اختياراتنا الثقافية: مخطوطات العصور الوسطى التركية على طول طرق الحرير

© Unsplash / Jeff Smith

خلال فترة العصور الوسطى (من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر الميلادي)، أصبح الحصول على المعلومات الموثوقة المتعلقة بآسيا الوسطى أقل سهولة لمن يعيشون في أماكن أخرى. ويعزى ذلك جزئياً إلى زيادة حجم التجارة الجارية عبر طرق الحرير البحرية بدلاً من البر.

وقد قدم الملاحون العرب، الذين كانت سفنهم تتنقل من الساحل الغربي لشبه القارة الهندية إلى الساحل الشرقي لأفريقيا، مساهمات كبيرة في فتح وتوسيع شبكة الطرق البحرية المؤدية إلى الهند والصين.

ومع بدء زيادة حجم التجارة عبر الطرق البحرية، تناقص السفر عبر طرق الحرير البرية، وبالتالي أصبح الحصول على معلومات موثوقة فيما يتعلق بآسيا الوسطى أصعب في المناطق الواقعة في الغرب والشرق.

في ضوء هذا النقص في المعلومات الموثوقة، تم إرسال عدد من البعثات الدبلوماسية والدينية الأوروبية إلى آسيا الوسطى خلال فترة الربع الأول من القرن الثالث عشر الميلادي لجمع المعلومات.

واحدة من أكثر هذه المحاولات المعروفة لجمع المعلومات نتج عنها عمل ماركو بولو (الرحلات).

ومن الجدير بالذكر أن العديد من هؤلاء الزوار إلى عواصم آسيا الوسطى في أوائل العصور الوسطى أفادوا بوجود فنانين وتجار ودبلوماسيين روس في هذه المدن.

أما خلال القرن التاسع عشر، فقد أدى الاهتمام المتجدد بعلم الآثار في المنطقة إلى اكتشاف عدد كبير من أجزاء المخطوطات في منطقة تورفان في شمال غرب الصين.

دفع هذا الاكتشاف إلى مزيد من الحفريات في تركستان الشرقية (منطقة آسيا الوسطى بما في ذلك أجزاء من العصر الحديث في شمال غرب الصين وسيبيريا ومنغوليا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان) على أمل العثور على المزيد من تلك المخطوطات لتقوية وتعزيز فهم السمات اللغوية للغة التركية في آسيا الوسطى.

أسفرت عمليات البحث هذه عن اكتشاف العديد من المخطوطات التركية القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى والتي يرجع تاريخها إلى حوالي القرن الخامس وحتى القرن العاشر الميلادي.

أحد الاكتشافات المهمة كانت النسخة التركية الأكثر اكتمالا من النص البوذي، التي كُتبت لأول مرة في الهند باللغة السنسكريتية (سوفارابراها ساترا)، والتي تم اكتشافها في مقاطعة جانسو في شمال وسط الصين.

ساعدت هذه المخطوطات التركية في دراسة اللغات واللهجات التركية غير المعروفة والتي تطورت عبر طرق الحرير في آسيا الوسطى.

معظم المخطوطات التي عثر عليها كانت شظايا نصف تالفة ولم ينج منها سوى القليل في حالة جيدة نسبيا أو في أعمال كاملة.

عموما النصوص التي وجدت في أفضل حالة هي تلك التي تم حفظها كآثار مقدسة في الأديرة والمكتبات.

كان هناك نوعان أساسيان من هذه النصوص، النصوص العقائدية والفلسفية والتي تشكل غالبية تلك التي عثر عليها، وعدد أقل بكثير من النصوص المتعلقة بالاستخدام العام مثل الكتب الطبية والفلكية والمرجعية.
تشمل المخطوطات الأدبية المحفوظة جيدًا والمكتشفة تقريبًا في نفس الوقت العديد من خبراء السوترا البوذيين، بما في ذلك الترجمة التركية للجزء الخامس والعشرين من Saddharma Puṇḍarīka Sūtra، بالإضافة إلى مجموعة من صلاوات الدين الماني (دين إيراني قديم).
تسلط هذه النصوص الضوء على انتشار الأديان، وخاصة الديانة البوذية، عبر الطرق البرية لطرق الحرير والتي ساعدت على تعميق فهم اللغات المستخدمة بين الأشخاص الذين يعيشون في آسيا الوسطى في فترة العصور الوسطى المبكرة.

 

See Also:

Chinese WuShu along the Silk Roads

Traditional Medieval Indian Sea-Charts

Intercultural Elements of the Silk Roads in Korean Buddhist Art

Indian and European Influences on Persian Miniatures

Coastal Ornamental Patterns in Java Island

Central Asian Influences in Korean Music

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا