هل كنت تعلم؟ تايلاند وطرق الحرير البحرية

Phuket James Bond island Phang Nga © Banana Republic Image/Shutterstock

يمتلك الشعب التايلندي تاريخ عميق يمتد الى عصور ما قبل التاريخ في التجارة البحرية مع المدن المختلفة الممتدة على طول طرق الحرير البحرية.  حيث ساهمت الثقافة والمعرفة المتطورة في مجال الملاحة البحرية بشكل كبير في تسهيل التفاعلات والتبادلات المتنوعة مع الشعوب والحضارات الأخرى. 

تظهر الأدلة الأثرية - مثل الرسومات القديمة – أن أزمة بيئية طبيعية حصلت منذ حوالي ستة ألف سنة، أدت الى تقسيم بعض أجزاء البر الرئيسي التي أصبحت جزر

أدى هذا الامر بطبيعة الحال الى استخدام السكان وسائل النقل المائي من أجل الوصول إلى البر الرئيسي. ونتيجة الى هذا الامر، كانت الثقافة البحرية أمرا طبيعيا بين الشعب التايلندي، والذي ساهم بشكل ملحوظ إلى تنمية التجارة البحرية.

كان إحدى نقاط التميز بين التجار والبحارة التايلانديين ونظرائهم من العرب والصينين هو عدم اضطرارهم الى السفر بعيدا عن أرضهم. يعزى ذلك في الغالب إلى توافر الموارد المتنوعة بكثرة في المنطقة.
أضافة الى هذا، كانت موانئهم المحلية والمستوطنات الساحلية متطورة بما فيه الكفاية لتقديم الخدمات الجيدة للزائرين. كما وقام التجار المحلين بتكييف منتجاتهم المحلية من أجل تسهيل أنشطة التجارة والتبادل الدولية.
كما وأصبح التجار المحليين أيضا وسطاء أيضا، من خلال وجودهم في الموانئ التايلاندية، وتجارتهم المباشرة مع التجار الأجانب.
وفقا للسجلات الأثرية، فإن أول المدن الساحلية يعود تاريخها إلى بداية العصر المسيحي عندما تم تعلم طرق جديدة للملاحة.

على سبيل المثال، تم استخدام الرياح التي يمكن التنبؤ بها، ولا سيما الرياح الموسمية لأمور الملاحة والتنقل، حيث أدى هذا الامر الى حصول تغيّر كبير في طريقة تنقل البحارة التايلنديين.
مع مرور الزمن أصبحت الرحلات بين مختلف المناطق أسرع، وبالتالي ازداد عدد السفن الواصلة إلى الموانئ الأخرى.

ونتيجة الى هذا، تطورت مستوطنات التجار الامر الذي أدى إلى إنشاء ونمو الموانئ المختلفة في المنطقة.
هذا النمو والتطور الي حصل للعديد من المنافذ البحرية أدى بطبيعة الحال الى زيادة في أنشطة التبادل الثقافي والتجاري بين المناطق المختلفة من تايلاند الحديثة والمناطق الشرقية. حيث نلاحظ على سبيل المثال، أنه تم العثور على الطبول البرونزية، والتي كانت شائعة في الصين وفيتنام، في أجزاء مختلفة من هذه المنطقة، مثل أوتاراديت في الشمال، كهف أونغبه في الوسط، كو ساموي في الجنوب، أضافة الى مناطق الأنهار المختلفة حول خليج سيام.
 
تم استخدام هذه الطبول في أغلب الاحيان للاحتفالات الدينية واحتفالات التقاليد المحلية، كما كانت أيضا تستخدم على سبيل المثال كزينة للقوارب التي تحمل الأرواح، أو من قبل الرجال الذين يحملون أغطية للرأس.
وقد شملت التبادلات التجارية والثقافية لتايلاند على أنشطة مع المناطق الغربية والشرقية الأخرى.

قد بينت الأحجار الكريمة التي عثر عليها أثناء عمليات التنقيب أن تايلاند كان لها أنشطة وفعاليات مع مدينة تاكسيلا في باكستان الحديثة.
إضافة على ذلك، كان هناك أدلة هامة أخرى على هذه الأنشطة والتبادلات المتنوعة مثل العثور على الخرز الزجاجي التي تم تحديد أصلها على أنها من منطقة البحر الأبيض المتوسط.
كانت القوارب تأتي إلى تايلاند من مناطق شبه القارة الهندية، والتي كانت لها أنشطة متنوعة مع مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​عن طرق الحرير البحرية.
كما وأشارت النتائج الأثرية مثل القطع النقدية، التي تم العثور عليها في المنطقة الوسطى من تايلاند الحديثة، قدوم ودخول التجار الأجانب من البحر المتوسط ​​والشرق الأوسط إلى الأراضي التايلاندية عبر الممرات المائية المتجهة إلى خليج سيام.

ساهمت تلك الأنشطة والتبادلات المتنوعة عن طريق التجارة بدخول العديد من العناصر الثقافية الجديدة والتي أثرت بطرق معينة على الثقافة والمجتمع التايلندي.

نلاحظ على سبيل المثال أنه من خلال توسيع أسواقها وتفاعل التجار المحلين مع التجار الاجانب، تأثر الشعب التايلاندي بالحضارات الأخرى، كالحضارة الهندية.

وعمل سكان تايلند على أقلمت أنفسهم بسرعة مع هذه الظروف الجديدة الناشئة وذاك من خلال مزج ودمج تقاليدهم المحلية مع بعض عناصر الثقافات الأخرى، بالطريقة القابلة للتكيف مع احتياجاتهم وتقاليد مجتمعهم.

وهكذا، كان الشعب التايلندي في نهاية المطاف رواد السفر البحري من خلال تطوير طرق الحرير البحرية والاستفادة منها في مشاركة الحضارات الأخرى تاريخ التراث المشترك لطرق الحرير

 

.

.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا