هل كنت تعلم؟ تجارة الزجاج على طول طرق الحرير في الصين ومناطق جنوب شرق اسيا

يعتبر الزجاج مثالاً ممتازًا على تجارة طرق الحرير والتي يمكننا ومن خلال دراسة نمط التبادل فيها التعمق في فهم المجتمعات وأمور الاقتصاد بالإضافة التفاعلات والتقارب الذي حدث بين حضارات الماضي المختلفة.

كما ويمكننا ملاحظة أن التطورات الأساسية التي حدثت في تجارة الزجاج (إنتاجه وتصميمه وتصديره) قد حدثت في الغالب في مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​والهضبة الإيرانية وشبه الجزيرة العربية.

ومع ذلك، فقد تركت تجارة طرق الحرير أيضًا العديد من الاثار والأدلة لمنتجات الزجاج في جميع أنحاء الصين وجنوب شرق البلاد والتي سبقت إنتاج الزجاج محليًا.

تم إنتاج الزجاج لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة الاف وخمسمئة عام في مكان ما في بلاد ما بين النهرين أو مصر.

أما المؤرخ الروماني بليني فقد اعتقد أن الفينيقيين كانوا أول من صنع الزجاج حوالي خمسة الاف سنة قبل الميلاد.

ومع ذلك، فإن الأدلة الأولية على إنتاج الزجاج في سجلات التنقيب الأثري تعود إلى حوالي ثلاثة الاف وخمسمئة عام قبل الميلاد.

بعد ذلك تم تداول الزجاج من المناطق المحيطة بالبحر الأحمر إلى الشرق خلال فترة القرن الأول الميلادي حيث تم العثور عليه في المواقع الأثرية في مناطق الشرق الأقصى، مما يوفر دليلًا قيما على العلاقات التجارية البعيدة المدى والتفاعلات التي حدثت بين الثقافات المختلفة فيما بعد.

على الرغم من أن الزجاج لم يكن يلعب دورًا مهمًا في الفنون والحرف اليدوية في الصين عند مقارنته بالسيراميك والمنتجات المعدنية، فقد تم استيراد الأواني الزجاجية إلى الصين من المناطق الواقعة إلى الغرب خلال أواخر الربيع والخريف (403-771 قبل الميلاد).

يمكن التعرف على الزجاج المستورد في السجلات الأثرية من خلال تكوينه، والذي عادة ما يكون زجاج جير الصودا، والذي يختلف عن الذي تم إنتاجه لاحقًا في المنطقة نفسها.

كما وكشفت الحفريات الأثرية عن حبات زجاجية تحمل شكل وتصميم العين، والتي كانت تعتبر أشياء ثمينة، في جنوب شرق آسيا في الفلبين وتايلاند وجافا وسومطرة وبورنو.

في جنوب الصين، لم يتم العثور على تلك الخرز الزجاجية في مقابر النبلاء فحسب، بل أيضًا في مقابر المواطنين العاديين.

علاوة على ذلك، تم الكشف عن الأوعية الرومانية المصنوعة من الفسيفساء البنفسجية المصنوعة من زجاج السليكا/الصودا في مواقع في الصين.

 كانت الأطباق من هذا النوع شائعة عبر مناطق البحر المتوسط ​​خلال القرن الأول ووصلت إلى الصين عبر تجارة طرق الحرير.

 بالإضافة إلى ذلك، في ميناء نانجينغ الشرقي، تم اكتشاف الزجاج الروماني في المقابر من فترة جين الشرقية (420-317 م).

 في وقت لاحق، تم إحضار قطع من الأواني الزجاجية الساسانية (651-224 م) من الهضبة الإيرانية إلى الصين عبر طرق الحرير البرية وانتشرت إلى شمال الصين قبل أن تصل إلى اليابان عبر الطرق البحرية.

وبالمثل، فإن الأواني الزجاجية من القرن الخامس والتي اكتشفت في سيلا تمولي (تلال الدفن) في شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى هي ذات تركيبة كيميائية (تحتوي على القلويات) تختلف عن الزجاج المنتج في الزجاج الصيني القديم، مما يشير إلى أنه من أصل روماني.

كمت أشارت الدراسات إلى أن صناعة الزجاج باستخدام المواد المحلية لم تبدأ في الصين حتى حوالي القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد.

 كانت حبات العين المركبة من بين أوائل المنتجات الزجاجية المصنوعة في الصين وكانت هذه تقليدًا لتلك التي تم إنتاجها في غرب آسيا.

هناك أدلة عديدة وذات قيمة على وجود علاقات تجارية بعيدة المدى تنطوي على تبادل المنتجات الزجاجية، والتي امتدت عبر طرق الحرير، وبالتزامن مع التفاعلات والتقارب بين الثقافات، والذي حدث من خلال دمج العناصر الفنية والأسلوبية المختلفة في إنتاج الأواني الزجاجية.

See Also

Silk Roads exchange and the Development of the Medical Sciences

Silk Roads Exchanges in Chinese Gastronomy

Mathematical Sciences along the Silk Roads

The Role of Women in Central Asian Nomadic Society

Ancient Trading Centres in the Malay Peninsula

Sri Lankan Harbour Cities and the Maritime Silk Roads

The Use of the Malay Language in Coastal Javanese Literature