يوميات المستكشفين الشباب: أذربيجان

© UNESCO / Azerbaijan State Academic Opera and Ballet Theater

اجتمع فريق مشروع طُرق الحرير يوم الخميس 6 نيسان/أبريل مع شاهين مصطفييف في الأكاديمية الوطنية للعلوم في باكو، أذربيجان. وشاهين مصطفييف عضو في الشبكة الدولية لبرنامج الإنترنت المعني بطرق الحرير التابع لليونسكو، وشخصية هامة في دراسة ورواية قصة طُرق الحرير. وناقشنا في هذا الاجتماع تاريخ الطريق التجاري القديم وآثاره على أذربيجان، ولا سيما باكو.

قلة هي البلدان التي تجسد الانصهار التاريخي للثقافات والأديان التي شكلت طرق الحرير بمثل الوضوح الذي تجسده به أذربيجان. وقد كانت أذربيجان، بموقعها على بحر قزوين تحت جورجيا وفوق إيران، تشكل أحد الطرق الثقافية والتجارية الرئيسية بين الشرق والغرب، ولكن أيضاً بين الجنوب والشمال. والسلامة النسبية الموفرة للتجار عند مرورهم بها، والصناعات المحلية فيها، والحماية التي كان ينعم بها السكان من مختلف الأديان والثقافات، جميعها جعلت من أذربيجان الوجهة المفضلة للمسافرين على طرق الحرير، المنتقلين بين الصين وأوروبا، ولكن أيضاً للمسافرين من الشمال الروسي نحو بلاد فارس والجزيرة العربية.

والأثر الذي تركته طُرق الحرير على باكو كمدينة قد اكتسى أهمية خاصة. فاسم هذه المدينة منبثق من التسمية الفارسية المختصرة لمدينة باد كوي، أي "مدينة الريح"، وكذلك باد كيوبي، أي "عصف الريح"، وذلك في إشارة إلى شدة الرياح المستمرة في باكو. وكانت باكو بطبيعة الحال، بفضل موقعها المميز على بحر قزوين، ملاذاً للتجار من جميع أنحاء آسيا الوسطى منذ العصر الروماني. وقد حكم الشيرفانشاه باكو من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر وبنوا التحصينات الهائلة التي تعرف بها باكو اليوم، بما في ذلك أسوار المدينة القديمة وبرج العذراء وحصن نارداران. والشيرفانشاه سلالة من أصل فارسي وعربي معا، كانت تتعاطف مع السكان والمسافرين من مختلف الثقافات والأديان، مما أدى إلى فترة ازدهار لباكو وللتجارة على طرق الحرير.

واشتهرت باكو أيضاً بكونها مركزاً ثقافياً ودينياً هاماً فيه أديان متنوعة مثل الزرادشتية والهندوسية والمسيحية والبوذية والإسلام. ولئن كان الأتراك الأذربيجانيون هم سكان المدينة في المقام الأول، فإن تراثها الثقافي يبقى متأثراً إلى حد بعيد بالحضارتين الفارسية والعربية. و"معبد النار" هو مثال واضح على حوار الحضارات الذي رسم معالم باكو عبر العصور. وفي حين أن "معبد النار" كان الموقع الديني الرئيسي للزرادشتية في المنطقة، فإن النقوش الهندوسية والفارسية تفسر كيف كان هذا المعبد يُستخدم كمكان هندوسي وزرادشتي للعبادة.

 

وكان التقاء الحضارات هذا يعني، في بعض جوانبه، أن باكو تطورت لتصبح مدينة تجسد حقاً طرق الحرير. ففيها بنيت دار الأوبرا الأولى في العالم الإسلامي، مما يدل على حجم التأثيرات الغربية فيها، ولا سيما من باريس. وباكو هي أيضاً، من جهة أخرى، موطن لاثنين من معاهد كونفوشيوس وعدد من الأماكن الأخرى لدراسة الثقافات الشرقية. وتمثل باكو من الناحية المعمارية مجيء الحضارات الشرقية والغربية وكذلك طرق الحرير الحديثة والقديمة. كما أن ناطحات السحاب الحديثة، مثل المجمّع السكني المسمى "فلايم تاورز"، والمباني الأوروبية الطراز المحيطة بالمدينة القديمة الشهيرة في باكو، تخلق مزيجاً من العمارة متنوع المصادر يعكس الماضي العريق للتنوع الثقافي لهذه المدينة العظيمة.

 

 

اقرأ المدونات السابقة هنا:

-        مقدمة

-        البندقية

-        البلقان

-        تركيا

-        جورجيا

 

اقرأ المدونات السابقة هنا:

-        مقدمة

-        البندقية

-        البلقان

-        تركيا

-        جورجيا

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا