مدينة شبام القديمة المسورة

© أناتا ريبارسكا

تتميز مدينة شبام التاريخية المسورة العائدة إلى القرن السادس عشر والواقعة عند حواف المرتفعات الصخرية في ودي حضرموت بمبانيها البرجية العالية المبنية بالطابوق اللبني  المجفف بأشعة الشمس الذي يصل ارتفاعها إلى سبعة طوابق، ما حمل البعض على نعتها بـ "منهاتن" أو "شيكاغو" الصحراء. وتقع المدينة، التي صُممت على هيئة مستطيل محصن مقسم إلى شوارع وساحات،  عند محطة هامة للقوافل على طريق تجارة التوابل والبخور واللبان عبر الهضبة الجنوبية لجزيرة العرب. وقد بُنيت المدينة عند جرف أو منحدر صخري يرتفع عدة مئات من الأمتار فوق قاع الوادي، لتحل محل سابقتها التي دمّرها جزئياً فيضان جارف في عامي ١٥٣٢-١٥٣٣، وسَلم منها المسجد الجامع الذي يعود لفترة القرن التاسع أو العاشر للميلاد والقلعة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر للميلاد. وترجع أصول مدينة شبام إلى فترة ما قبل الإسلام حيث علا نجم هذه المدينة حتى صارت عاصمة مملكة حضرموت في عام ٣٠٠ للميلاد بعد تدمير عاصمتها السابقة شبوة الواقعة  في أقصى غرب وادي حضرموت. وفي القرن التاسع عشر، قام التجار العائدون من آسيا بتجديد المدينة المسورة وإنعاشها فتوسعت منذ ذلك الحين في اتجاه الضفة الجنوبية للوادي مكونة ضاحية جديدة هي الساحل. وقد تدهورت أوضاع المدينة نتيجة لتظافر عوامل عدة منها التخلي عن نظام التحكم بمياه الفيضان وإدارتها لأغراض الزراعة في الوادي؛ وإرهاق النظم التقليدية للصرف الصحي بإدخال الطرق الحديثة لإسالة أو امدادات المياه لا سيما مع عدم وجود نظام للمجاري أو تصريف المياه يلائم هذه التطورات؛ والتغييرات المستحدثة في إدارة الثروة الحيوانية. ويمثل التخطيط العمراني المكثف للمدينة ببيوتها البرجية المتلاصقة وسورها الخارجي استجابة حضرية لضرورة حماية النفس والممتلكات فضلاً عن تعزيز المكانة الاقتصادية والسياسية. وعلى هذا النحو تشكل مدينة شبام القديمة المسورة وبيئتها الطبيعية في وادي حضرموت نموذجا رائعاً للمستوطنات البشرية واستخدام الأراضي وتخطيط المدن. وعند النظر إلى المعمار المحلي لمدينة شبام، بما في ذلك منظرها وهي تتطاول منبثقة من السهل الفيضي للوادي؛ وتصميمها الوظيفي والعملي؛ ومواد البناء وتقنياته، نجد أنها تعبر بمجموعها تعبيراً جميلاً وجلياً عن الثقافة العربية والإسلامية التقليدية، ولكنها في المقابل سريعة التعرض للأخطار وشديدة التأثر بها.

وتشكل البيئة الطبيعية للأراضي المروية بالمياه الفيضية، والتي ما تزال تستغل كأراض زراعية، نظاماً اقتصادياً متكاملا يشمل الزراعة الفيضية، وتوليد الطين، الذي ما عاد له وجود في مكان آخر في المنطقة، واستخدامه في البناء. للمزيد من المعلومات بشأن هذا الموقع الأثري يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي للتراث العالمي.

The Silk Roads on the Map

البلد

flag الجمهورية اليمنية
عاصمة: صنعاء
Region: الدول العربية

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا