اختياراتنا الثقافية: الخرائط التقليدية للبحر الهندي خلال فترة العصور الوسطى

© Unsplash / Jordan Madrid
تمتلك الخرائط البحرية تاريخ طويل كوسيلة مساعدة للملاحة في شبه القارة الهندية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بطرق الحرير البحرية.

بناءً على المعدات اليدوية التي تم العثور عليها مثل الرسوم الفلكية وأدوات المسح وأدوات القياس، قدر بعض المؤرخين أن حضارات العصر البرونزي في وادي إندوس (2500 - 1900 قبل الميلاد) قد ساهمت في انتاج أنظمة مبدئية في رسم الخرائط.

بعد ذاك، لاحظ المؤرخ الروماني سترابو زيادة كبيرة في التجارة البحرية الرومانية مع شبه القارة الهندية الغربية بعد العام الثلاثين قبل الميلاد.

كما أبلغ ماركو بولو اثناء رحلة العودة من الصين إلى البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي، عن وجود البحارة والملاحين الهنود الذين كانوا يستخدمون الخرائط البحرية التقليدية أو "اليدوية".
وبعد قرنين من الزمن، كان فاسكو دي جاما يسترشد ببحار غوجاراتي بحوزته خريطة "ساحل الهند بالكامل" أثناء مروره من شرق إفريقيا إلى شبه القارة الهندية.
وبصرف النظر عن كون الخرائط البحرية أداة مساعدة للملاحة، فقد تم اعتبار الخرائط البحرية التقليدية أدوات تساعد على تحسين الوضع الاجتماعي والحصول على ثروة كبيرة، وبالتالي كانت تعتبر ككنوز ثمينة محروسة بالسرية.
وبصرف النظر عن المجال الأكاديمي فيما يخص رسم الخرائط والجغرافيا، كانت الخرائط البحرية عملية ومفيدة وتستند إلى تجارب، خبرات، وملاحظات البحارة، مع تطبيق محدود للمجال النظري.
وقد كانت تلك الخرائط شحيحة التفاصيل حيث تضمنت فقط المعلومات المهمة الضرورية التي تساعد على تأمين المرور الآمن والفعال من مكان إلى آخر.

ونظرًا لندرة الأمثلة والأدلة الباقية لتلك الخرائط البحرية للسواحل الهندية أو العربية أو الأفريقية والتي تعود إلى فترة القرون الوسطى، فمن الصعب تتبع تاريخ تطور استخدام تلك الخرائط لبحرية في تلك السواحل.

وعلى الرغم من النقص النسبي في السجلات والأدلة المكتوبة المتبقية، فقد تم جمع الأدلة على طبيعة تلك الخرائط البحرية التقليدية من أجزاء من الساحل الغربي لشبه القارة الهندية، وخاصة من مناطق كوتش وسوراشترا وغوجارات ومالابار وجزر لاكشادويب.
ومن خلال هذا، من الممكن تحديد والتعرف على المراحل المختلفة في تطور تلط الرسوم البيانية.
بدأت تلك المراحل في تطور الخرائط البحرية التقليدية باستخدام نجم "القطب" أو " نجم الشمال" كوسيلة مساعدة للملاحة في بداية العصر المشترك.
وتلت تلك المراحل التطورات في رسم الأرض على سطح (العرض الاتجاهي)، وإدراج الورود الخرائطية (شكل على خريطة تُستخدم لعرض اتجاه الشمال والجنوب والشرق والغرب)، وإنشاء مخططات فردية لموانئ وموانئ محددة، وفي نهاية المطاف، تطوير الخرائط البحرية التي بدأت تغطي أجزاء واسعة من المحيط.
تعكس الخبرات والمعرفة بالبحر خلال فترة القرون الوسطى، والتي كانت في كثير من الأحيان يتم نقلها أو مشاركتها في لهجة محلية، فضلاً عن المساعدات الملاحية من شبه القارة الهندية، حكمة تراكمية هائلة من الإرث المنقول عن طريق البحر للتفاعل والاندماج المستمر مع البحارة الآخرين القادمين من مختلف مناطق العالم.
شكلت هذه التجربة العملية والملاحظات الميدانية للسماء والنجوم وحالة الطقس واتجاه الرياح نوعًا من المعرفة "الشعبية" لطرق الحرير البحرية حيث كانت أي معلومات تساعد على تأمين سفر بحري امن وفعال موضع تقدير كبير.
 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا