيكس على التبادلات المتعددة بين الثقافات الصينية والعربية
بالإضافة إلى، ووفقًا للتاريخ المحلي، كان هناك تجار من بلاد فارس ومصر ومناطق أخرى على طول طرق الحرير خلال النصف الأول من عهد أسرة تانغ (618-690 م)، حيث قاموا بتبادل المجوهرات في حي المجوهرات الشهير في مدينة هانغتشو
كانت الأنشطة التجارية للمدن مزدهرة بشكل خاص خلال عهد أسرة سونغ الجنوبية (1127-1279 م)، عندما أصبحت هانغتشو مركزًا وميناءً ذات أهمية على طول طرق الحرير المتنامية
أصبحت مدينة هانغتشو مركز توزيع للعديد من السلع التجارية، حيث قام التجار القادمين من فوجيان وقوانغدونغ باستيراد سلع نادرة إلى المدينة بما في ذلك التوابل من جنوب شرق آسيا
كما ووصلت التجارة الخارجية إلى ذروتها خلال عهد أسرة سونغ الجنوبية، وهي نفس الفترة التي حققت خلالها صناعة تربية دودة القز والحرير في هانغتشو تقدماً كبيراً من خلال منتجات القطيفة والحرير والقطن والحرير المقطوع والغزل والسلع القطنية المصنعة أيضًا في المدينة
بالإضافة إلى ذلك، تم تصدير الخزف والشاي من مدينة هانغتشو من خلال طرق الحرير البحرية
كان عهد أسرة سونغ من الفترات المزدهرة للغاية في تاريخ تطور الحرف الخزفية التقليدية حيث كانت الأدوات الرئيسية المستخدمة على مستوى عالٍ للغاية من البراعة الحرفية
من خلال عمل مقارنات بين المنتجات الخزفية التي تم العثور عليها على حطام السفن (إنتان، سيريبون  و بيليتونغ، من الواضح أنه بعد القرن العاشر الميلادي، تجاوز الخزف الذي أنتجته أفران يو في شمال تشجيانغ غيره من المنتجات ليصبح أهم سلعة رئيسية
من بين أكثر من 490.000 قطعة تم اكتشافها في سفينة سيريبون، شكل البورسلين الصيني 75٪ (حوالي 367،000 قطعة)، منها 300،000 قطعة من فخار السيلادون القادمة من أفران يو
كما وتشير الاكتشافات الأثرية الأخرى إلى إمكانية حصول تجارة البورسلين بين مدينة هانغتشو ومناطق بعيدة أخرى مثل شبه الجزيرة العربية والهضبة الإيرانية
على سبيل المثال، تم اكتشاف فخار السيلادون من أوائل القرن العاشر في مواقع متعددة في صحار،سلطنة عمان، كما وتم العثور أيضا على بقايا من طاسات البورسيلين وأواني الخزف الأبيض من القرنين التاسع والعاشر الميلادي في سامراء، العراق على نهر دجلة
خلال عهد أسرة يوان، زار التاجر والمسافر والكاتب الإيطالي ماركو بولو مدينة هانغتشو واصفا المدينة بأنها "أبعد ما يكون عن الخلاف والأكثر نبلا في العالم ... عدد وثروة التجار، وكمية البضائع التي مرت عبر أيديهم، كان هائلاً لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يشكل تقديرًا عادلًا لذلك "
في هذا الوقت، كانت هانغتشو موطنًا لأكبر قناة مائية صناعية في العالم والتي كان عمرها أكثر من 600 عام والممتدة على مسافة 800 ميل تقريبًا مما يسمح بنقل الحبوب إلى بكين
كانت مدينة هانغتشو واحدة من المدن النموذجية الممتازة والتي كانت بمثابة "مراكز" على طول طرق الحرير التاريخية. حيث كانت مراكز للتبادل المكثف حيث تنقلت واندمجت الحضارات المختلفة وعناصرها الثقافية من مكان إلى آخر عبر الأنشطة التجارية على طول الطرق البرية والبحرية لطرق الحرير. حيث أن تنقل المسافرين بين المدن والأقاليم المتعددة واستقرارهم في أراض أخرى، واندماجهم  بين السكان المحليين، أنشأ  تبادل واندماج  ثقافي و حضاري ذات أسس متينة

See Also

Caravanserai along the Silk Roads in the North of the Indian Subcontinent

The Exchange of Silk, Cotton and Woollen Goods, and their Association with Different Modes of Living along the Silk Roads

The Evolving Role of Merchants along the Land Routes of the Silk Roads

Traditional Strategy Games along the Silk Roads - Chess

The Butuan Archaeological Sites and the Role of the Philippines in the Maritime Silk Roads

The Exchange of Spices along the Silk Roads

The Maritime Silk Roads and the Diffusion of Islam in the Korean Peninsula

The Exchange of Technical Knowledge used to Craft Silk Roads Goods

Silk Roads exchange and the Development of the Medical Sciences

Silk Roads Exchanges in Chinese Gastronomy

Mathematical Sciences along the Silk Roads

The Role of Women in Central Asian Nomadic Society

Ancient Trading Centres in the Malay Peninsula

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا