سلطنة عمان تدعم برنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير الذي تنفذه اليونسكو

© Tor Eigeland/Saudi Aramco World/SAWDIA

احتلت سلطنة عمان مكانة فريدة على طرق الحرير البحرية واستقطبت التجار من الشرق والغرب على مدار قرون طويلة بفضل موقعها الجغرافي بين قارتي آسيا وأفريقيا ولكونها تشكل ملاذاً آمناً عند ملتقى طرق التجارة البحرية العالمية. وقد شكّلت المدن والموانئ العُمانية، على غرار صحار ومسقط، مراكز تجارية آمنة تتم فيها الأنشطة التجارية والتبادلات بسلام بين البحارة والتجار والرحالة من شتى مناطق العالم الذين كانوا يتاجرون بالبضائع الأجنبية وبمنتجات المناطق المجاورة على حد سواء. فضلاً عن ذلك، أسهم البحارة العمانيون إسهاماً جوهرياً في نهضة التجارة البحرية بفضل خبرتهم التقليدية وتجاربهم في عرض البحر، إذ ركبوا البحر لمسافات طويلة حتى وصلوا مثلاً إلى سواحل كانتون في الصين في القرن الثامن عشر، كما كتبوا الأدلة التي استفاد منها خلفهم من البحارة، ومنهم البحارة البرتغاليون على سبيل المثال. 

ونظراً للدور العريق الذي أدته سلطنة عمان في إطار طرق الحرير التاريخية، وإقراراً بالأهمية التي توليها لطرق الحوار والتبادل الرائدة هذه، فقد كانت السلطنة أحد أبرز شركاء اليونسكو في تنفيذ مبادرة طرق الحرير على مدار السنوات الثلاثين الماضية. كما أدت عمان دوراً محورياً على صعيد إنجاز مبادرة اليونسكو المعنونة "الدراسة المتكاملة لطرق الحرير: طرق الحوار ۱٩٩٧-۱٩٨٨ ".

وشكلت "حملة طريق الحرير البحرية" التي نفذتها اليونسكو أحد أبرز معالم عملية التعاون هذه. وتسنى تنظيم الحملة بفضل سخاء جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي خصص لليونسكو يخته السلطاني 'فلك السلامة' لفترة فاقت الستة شهور (من تشرين الأول/أكتوبر ۱٩٩٠ إلى آذار/مارس ۱٩۱). وتسنى لنحو ۱۰۰ عالم و٤٥ صحفياً من ۳٤ بلداً المشاركة في هذه الرحلة الدراسية التي استمرت ١۵۴ يوماً تبادلوا خلالها الآراء عن التفاعلات الثقافية والإرث المشترك والهويات التعددية التي برزت ونمت على امتداد هذه الطرق البحرية على مر القرون. وقطعت حملة اليونسكو هذه ما يربو على ٢٧٠٠٠ كيلومتر بدءاً من البندقية (إيطاليا) وصولاً إلى أوساكا (اليابان)، وزارت ٢٧ ميناءً تاريخياً في ۱۶ بلداً على امتداد طرق الحرير البحرية.

 

وانضمت سلطنة عمان مرة أخرى إلى الدول الأعضاء الداعمة لليونسكو وذلك من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي للمبادرة الجديدة التي عنوانها "برنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير من أجل الحوار والتنوع والتنمية" التي استهلتها المنظمة عام ٢٠۱۱. وأعادت السلطنة التأكيد مؤخراً على التزامها بالحوار بين الثقافات على امتداد طرق الحرير من خلال تقديم مساهمة قدرها ۵۰۰۰ دولار لبرنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير. وسيتسنى للبرنامج بفضل هذه المساهمة الوصول إلى جمهور أوسع نطاقاً، ولا سيما في البلدان الناطقة باللغة العربية، ونشر المعارف والدراسات التي تعدها المؤسسات الأكاديمية والثقافية في هذه البلدان.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا