الملتقى الحادي عشر,"فالنسيا على طريق الحرير الغربي"

©Центр ЮНЕСКО Валенсии/Возложение цветов Богоматери-Заступнице, покровительнице Валенсии, во время фестиваля лас Фаллас в Валенсии

نظم مركز فالنسيا/البحر المتوسط التابع لليونسكو الملتقى الحادي عشر (XI Multaqa) "فالنسيا على طريق الحرير الغربي" في الفترة الممتدة من 19 إلى 21 حزيران/يونيو 2015.

© UNESCO Valencia Center / Performance by the musical group "Fistulatores et tubicinatores valentini"

ويعود سبب اختيار كلمة "ملتقى" باللغة العربية لمعناها "اللقاء الودي" الذي يجعلها مناسِبة تماماً للتعبير عن هوية فالنسيا التاريخية والثقافية. ويتناول هذا الحدث السنوي موضوعاً مختلفاً كل عام. ففي عام 2015، استهدف الملتقى عن طريق عرض التأثيرين الثقافي والتجاري الكبيرين للحرير على المجتمع الإسباني إنشاء منبر لفهم أوجه التفاعل التاريخي والثقافي التي تتجلى على صعيدي المدينة والمجتمع. ودار النقاش حول مواضيع متنوعة بدءاً بتأثير هذا التفاعل على الثقافة وصولاً إلى الدين واللغة. ولم يقتصر الحديث على مدينة فالنسيا فحسب، بل شمل بقية شبه الجزيرة الإيبيرية.

وحظي الملتقى الحادي عشر، شأنه شأن الملتقيات العشرة التي عقدت منذ عام 2003، بنجاح باهر لجمعه بين طقوس مختلفة أقيمت على التوالي يوم الجمعة وفقاً للديانة الإسلامية، ويوم السبت وفقاً للديانة اليهودية، ويوم الأحد وفقاً للديانة المسيحية. ونجح هذا الحوار في نشر رسالة السلام عن طريق التفاهم وتبادل المعارف والخبرات والذاكرة من أجل تعزيز الاحترام والتركيز على بعض القيم الأساسية المشتركة.

© UNESCO Valencia Center / Opening session of the XI Multaqa of the Three Cultures - Friday, 19 June , Museum of Fine Arts in Valencia

وفي 4 آذار/مارس عام 2015، اعترف وزراء طرق الحرير لدى المنظمة العالمية للسياحة في اجتماعهم الذي عقد في برلين بالدور المركزي الذي اضطلعت به إسبانيا والبرتغال في إنتاج الحرير والاتجار به منذ الفترة الأموية (القرن الثامن بعد الميلاد) في ما تُسمى طريق الحرير الغربي. وعلاوة على ذلك، انضمت إسبانيا إلى برنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير وأصبحت أحد أعضاء اللجنة التوجيهية الخمسة لشبكة البرنامج الدولية في اجتماعها الأول الذي عقدته في مدينة شيآن في الصين في أيار/مايو المنصرم. وبالتالي، أعاد الملتقى الحادي عشر التأكيد على أهمية الحرير بالنسبة لمدينة فالنسيا. وكان الملتقى الحادي عشر الذي نظم بدعم من السلطات الوطنية والإقليمية والمحلية وبالتعاون مع المجتمع المدني دليلاً بارزاً على افتخار المدينة باختيارها لتكون القاعدة التشغيلية لجهة الاتصال الإسبانية المكلفة بتطبيق خريطة طريق وطنية لبرنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير.

وحضر الملتقى كل من السيد خوسيه - ماريا تشيكيو باربر، عضو مجلس الشيوخ عن مدينة فالنسيا وجهة الاتصال لبرنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير، والسيد خوسيه مانويل جيرونيس، مدير مركز فالنسيا/البحر المتوسط التابع لليونسكو، والسيد لويس رامالو، رئيس اللجنة الوطنية الإسبانية لليونسكو، والسيد فيديريكو بالوميرو جيس، الأمين العام للجنة الوطنية الإسبانية لليونسكو، والسيد خوان ريبو، رئيس بلدية فالنسيا، والسيد فيديريكو مايور زاراجوزا، رئيس مؤسسة "ثقافة السلام" والمدير العام السابق لليونسكو ، والسيد علي موسى آي، رئيس برنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير، والسيدة إيزابيل جرانيا، المديرة الإقليمية لأوروبا في منظمة السياحة العالمية، والسيدة أنيك تيبيا ميلسان، خبيرة لدى الأمم المتحدة واليونسكو، إضافة إلى سفراء بلدان طرق الحرير في أذربيجان وكازاخستان وبعثات دبلوماسية من الصين وروسيا. وأتاح المنتدى للحضور المتحمس اكتساب كمٍ من المعارف والمعلومات لا من الأكاديميين والعلماء الوافدين من مختلف أنحاء إسبانيا فحسب، وإنما أيضاً من كبار المسؤولين من مختلف الدوائر الحكومية والمؤسسات المحلية والوطنية المعنية بالثقافة والسياحة.  

© UNESCO Valencia Center / Award Ceremony UNESCO Valencia - Sunday, June 21, 2015, Lonja de la Seda de Valencia

وقامت مؤسسات ثقافية، مثل متحف الفنون الجميلة وكلية فن الحرير ودار تجار الحرير الذي يعد موقعاً من مواقع التراث العالمي، باستضافة الملتقى الحادي عشر. ورسخت المشاركة الكبيرة والمتحمسة التي نالها الملتقى، فضلاً عما أبداه الجميع من استعداد لتبادل المساعدة فيما بين الأجيال والثقافات، العزم على تنظيم أنشطة في المستقبل ذات صلة بطرق الحرير ضمن إطار اليونسكو الدولي.

ونجح الملتقى الحادي عشر أيضاً في جمع ممثلي السلطات الوطنية والهيئات الدبلوماسية والأكاديميين والفنانين إلى جانب جمهور محلي متحمس لخوض رحلة استقصائية من أجل إدراك مدى تنوع وترابط مختلف الثقافات والشعوب الموجودة على طرق الحرير، مع التركيز بوجه خاص على فهم تأثير هذه التبادلات التاريخية على دينامية فالنسيا والمدن الإسبانية الأخرى كغرناطة وسرقسطة وقرطبة وطليطلة وإشبيلية وبرشلونة، وصولاً إلى مدن أوروبية أخرى في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وكذلك مدن واقعة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وتضمن الملتقى اجتماعات مائدة مستديرة وعروضاً فنية وأنشطة للشباب ومناسبات لتذوق مأكولات متنوعة كانت مزيجاً مثالياً بين النشاط الفكري والمتعة والمرح. ووفرت هذه الأنشطة لمحة خاطفة على إرث طرق الحرير التاريخية الذي تغلغل في الثقافة والتجارة وفي فنون طهي الطعام في المدن.

© UNESCO Valencia Center / Visit to the workshop of velluter master workman, Vicente Enguídanos at the College of Major Silk Art, Saturday, 20th June, 2015.

وانطلاقاً من هذا الاهتمام النابض بالحياة، أبرز الملتقى الحادي عشر أن الحرير في فالنسيا لا يعتبر مجرد حلقة وصل عميقة مع الماضي، إذ إنه يؤدي أيضاً دوراً محورياً في الصناعة المحلية والتجارة. كما أنه يفسح فرصاً جذابة للسياحة الذكية ويوفر رأس مال قوي للمبادرات المستقبلية. وعلى غرار أماكن أخرى تتمتع بإرث ثقافي متنوع وفريد، فإن مشاركة السلطات الإسبانية المحلية تكفل بقاء طرق الحرير حية ثقافياً لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الصناعات الإبداعية والتعليم والسياحة. وبيّن التواجد العاطفي لممثلي عدة أجيال من الحرفيين التقليديين ومنتجي الحرير - "velluters " - أن الالتزام الذي بدأ مع ظهور طرق الحرير التاريخية لا يزال حياً وذا أهمية خالدة.

وأكد شركاء مدينة فالنسيا بقوة من جديد رغبتهم في استضافة الاجتماع الثاني للشبكة الدولية لبرنامج الإنترنت المعني بطرق الحرير في مدينة فالنسيا "مدينة الحرير" في عام 2016.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا