The Diary of Young Explorers: The City of Osh, Kyrgyzstan

Traditional Kyrgyz bread in Osh bazaar © UNESCO

إن مدينة أوش، الجاثمة فوق الجبال في نهاية وادي فرغانة على الحدود مع أوزبكستان، واحدة من أقدم وأشهر المدن والأسواق على طريق الحرير، وأعرق مدينة في قيرغيزستان إذ يرقى تاريخها إلى حوالي 3000 عام. ونجاحها تاريخياً كمركز تجاري يمكن تفسيره جزئياً بموقعها على حدود قيرغيزستان مع أوزبكستان وطاجيكستان، وهي حدود يصعب اختراقها إلى حد بعيد بسبب تضاريسها الجبلية.

وبالنسبة للتجار على طول طرق الحرير، كانت أوش مفترق طرق ومركزاً هاماً للإنتاج في حد ذاتها. وأما بالنسبة لنا، فكانت واحة في نهاية سفر طويل في وادي فرغانة، وفرصة للاستراحة والتزود بالحاجيات، وملاذاً متعدد الثقافات يغرق فيه المسافر.

وقد ذاع صيت أوش كمكان زاخر بالسحر والمزروعات وغني بغابات الفاكهة والجوز، وازدهرت خلال أكثر فترات طريق الحرير ازدهاراً. ويطل جبل سليمان-تو (أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو) على أوش. وهنا يوجد "عرش سليمان" الذي شيد بربور، إمبراطور آسيا الوسطى، مسجداً قديماً فوقه. ولئن لم تكن أوش في مأمن من النزاعات والمآسي إذ دُمرت عدة مرات حتى سُوّيت بالأرض، بما في ذلك على يد جنكيز خان، فقد ظلت نابضة بالحياة ومركزاً للتجارة في المنطقة. وتشهد المدينة اليوم مزيجاً من العمارة السوفياتية والمباني القيرغيزية القديمة والشوارع التي تصطف على جانبيها الأشجار، وتملؤها منازل خشبية صغيرة تشبه تلك الموجودة في وادي فرغانة في أوزبكستان.

وفي نفس المكان على طول ضفتي نهر سير داريا، في وسط أوش، يمكن رؤية سوق المدينة الشهير، في نفس الموقع الذي يقال إنه أقيم فيه لأول مرة منذ أكثر من 2000 عام. وتملأ السوق مبان فيها هياكل من القصدير وأكشاك واسعة وكبيرة، أقل ارتفاعاً بكثير من مباني المدينة المحيطة بها. وهذه الخصائص تتيح للمرء أن ينظر ما فوق السوق إلى المدينة ويعجب بها، تماماً كما كان ليفعل في ماضي المدينة. والسير في المتاهة الضيقة لأزقة السوق هو تجربة فريدة من نوعها: ففي حين أن مرأى السلع وروائحها قد يطغيان على الحواس، فإن الهدوء البالغ للسوق يثير الدهشة.

وأثناء تطوافنا في سوق أوش، أردنا تخزين الأطعمة والاستبدال ببعض معداتنا الكهربائية وملابسنا التي بليت فلم يخب ظننا. فالسوق يحتوي تقريباً على كل ما يبحث عنه مسافر متعب؛ وهو لا يزال قلب أوش النابض، حيث يبيع السكان المحليون السلع في محاولة للحاق بركب جيرانهم، أو يُصلحون ما تعطّل من حاجيات، أو يسترخون لا أكثر فيلعبون كرة الطاولة أو البلياردو. وأتيح لنا أن نتذوق بعض الأطباق المحلية ونُظهر من جديد مهاراتنا في التفاوض التي كانت تتنامى بسرعة.

وكان تنوع الناس في سوق أوش ملفتاً للنظر بشكل خاص. فهنا يتجمع التجار من جميع أنحاء قيرغيزستان وروسيا وأوزبكستان والصين لبيع بضائعهم، يساعدهم على ذلك وفرة محطات القطار في المنطقة المجاورة. وفي الوقت نفسه، يتجول الزوار من العالم أجمع بين الأكشاك الصاخبة. إن مزيج اللغات والأطعمة والسلع في سوق أوش يعطي انطباعاً صادقاً عن الاندماج السلس للثقافات الذي يحصل على طول طرق الحرير، على غرار ما كان يجري منذ أجيال.

اقرأ المدونات السابقة هنا:

-        مقدمة

-        البندقية

-        البلقان

-        تركيا

-        جورجيا

-        أذربيجان

-        إيران

-        سمرقند

-        لغات آسيا الوسطى

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا