هل كنت تعلم ؟ مدينة أزمير و طرق الحرير

Izmir © Trentemoller

ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم ؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. تساعد المعرفة والتقدير لهذه المواضيع في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير.  ونشرها والترويج عنها

طرق الحرير التاريخية هي شبكة معقدة من الطرق البرية والبحرية واسعة النطاق والتي تمتد عبر العديد من المدن. وقد ساهمت تلك الطرق وبشكل فعال في حصول التقارب بين الحضارات الشرقية والغربية

علاوة على ذلك ، كانت المدن الواقعة على طول هذه المنطقة الشاسعة قادرة على إقامة الروابط وتبادل العناصر المتنوعة كالتجارة، المعرفة و الثقافة بفضل الموقع الاستراتيجي لها، مثل مدن صنعاء، بغداد او أزمير في منطقة الاناضول الغربية.

ظهرت تجارة الحرير منذ زمن بعيد وساهمت بشكل فعال بنشوء طرق الحرير التاريخية. ترجع جذور تلك التجارة الى مناطق آسيا الوسطى التي كانت المحور الرئيسي في نقل الحرير من الصين إلى المناطق الغربية.

و قد استمرت نشاطات التبادل التجاري و الثقافي على طول هذه الطرق التاريخية لقرون عديدة بسبب الطلب المستمر لمنتجات الحرير من الأثرياء والقصور في المدن المختلفة.

في الأناضول على سبيل المثال، كانت  مدينة بورصا تاريخًا المركز الرئيسي لتجارة الحرير. ومع ذلك، منذ القرن السابع عشر، استطاعت مدينة أزمير الاستحواذ على هذا الموقع و أصبحت المركز الاستراتيجي عبر ميناء فوكيا، وصارت واحدة من أكبر المراكز التجارية الدولية المهمة  للحري، وغيرها من المنتجات و البضائع القادمة من الشرق و الغرب.

وبغض النظر عن موقعها الاستراتيجي في منطقة الاناضول الغربية على طول سواحل بحر إيجة، فإن بروز مدينة أزمير يعزى أيضا إلى نظامها الضريبي وموثوقيتها وجاذبيتها مقارنة بالمنافذ و الموانئ الأخرى في المنطقة

في الواقع، شجع الحكام العثمان التجار من مناطق العالم المختلفة على المجيء و القيام بنشاطات التجارة.  وبهذه الطريقة، قاموا ببناء المباني المختلفة في ميناء أزمير مثل المخازن، أرصفة السفن، اضافة الى حصن سانكاك كاليسي من أجل توفير الحماية الجيدة للسفن المحملة بالبضائع.

في ذاك الوقت،  كان الحرير يصل الى أزمير بشكل رئيسي من خلال إيران عبر الطريق الآمن أصفهان -أزمير. تم نقل واستخدام منتجات الحرير الثمينة (الخام و المنتجات النهائية) في الأناضول. ومع ذلك، فإن معظم الحرير المستورد عبر هذا الطريق كان مخصصًا للدول الأوروبية.
كان بعض تجار أوروبا الغربية يعيشون في أزمير، خاصة مع وجود الانفتاح الثقافي والديني  من قبل سكان أزمير تجاه أولئك التجار.  وهكذا، يمكن للتجار شراء الحرير القادم من بورصا وإيران وجزء آخر من المنطقة، مباشرة من ميناء الأناضول الغربي، ثم تصديره إلى الموانئ الأوروبية.
تشير بعض المعلومات الى انه حوالي عام 1700 ميلادية، وصلت واردات الحرير إلى ميناء مرسيليا في جنوب فرنسا.
بالإضافة الى كون الحرير وسيلة للتجارة، كان أيضا أداة اجتماعية وسياسية واقتصادية ذات اهمية كبرى. أدى الحرير وتجارته إلى ظهور ما نسميه اليوم طرق الحرير، والتي ساهمت في تطوير المدن التاريخية مثل أزمير.
وبفضل هذه الطرق البحرية والبرية، أصبحت أزمير بوابة مفتوحة لبقية العالم حيث يمكن أن يأتيها  الناس من مختلف أنحاء العالم و لا تزال حتى يومنا هذا من المدن الساحلية التجارية الهامة .

 

أطلع أيضا على: 
هل كنت تعلم ؟ مدينة بغداد و طرق الحرير
اتفاقية التراث العالمي: مدينة صنعاء القديمة

هل كنت تعلم ؟ مدينة صنعاء التاريخية

هل كنت تعلم ؟ نظرة المجتمع على علم النجوم و الكواكب

هل كنت تعلم ؟ تواجد و تأثير المسلمين في شبه الجزيرة الكورية

هل كنت تعلم ؟ سيطرة المسلمين التجارية على طول طرق الحرير

هل كنت تعلم ؟ عمان، بوابة مفتوحة و محور استراتيجي على طريق الحرير البحري

هل كنت تعلم ؟ التواصل والحوار بين شبه القارة الهندية والغرب خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية

هل كنت تعلم ؟ طرق التجارة في مناطق الهيمالايا الهندية

هل كنت تعلم ؟ باكستان وطرق الحرير

هل كنت تعلم ؟ طرق الحرير الأناضولية

هل كنت تعلم ؟ طرق الحرير للمغول

هل كنت تعلم ؟ طرق الحرير الجنوبية

هل كنت تعلم ؟ طرق الحرير العظمى

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا