اختياراتنا الثقافية: تأثير المغول على الفنون الإيرانية

كانت طرق الحرير شاهده على العديد من الحركات السياسية التي عملت على تحديد والتأثير على العناصر الفنية لتلك الفترة الزمنية. يمكننا ملاحظة هذا الامر من خلال وجود المغول في الهضبة الإيرانية ومناطق آسيا الوسطى.

وخلافا للمعتقدات المتعارف عليها، لم يمحي وصول المغول في القرن الثالث عشر الميلادي التقاليد الثقافية للمنطقة الإيرانية بل بالعكس ساهم بإضافة العديد من العناصر الجديدة والمبتكرة.

وقد تضمن المجال الفني على عناصر فنية واسعة النطاق من منمنمات الرسم وزخرفة المخطوطات خلال تلك الفترة الزمنية من هذه الفترة، ة التي قامت بعرض استمرارية بيئة فنية مزدهرة بالفعل.
واستولى الحكام المغول في ذلك الوقت خاصة من سلالة خانيد الثاني (1256-1335) على العناصر الفنية واستخدموها لمصالحهم. حيث قاموا باستخدامها ضمن رؤيتهم الخاصة من خلال أضافة عناصر جديدة إلى النموذج الموجود، مثل العناصر والسمات الصينية والمنغولية. أدى هذا الامر بالتالي إلى تطوير حقل زينة المخطوطات والكتب.
ولو عدنا بالزمن وبالتحديد القرن الحادي عشر الميلادي، يمكننا ملاحظة أنه عندما وصل السلاجقة من سهول آسيا الوسطى إلى الهضبة الإيرانية وبلاد ما بين النهرين، أنهم قاموا أيضًا بتقديم وإظهار تقاليدهم الفنية التصويرية حيث كانوا أول من جلب العناصر الشرقية ودمجها بالفنون المحلية.
بدأت ملابس آسيا الوسطى، وملامح الوجه مثل الوجوه المستديرة، والعينين على شكل اللوز الطويلة، أو الشفاه الصغيرة تظهر على اللوحات والمنحوتات.
كل هذه التأثيرات القادمة من الشرق تم تقديمها وعرضها في الملحمة البطولية الفارسية شاهنامه ("كتاب الملوك") والذي كتبه الشاعر الفارسي الفردوسي في بداية القرن الحادي عشر، والذي تم تنقيحه بعد ثلاثة قرون بفضل لغة الرسم الشرقية.
كما ويرتبط إدخال رسم المناظر الطبيعية في مدارس تبريز للفنون الإبداعية بالنفوذ المغولي.
وبالرغم من أن الطبيعة كانت ممثلة بشكل متواضع جدا الا إن التأثير المنغولي ساهم بجلب العمق والتفاصيل في اللوحة، وبعد هذا تم النظر إلى الطبيعة من منظور الطائر.
كانت السماء الغائمة والجبال الصخرية وجداول المياه بعض العناصر الجديدة المحيطة بالناس في اللوحات المرسومة حيث كان لون الصخور باستخدام تقنية الرخام، والزخارف الخطية لموجات الماء مثال واضح المعالم على التأثيرات القادمة من الشرق.
في نهاية الحكم المغولي في القرن الرابع عشر، استمر تأثيرهم على المجال الفني و لم يندثر. كانت اللوحات لا تزال مستوحاة بعمق من السمات والعناصر الفنية المغولية خلال الفترة الصفوية (1501-1736).
كان ذلك نتيجة لتدريس تقنيات محددة من قبل معلمي الفنون العظماء - مثل أحمد موسى أو بهزاد لطلابهم. هذه العناصر الفنية من التأثير المنغولي دمجت في النهاية في المنمنمات الفارسية مما أدى الى ترك تراثً ذات قيمة وأهمية على طول طرق الحرير.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا