اختياراتنا الثقافية : تأثيرات آسيا الوسطى على الموسيقى الكورية

Jongmyo Shrine © Jean-Jacques Gelbart / Editions Gelbart / UNESCO World Heritage Centre

ترجع أصول نشوء الموسيقى الكورية الى فترة الممالك الكورية الثلاثة غوغوريو( 37 قبل الميلاد -668 ميلادية )  بايكتشي ( 18 قبل الميلاد -660 ميلادية) و شيلا ( 57 قبل الميلاد - 935 ميلادية).

خلال تلك الفترة الزمنية كانت الموسيقى الكورية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الموسيقية لجارتها المجاورة، الصين، بالإضافة إلى بلدان آسيا الوسطى من خلال التبادلات المتنوعة عبر طرق الحرير.

كانت مملكة غوغوريو، المتاخمة للقارة الآسيوية، أول منطقة بين الممالك الثلاث التي ساهمت بشكل فعال في تطوير الثقافة الموسيقية الكورية من خلال تبادلاتها المستمرة مع المناطق الغربية.

ومن الجدير بالملاحظة أنه خلال فترة الممالك الثلاث وفترة مملكة شيلا الموحدة، تم استيعاب الأنشطة الفنية الغربية ودمجها بشكل فعال ضمن الثقافة الكورية.

وقد تركت التبادلات النشطة والمستمرة مع بلدان آسيا الوسطى أثرا كبيرا على الثقافة الموسيقية الكورية.
على سبيل المثال، يمكن إرجاع أصول ناي مملكة غوغوريو والناي الجانبي الصيني، اللذان لعبا أدوارًا مهمة في تطوير الثقافة الموسيقية خلال فترة الممالك الكورية الثلاث، إلى مناطق آسيا الوسطى والمدن الكبرى على طول طرق الحرير مثل كاشغر، سمرقند، بخارى، وكوتشا.
كما ترجع أصول الة موسيقية مهمة أخرى (العود ذو الخمسة اوتار، الى شمال آسيا الوسطى (منغوليا وكازاخستان الحديثة).
وعلى نحو مشابه، فأن الانشاد الكوري القديم (الإنشاد البوذي) المعروف باسم Pomp’ae قداشتق مباشرة من الانشاد البوذي الصيني الذي بدأ في عهد أسرة وي في القرن الثالث.
إذا كانت الفان باي الصيني متجذر في البوذية الهندية، فمن المعقول أن نفترض أن الانشاد البوذي الكوري كان مرتبطًا تاريخياً بالثقافة الموسيقية في آسيا الوسطى.
كما يمكنا مشاهدة مثال آخر على هذه التبادلات المؤثرة في عروض رقص الأقنعة الخمسة المسرحي، والتي تشمل على كومهوان (الرقص الكروي)، فلوشون (الرقص الكوميدي الساخر)، وتايميون (رقص الملثمين)، سوكتوك (رقص الأقنعة البهلواني)، وسانيي (رقصة الأسد)، والتي يقال إنها نموذجية لموسيقى شيلا (هيانجاك)، ولكن الأدلة في الدراسات الكورية تشير إلى أنها كانت أيضًا مشتقة من الفنون المسرحية في آسيا الوسطى.
بالإضافة الى هذا، كانت التفاعلات الثقافية بين شبه الجزيرة الكورية وإمبراطورية تانغ الصينية (618م-907م) نشطة للغاية، ولم تستثنى التبادلات الموسيقية منها.
يمكننا الافتراض بطريقة صحيحة ومطمئنة أنه من وجهة نظر السياق العام للتاريخ الموسيقي الآسيوي، تم إنتاج بعض موسيقى آسيا الوسطى في الصين في القرن الثامن، وتم تكييفها ودمجها كثقافة موسيقية للسمجوك (الناي ذات الخيزرانات الثلاثة) أثناء الأيام الأخيرة من مملكة شيلا (780- 935 ميلادية) 
تمثل الملامح والصفات الموسيقية الخاصة بالأنظمة الموسيقية الثلاثة لموسيقى تانغ الصينية للسمجوك (الناي ذات الخيزرانات الثلاثة) في شيلا دليلاً واضحًا على أن مجتمع مملكة شيلا تقبل موسيقى فترة تانغ الصينية كشيء جديد ضمن تقاليدها الموسيقية الخاصة.
كانت هذه الأنظمة الموسيقية الثلاثة نتيجة للتبادلات الثقافية التي تمت من خلال طرق الحرير بين الصين وآسيا الوسطى، واتي تم تقبلها من قبل مجتمع مملكة شيلا قد في القرن التاسع الميلادي.
ونتيجة لذاك، فإن كل من الناي الجانبي والعود ذو الخمس أوتار، والانشاد البوذي لمملكة شيلا، وعروض الأقنعة الخمسة المسرحي، والأنظمة الثلاثة لموسيقى تانغ الصينية، ماهي الا أدلة وشواهد حية على التأثيرات الثقافية القادمة من الصين ومناطق اسيا الوسطى، التي وصلت لكوريا عبر طرق الحرير، خلال فترة ازدهار وتطور فنون الأداء الكورية المتميزة في مملكة شيلا الموحدة.
ومع مرور الزمن وفي وقت لاحق، وصلت مجموعة متنوعة من التقاليد الموسيقية إلى اليابان عبر شبه الجزيرة الكورية، والذي يعتبر دليلا قيما على أهمية طرق الحرير في بث ونشر العناصر الفنية والثقافية بين البلدان المختلفة الواقعة على طول طرق الحرير.

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا