إدراج مهرجان لاس فاياس (Fallas) بمدينة فالنسيا في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية

© Junta Central Fallera, 2012

أدرجت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي مهرجان لاس فاياس بمدينة فالنسيا الإسبانية في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2016. ويعود تاريخ إقامة هذا المهرجان في مدينة فالنسيا إلى القرن الثامن عشر وتحتفل به اليوم 160 بلدية بمشاركة زهاء 800 لجنة مسؤولة عن اختيار الدُمى العملاقة التي تُعرض في هذه المناسبة وحوالي 200 000 متطوع ومتطوعة يطلق عليهم اسم Falleros وFalleras (وهم متطوعون في اللجان المعنية بتنظيم المهرجان والمشاركة فيه). وقد انتشر هذا المهرجان خارج منطقة فالنسيا ليشمل بلديات أخرى في إسبانيا مثل برشلونة ومايوركا، وبات يقام اليوم في بلدان أخرى كالأرجنتين. ويؤدي هذا المهرجان دوراً هاماً في إحياء العديد من الفعاليات ذات الصلة بطرق الحرير التاريخية.

ويمكن القول إن مهرجان لاس فاياس هو أحد أهم الاحتفالات التقليدية المرتبطة بصناعة الحرير في فالنسيا إذ إنه يحيي تاريخ المدينة العريق المرتبط بطرق الحرير. فقد ساهم هذا المهرجان في إحياء الأزياء التقليدية لمدنية فالنسيا المصنوعة من الحرير والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر. وتُصنع الأزياء التقليدية الشهيرة التي يرتديها الفنانون والفنانات من الحرير المطرّز والأقمشة المزخرفة ذات الألوان الزاهية، مما يحافظ على تقاليد استعمال مناسج الحرير اليدوية القديمة لخياطة الأزياء. وفي الواقع، تعد فالنسيا من المدن القليلة في إسبانيا التي تستخدم فيها حتى الآن مناسج الحرير اليدوية، وكان هذا أحد الجوانب الرئيسية في مبادرة "فالنسيا، مدينة الحرير" لعام 2015.

وثمة ميزة أخرى لهذا المهرجان هي الدمية العملاقة "فايا" (Falla)، وهي عبارة عن مجسمات ضخمة كاريكاتورية يُبدعها الفنانون والحرفيون المحليون كوسيلة للتعبير عن وجهة نظر ساخرة بشأن قضية اجتماعية معاصرة. وعادة ما تنصب الدُمى في ساحة المدينة كعمل فني مآله الزوال استغرق صنعه على أيدي رسامي ونحاتي ونجاري المدينة عدة أشهر من العمل المشترك. وتُحرق الدُمى في اليوم الأخير من المهرجان، مساء عيد القديس يوسف. ويرمز حرق الدُمى في الهواء الطلق حتى تصبح رماداً إلى حركة تجديد النشاط الاجتماعي. وطوال أيام المهرجان تسير المواكب والفرق الموسيقية في شوارع المدينة، وتقدم كميات كبيرة من الطعام في الشوارع، ويقوم المتطوعون والمتطوعات بتحضير الألعاب النارية والأنشطة الأخرى المتعلقة بها. وتُنتخب أيضاً "أميرة مهرجان فاياس" في كل سنة للترويج لهذا الحدث وتشجيع السكان المحليين والسياح على المشاركة.    

ويقام المهرجان في كل عام في الفترة من 14 إلى 19 آذار/مارس للاحتفال بقدوم فصل الربيع وإتاحة الفرصة للتعبير عن الطاقة الإبداعية الجماعية ولصون الحرف والفنون التقليدية. ويشكل المهرجان مصدر فخر للسكان المحليين ويسهم في الترويج للهوية الثقافية، ويعزز التماسك الاجتماعي. وكان المهرجان في الماضي وسيلة لصون اللغة الفالنسية التي كان استخدامها ممنوعاً في وقت ما، فساهم بالتالي في حماية ونشر ثقافة فالنسيا والمعارف المتصلة بها. ويشكل المهرجان حتى اليوم وسيلة للتذكير بالصلات الوثيقة التي تربط فالنسيا بالطرق الكبرى لتجارة الحرير.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا