الباحثين الشباب على طرق الحرير: سلسلة مقابلات - عبد الرحيم ليما محمد - بنين

©Rantoniaina Ernest Rarivoarison / UNESCO Youth Eyes on the Silk Roads

تهدف سلسلة المقابلات ( الباحثين الشباب على طرق الحرير)  إلى تعزيز دور الشباب، و ذاك من خلال منح الشباب منصة يمكن من خلالها نقل أصواتهم وأفكارهم التي لم يسمع بها كثيرًا وتم تجاهلها.

من خلال هذه السلسلة، سيتم إجراء تلك المقابلات من قبل أنكور شاه مع الباحثين الشباب القادمين من بلدان مختلفة تغطي جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا من أجل تبادل أبحاثهم وتأملاتهم فيما يخص طرق الحرير القديمة.

ليما من بنين، وهو باحث ينتمي لجامعة بكين، الصين، حيث يدرس العلاقات الدولية. أجرى دراساته الجامعية في تركيا وتدرب في اليونان وبولندا بدعم من مفوضية الاتحاد الأوروبي

 

ماذا تعني لك طرق الحرير؟

تذكرني أولاً وقبل كل شيء بفصول مادة التاريخ أثناء دراستي الجامعية، وخاصةً بفصل خاص تحت عنوان "تاريخ الحضارات". بدأ تعرفي وتطلعي الكامل ولأول مرة لتاريخ طرق الحرير من خلال كتاب "التقاليد والمواجهات: منظور عالمي عن الماضي".

يصف مؤلفو الكتاب طرق الحرير بأنها شبكة الطرق البرية والبحرية التي تربط الشرق الأقصى بالشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا حتى جنوب أوروبا. بالنسبة لي، طرق الحرير هي في نهاية المطاف طرق تعبر عن التنوع والحوار والتبادل والتواصل بين مختلف الثقافات والحضارات.

يميل الناس إلى النظر إلى طرق الحرير على أنها طرق أورآسوية بحتة، ما هي وجهة نظرك بخصوص هذا؟

هنا تأتي الفرصة لتسليط الضوء على كتاب التقاليد والمواجهات والانطباع الكبير الذي تركه علي، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى المنظور المتوازن للتاريخ والتطور التاريخي في هذا الكتاب. حيث يتجاهل العديد من العلماء والباحثين القارة الأفريقية أثناء مناقشة طرق الحرير، في حين يعترف هذا الكتاب بالدور الرئيسي الذي تلعبه القارة الافريقية من الجنوب (كينيا وموزمبيق) إلى الشمال (السودان ومصر).

هذا الواقع التاريخي يؤكد على الدور المركزي الذي لعبته هذه الطرق في جميع أنحاء إفريقيا في تبادل الأفكار والأديان والثقافات وحتى الأمراض.

 

ما هو تراث طرق الحرير اليوم في بنين؟ وسامحني على التعميم، على نطاق أوسع في جميع أنحاء أفريقيا؟

ربما يكون من المستحيل إقامة علاقة مباشرة بين طرق الحرير وبنين. إن مدغشقر، بأقمشتها الاجتماعية المعقدة والمتنوعة ربما تكون مثال أفضل، حيث انها لا تجسد التبادل والتواصل التاريخيين اللذين أوجدتهما هذه الطرق فحسب، بل أيضًا إرثهما في إفريقيا المعاصرة والعالم.

بالإضافة إلى الأديان والأفكار، على سبيل المثال، لا تزال التوابل التي يتم تداولها على طول طرق الحرير القديمة تستخدم إلى حد كبير في المأكولات الأفريقية اليوم، على سبيل المثال الفلفل الأفريقي أو الفلفل المغربي. حتى توابل طرق الحرير الأكثر شعبية اليوم في إفريقيا هي ما يُعرف هنا باسم حبوب الجنة أو فلفل الملجوتا، نشأت في غرب إفريقيا، وما زالت محصول نقدي مهم في جنوب إفريقيا، على سبيل المثال في إثيوبيا.

 

وخارج إفريقيا، هل تعتقد أن طرق الحرير على مستوى العالم لها قيمة اليوم؟

إذا تم فهم تلك الطرق كوسيلة يمكن من خلالها زرع التنوع والحوار والتبادل من خلال الاتصال، فلا شك في أن طرق الحرير يمكن، بل ينبغي، أن تظل ذات قيمة كبيرة في الربط بين الثقافات المختلفة. قد يبدو عالمنا أكثر ترابطًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكنه لا يزال يفتقر إلى التفاعلات غير المباشرة والتبادلات بشكل أفضل، والتي هي سر قد تحتفظ بها طرق الحرير اليوم

 

كيف تفهم مفهوم التراث الثقافي المشترك؟

على الرغم من وجود العديد من التعاريف والنظريات المتنافسة عن التراث الثقافي، إلا أن هناك نوعين من التراث يتم الاتفاق عليهما بشكل عام (الملموس وغير الملموس).

توضح طرق الحرير أنه بسبب التبادلات المستمرة، من الصعب التحدث عن التراث الثقافي دون الاعتراف بالطرق التي ساهمت في بناء تلك التفاعلات المستمرة بين الثقافات والحضارات المتنوعة.

 

وماذا عن نظرتك حول "الحوار بين الثقافات"؟

ربما، أنا مثال حي عن الحوار بين الثقافات. لقد ولدت بيول، أو فولاني، لكنني نشأت وتعلمت ان أتحدث خمس لغات محلية وإقليمية في إفريقيا.

وقد أدركت خلال الوقت الذي أمضيته في تركيا واليونان وبولندا ثم الصين، إن الحوار بين الثقافات يتجاوز ذلك.

مثل أي حوار، يتطلب الحوار بين الثقافات القدرة على الاستماع دون حكم، وتحدي الآخرين والنفس دون تحيز، والاعتراف بالاختلافات والتعامل معها بحرص. هذا هو المكان الذي تلعب فيه اللغات، والتي هي وسيلة للتبادل، دورًا مهمًا.

 

أخبرنا قليلاً عن تجاربك في هذه البلدان! أنا متأكد من أنها تركت انطباعًا عميقًا عليك

حسنًا، أجد تشابهاً صارخًا جدًا بين تركيا والصين من حيث "انفتاح" الدولتين عليك أكثر كأجنبي بمجرد أن تبدأ بالتعبير عن نفسك باستخدام أساسيات اللغة الوطنية فقط. مثال بسيط هو سائقي سيارات الأجرة في كلا البلدين، حيث من المرجح أن يتمتع المرء بركوب التكسي من خلال قدرته على إجراء محادثات بسيطة. نفس الشيء يحدث عادة مع أصحاب المتاجر! هذا يدل على مدى تواجد اللغة المركزية في الحياة اليومية في هذين البلدين، لا سيما في كسر الحواجز مع السكان المحليين.

من حيث التراث المشترك، زرت شيان في العام الماضي، وهي واحدة من المدن التي تمثل خط البداية والنهاية لطرق الحرير ورأيت العديد من أوجه التشابه هناك مع تجربتي في التي حظيت بها في تركيا.

 

 

 

See also:

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Kayshell Jennings, Guyana

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Santana Muthoni, Kenya

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Shaleen Wadhwana, India

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Sulmi Park, Republic of Korea

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Kun Liang, China

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Susan Afgan, Afghanistan

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Ceren Çetinkaya, Turkey

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Moundhir Sajjad Bechari, Morocco

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Grzegorz Stec, Poland

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Lia Wei

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series - Robin Veale, France

Young Scholars on the Silk Roads: An Interview Series

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا