هناك العديد من العناصر الثقافية المتنوعة التي يمكن استخدامها للدلالة على التراث الثقافي الغني لطرق الحرير. من بين تلك الأمثلة مستودع قلعة البحرين، تلك القلعة الساحلية المحفورة الواقعة على سواحل البحرين في قلب طرق الحرير البحرية.
تم بناء هذه القلعة من قبل ملك بلاد فارس خلال عهد الساسانيين حوالي القرن الثالث الميلادي. وقد تركت تلك القلعة لقرون عدة حتى إعادة استخدامها من جديد في القرن الثالث عشر الميلادي.
في الواقع، فإن معظم الاكتشافات الأثرية لمستودع قلعة البحرين مثل العملات الإسلامية من النحاس أو الرصاص تعود الى تلك الفترة الزمنية.
هذه العملات لها اسم أو رمز (الطمغة) من سلالة سلغراد، الذين حكموا البحرين منذ عام ألف ومئتين وأربعة وثلاثين. وعلاوة على ذلك، فإن العملات الصينية التي تم اكتشافها في نفس القلعة ماهي الا أدلة على التبادلات بين المناطق المحيطة بمنطقة القلعة مع مناطق الشرق الأقصى.
يرجع أصل العملة المكتشفة الى سلالة تانغ وعهد سلالة سونغ (أسرة سونغ الشمالية وأسلافهم سلالة سونغ الجنوبية).
علاوة على ذلك، تم اكتشاف قطع من السيراميك في مستودع قلعة البحرين. تلك القطع أتت من منطقة إيران بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا، بما في ذلك قطع من زينة السيلادون الصينية التي يرجع أصلها للقرن الثالث عشر. يعود تاريخ هذه القطع إلى عهد أسرة سونغ الجنوبية (1127-1279)، وجاءت من منطقة لونغتشيوان شرق الصين كواحدة من صادرات الصين الرئيسية.
وشملت القطع الأخرى التي تم العثور عليها في قلعة البحرين على الأطباق المخروطية المزينة بزهور اللوتس، ومواقد البخور.
كانت هذه الاطباق أما باللون الرمادي أو الأبيض، في حين كانت الطبقة الزجاجية الحامية لها سميكًة إلى حد ما، ذات ألوان متقلبة من اللون الأخضر إلى الأخضر المزرق، ولون الزيتون الغامق.
بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف أكواب ذات لون رمادي غامق عميق مصنوعة من البورسلين مع جوانب مخففة وحواف ترقويه مغطاة بطبقة من السيلادون الأزرق والأخضر وهامش بني محمر. قطع مماثلة كما تم العثور على قطع مماثلة من تلك الاكواب في منطقة لونغتشيوان في الفلبين وفي الفسطاط، مصر، والتي قام الصينيين بتصديرها بفضل طرق الحرير.
بعض هذه القطع التي تم العثور عليها يعود تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والسادس عشر الميلادي. على سبيل المثال، يرجع أصل معظم قطع الخزف الأزرق والأبيض التي تم العثور عليها في حصن قلعة البحرين إلى الإنتاج الصيني للقرن السادس عشر.
وقد احتوت قطع الخزف الذي تم العثور عليه على عناصر زخرفية متنوعة مثل زينة النيلوفر، والأوراق الشائكة، المناظر الطبيعية، ومشاهد المساحات الخضراء مع الغزلان، أو الخيزران.
وبصرف النظر عن هذه العناصر الزخرفية المتنوعة التي تظهر الأصل الصيني، فإن النقوش باللغة الصينية كانت واضحة أيضًا في هذه القطع الخزفية.
من الجدير بالملاحظة أن البحرين تشتهر بالجمال الفريد للآلئها، ولعسلها الذي تم نقله إلى مناطق أخرى على طول طرق الحرير، بما في ذلك الصين.
تكشف لنا هذه العناصر عن أهمية الدور الذي لعبه حصن قلعة البحرين في التبادلات التجارية البحرية بين شبه الجزيرة العربية والمناطق الأخرى.
