هل كنت تعلم؟ مدن موانئ سريلانكا وطرق الحرير البحرية

CC BY Hafiz Issadeen (YIM Hafiz), Dharga Town, Sri Lanka
تمثل العديد من الخرائط وسجلات الرحلات البحرية التي تم العثور عليها أدلة وشواهد على أهمية مدن موانئ سريلانكا في تاريخ طرق الحرير البحرية.

حيث وفرت تلك البلدات والمدن، من خلال موانئها الطبيعية المحمية، موانئ للسفن التجارية وساهمت بشكل نشط في التفاعلات الثقافية والتجارية بين شعوب العالم

كما وأبرزت العديد من المخطوطات اليونانية والإيطالية والعربية والصينية بالإضافة الى وثائق رسم الخرائط جغرافية جزيرة سريلانكا ومرافق وخدمات تلك المرافئ المتوفرة للبحارة القادمين من شبه القارة الهندية وأوروبا والصين وشبه الجزيرة العربية.

أحد الأمثلة على هذا هو مدينة مانتاي الساحلية، والتي ازدهرت بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الثالث عشر الميلادي كمركز ذات أهمية للتجارة البحرية.
كانت مدينة مانتاي، الواقعة على الساحل الغربي لجزيرة سيرلانكا، معروفة لدى الإغريقين الأوائل كما وظهرت على أول خريطة معروفة لسريلانكا التي قام بتخطيطها كلاوديوس بطليموس في القرن الثاني الميلادي.
كما كتب تاجر القرن السادس الميلادي الاغريقي المعروف باسم كوسماس انديكوبلوتس (حرفيًا "كوسموس الذي أبحر إلى الهند") رواية مع وصف حي عن سريلانكا بما في ذلك نشاط مدينة مانتاي التجاري الذي وصفه بأنه أهم مجمع تجاري في المحيط الهندي خلال فترة حياته.

كان البحارة العرب، الذين أشاروا إلى جزيرة سريلانكا باسم "جزيرة سيرنديب"، على دراية بذروة آدمز الجبلية باعتبارها نقطة هبوط معروفة. حيث احتلت مكانة بارزة على خريطة سيرنديب كما رسمها الجغرافي الإد فيزي في القرن الثاني عشر الميلادي.

ابن بطوطة، الذي قام بزيارة طرق الحج في المناطق الجبلية في القرن الرابع عشر، أوضح بتفصيل عددا من مدن الموانئ المهمة في روايته عن جزيرة سيرلانكا.

اما شواهد القبور العربية الموجودة في جالي (جنوب سريلانكا) وكذلك النقوش الصوفية المكتشفة في كولومبو تقدم دليلًا على انتشار وممارسة الدين الإسلامي في الجزيرة منذ القرن العاشر الميلادي.
مثال اخر على تلك المدن هو بلدة بيروالا الواقعة جنوب كولومبو والمعروفة لدى المبشر الفرنسيسكي فريار جيوفاني داي ماريجنولي باسم "Pervillis". كانت تلك البلدة تحتوي خليج صغير به مرسى للسفن، وكانت معروفة أيضًا لدى مسافر القرن الخامس عشر الصيني ما هوان باسم "بيتش لو لي" كما ظهرت على خريطة ماو كون، وهي مجموعة من خرائط الملاحة التي ترجع الى عهد أسرة مينغ (1368-1644).
كما كانت أيضا مدن بيروالا وكولومبو معروفة لدى الفرنسيسكان فرا ماورو القادم من مدينة فينيسيا الإيطالية والذي ضمهما إلى خريطته العالمية عام 1459. ومع ذلك، تم وضع تلك المدينتين بالخطء على الساحل الشرقي لسريلانكا.
منذ العصور القديمة وحتى القرن السادس عشر، كانت موانئ سريلانكا موجودة في العديد من وثائق الخرائط التاريخية الهامة وكانت بمثابة موانئ استراتيجية مهمة للبحارة ومراكز رئيسية للتبادل التجاري على طول طرق الحرير.

 

 

 

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا