كهوف موغاو
تحوي كهوف موغاو المنحوتة في المرتفعات الصخرية التي تطل على نهر داشوان إلى الجنوب الشرقي من واحة دونهوانغ في إقليم قانسو، على أكبر وأغنى مجموعة من الفن البوذي في العالم. فهذه الكهوف التي يعود تاريخها إلى عام ٣٦٦ للميلاد تجسد أكبر إنجاز حققه الفن البوذي في الفترة الممتدة من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر للميلاد. وهناك اليوم ٤٩٢ كهفاً يحظون بالحماية والحفظ يضمون ٤٥٠٠٠ متر مربع من الرسوم الجدارية وأكثر من ٢٠٠٠ قطعة من المنحوتات الملونة. ويحوي الكهف رقم ٣٠٢ الذي يعود إلى سلالة سوي مشهداً يُعد من أقدم المشاهد ومن أكثرها تعبيراً عن التبادلات الثقافية على امتداد طريق الحرير، يصوّر جملاً يجر عربة ويعبر عن نموذج تقليدي لوسائط التعاملات التجارية في تلك الفترة. ويُظهر الكهفان ٢٣ و١٥٦ العائدان لفترة سلالة تانغ على التوالي مجموعة من العاملين في الحقول وصفَّاً من المحاربين، بينما نجد في الكهف ٦١ العائد لفترة سلالة سونغ المنظر الطبيعي المشهور لجبل وتاي الذي يمثل نموذجاً مبكراً لرسم الخرائط الصينية الفنية حيث نجد كل شيء، من جبال وأنهار ومدن ومعابد وطرق وقوافل.
وتتمتع كهوف موغاو بقيمة تاريخية لا مثيل لها باعتبارها شاهداً على تطور الفن البوذي في المنطقة الشمالية الغربية للصين. ثم إن الأعمال الفنية التي تحويها الكهوف تقدم مادة وفيرة وغنية تصور مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والدينية والعلاقات الإثنية واللباس اليومي في غرب الصين في العصور الوسطى. ولا يقتصر الاسلوب الفني الفريد لفن دونهوانغ على دمج التقاليد الفنية الصينية في ظل أسرة هان مع الأساليب الفنية المستخلصة من الهنود القدماء والتقاليد الگندهارية، وإنما يستوعب أيضاً فنون الأتراك والتبتيين القدماء والإقليات الصينية الإثنية الأخرى. للمزيد من المعلومات بشأن هذا الموقع الأثري يرجى زيارة موقع اليونسكو الشبكي للتراث العالمي.