مذكرات المستكشفين الشباب: جورجيا

© Ankur Shah/ Belltower of the Holy Trinity Cathedral, Tsminda Sameba

© Ankur Shah/ View of the Holy Trinity Cathedral, Tsminda Sameba

بعد زيارتنا لأفانوس، وهي تعاونية صنع السجاد في كابادوكيا حيث حصلنا على أول لمحة عن دود القز في أثناء عمله، أردنا التعمق في فهم الحرير. لذا، كان متحف الحرير الحكومي أول محطة لنا في تبليسي، جورجيا. ويشكل الحرير منذ فترة طويلة جزءا لا يتجزأ من تاريخ جورجيا؛ وبلغت جودة توثيقه حداً أصبح معه البلد، خلال القرنين السادس والسابع، بمثابة مسلك بديل لنقل الحرير الصيني إلى بيزنطية.

ومتحف الحرير الحكومي في جورجيا هو واحد من أقدم متاحف الحرير في العالم، وقد تأسس في عام 1887. ويقع المتحف في مبنى داخل مجمّع يُعرف أصلاً باسم محطة القوقاز لتربية دود القز، التي أنشئت بهدف تجديد زراعة الحرير في جورجيا. وكان من بين المعروضات مجموعات من أوراق التوت، ودود القز، والشرانق والفراشات، التي جُلب بعضها من روسيا عندما أُنشئ المتحف، وجُمع بعضها الآخر في جورجيا وفي أنحاء أوروبا.

والمجموعة الأكثر إثارة للإعجاب في المتحف كانت بلا شك شرانق الحرير. فمع عينات من أكثر من 20 بلداً من أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى وشرق آسيا، يتفاخر المتحف بأن لديه ما يربو على 180000من الشرانق وعلى 5000 من الأنواع والأصناف المختلفة. ولربما كانت تعبئة وتغليف بيوض دود القز اللذين يعود تاريخهما إلى القرن التاسع عشر أقل إثارة من شرانق الحرير، إلا أننا قد افتُتنّا بهما. وأُنتجت

 الحاويات ومواد التغليف والتعبئة الموجودة في المتحف في مجموعة متنوعة من البلدان، وهي شهادة على الدور الدولي لمحطة القوقاز لتربية دود القز في العلاقات الاقتصادية والتجارية.

© Ankur Shah/ The Reading Room in the State Silk Museum

وبعد مغادرة قاعة العرض المركزية في المتح

ف قمنا بزيارة المكتبة. وأمضينا فترة بعض الظهر في قاعة القراءة نكتشف كتبا ترقى إلى القرن السابع عشر وتتناول مواضيع تتعلق بزراعة الحرير، بما في ذلك صنع وصباغة الأقمشة والعمليات ذات الصلة. وقد تبرع نيكولاي شافروف (العالم الرو

سي الذي اضطلع بدور هام في تأسيس المتحف) بالكثير من الكتب في حين أن قيصر روسيا نيكولاس الثاني كان قد تبرع ببعض الكتب أيضاً، وفقا لما أفاد به أمين المكتبة. ومن الوقائع الأخرى المثيرة للاهتمام التي اطلعنا عليها عن مجموعات المكتبة أن أقدم كتاب يعود إلى عام 1601، وأن في المكتبة كتبا بـ 17 لغة.

وكان الكثير من المتطوعين ومن موظفي المتحف من الطلاب الشباب المتخرجين حديثا، الذين جذبهم إليه فضولهم فيما يتعلق بالحرير. ومحطة تربية دود القز تقوم، منذ أيامها الأولى، مقام مركز تعليمي وتعمل كمركز بحثي علمي لدراسة الحرير وتنظم المحاضرات العامة لتعميق المعاًرف النظرية والعملية المتصلة بزراعة دود القز أو زراعة الحرير. وفي حين أن مدينة تبليسي تنامت لتتحول إلى حاضرة حديثة، يواصل المتحف الاضطلاع بمهمته التاريخية. ومتحف الحرير الحكومي، بالنسبة لنا، لم يقم فقط بإزالة الغموض عن تعقيدات عملية زراعة الحرير، بل أظهر أيضاً دور جورجيا في تجارة الحرير على مدى قرون.

 

اقرأ المدونات السابقة هنا:

-        مقدمة

-        البندقية

-        البلقان

-        تركيا

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا