اختياراتنا الثقافية: أنماط الزينة والزخرفة الساحلية في جزيزه جاوة الإندونيسية

© Getty Images / Edogr

تمثل الثقافة المادية الغنية للمناطق الساحلية في جزيرة جاوة الإندونيسية أدلة واضحة على التفاعلات الثقافية التي حدثت في القرن السادس عشر الميلادي بسبب توسع طرق الحرير البحرية خلال تلك الفترة الزمنية.

حيث يمكننا ملاحظة أن عددًا من التصاميم الزخرفية الموجودة على القطع الأثرية الإسلامية تظهر تأثيرات وملامح قادمة من مختلف المناطق.
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك والتي تتضمن اللوتس المنمق، تصاميم الأرابيسك، وإطارات المرآة، هذا بالإضافة الى الزخارف الخطية العربية الموجودة في عدد من المقابر والمساجد والقصور الملكية.
وقد كان لهذه العلاقات والتفاعلات واسعة النطاق مع المناطق الواقعة باتجاه الغرب عبر طرق الحرير البحرية تأثيرا مباشرا، حيث يمكننا ملاحظة إن الأنماط والاشكال المستخدمة في التصميم الزخرفي للمناطق الساحلية لجزيرة جاوة لها شكل فريد ومميز يختلف عن تلك الموجودة داخل الجزير
ومن خلال التمعن بدقة في تصاميم الزينة والرسومات الزخرفية التي تم العثور عليها في المناطق الساحلية الشمالية لجزيرة جاوة، يظهر لنا منهجين فنين مختلفين يوضحان تطور الثقافة المادية في تلك المنطقة.
يستند المنهج الفني الأول على تكرار استخدام العناصر الموجودة من أجل تشكيل استمرارية مع الفترة السابقة. في حين يستند المنهج الفني الثاني على إدخال عناصر فنية متعددة الثقافات قادمة من مناطق أخرى من العالم.
ومع وصول الدين الاسلامي إلى المنطقة، اجتمعت وتلاقت تلك المناهج الفنية مع بعضها، الامر الذي أدى الى ظهور تصاميم وأنماط مميزة فريدة بجزيرة جاوة التي احتوت أيضا على صفات ومميزات متعددة مثل الأرابيسك الجاوي، تصاميم الزنية والزخرفة العربية الخطية، وتصميم الجناح الفريد من نوعه الذي يرمز إلى الطائر.
توجد هذه الأشكال وتصاميم الزنية والزخرفة في مساجد ديماك ومانتجان، مقابر دراجات ومقابر مسجد سونان غيري، وداخل القصور الملكية في كاشيبوهان وسومينيب.
ومن الأمثلة الأخرى على ذلك، الخطوط العربية، التي تشير بوضوح إلى وجود أصول ثقافية إسلامية، ولكنها تتضمن في كثير من الأحيان تصميم وأشكال ذات أسلوب مميز وفريد بجاوة الامر الذي يشير إلى أن فن الخط قد تم نقشه في جاوة.
هذه التأثيرات الفنية والثقافية وصلت مع تطور الملاحة والتجارة في جميع أنحاء الجنوب شرق وشرق آسيا. وبالإضافة إلى السلع وأنشطة التجارة، كان المبشرين الدينيين من ضمن طاقم التجار الذين وصلوا لتلك المناطق.
على هذا النحو، كانت المدن الساحلية في جاوة مثل مدينة جريثيك تضم مجموعات سكانية متنوعة بما في ذلك شعب جاوة، الصينيين والمسلمين.
كما وتظهر الأدلة الوثائقية لعام 1513 على وجود الفرس، الگـُجـُراتيون والملايو في المدن الساحلية لجزيرة جاوة. ومن خلال هذا، تم بيع المنتجات القادمة من جميع أنحاء طرق الحرير في المناطق الساحلية لجزيرة جاوة بكميات كبيرة.
كانت القطع الأثرية التي تم استكشافها في تلك المناطق الساحلية غنية ومميزة بتنوع تصاميمها واشكالها، وهو دليل وشهادة حية على مدى وسع وعمق تلك التفاعلات الثقافية التي حدثت بسبب طرق الحرير البحرية.

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا