هل كنت تعلم؟ جيونجو وطرق الحرير

جيونجو (منطقة التبريكات) هي العاصمة القديمة لسيلا خلال فترة الممالك الثلاث (57 قبل الميلاد - 668 ميلادية) ومملكة سيلا العظمى (668 ميلادية - 935 ميلادية) لأكثر من 1000 سنة.

تقع جيونجو في الزاوية الجنوب شرقية لشبه الجزيرة الكورية. ومنذ القرن السابع، تطورت جيونجو لتصبح مركزًا تجاريًا لشبه الجزيرة الكورية، الامر الذي أدى إلى وصول التجار عن طريق البر والبحر قادمين من المناطق الغربية والشرقية لطرق الحرير مثل الصين وشبه الجزيرة العربية واليابان. وهكذا، أصبحت جيونجو مركزًا رئيسا لطرق الحرير وكانت لها دور ذات قيمة في مجال التبادلات الثقافية المتنوعة.

في بداية الامر، بدأت العناصر الثقافية لطرق الحرير بالوصول إلى سيلا قادمة من المناطق الغربية لأسيا الوسطى عبر الصين عندما تم الترويج للديانة البوذية في القرن الخامس الميلادي.

وبعد توحيد مملكة سيلا عام 668 ميلادية، قامت عاصمتها جيونجو بجذب التجار الأجانب وهكذا بدأ التجار بالدخول إلى عاصمة مملكة سيلا عبر الطرق البرية والبحرية، حاملين معهم منتجات طرق الحرير المتنوعة.

قام التجار العرب باستيراد السلع الفاخرة مثل ذيول الطاووس والأحجار الكريمة والأصداف والبخور والأقمشة. بالإضافة إلى ذلك، تم تصدير السلع التجارية الفاخرة من بلاد فارس مثل الذهب أو الكريستال أو المنسوجات التي وصلت إلى الصين إلى سيلا.

كانت هذه السلع تحظى بشعبية كبيرة لدى طبقة الأرستقراطيين الكوريين، ولكن استخدامها كان محدودًا على عينة من الأشخاص اعتمادًا على وضعهم الاجتماعي.

سمحت مثل هذه الاستيرادات بتطوير التقنيات التي كان حرفيو سيلا يستخدمونها الامر الذي أدى لتحسين مهاراتهم وخبراتهم وانتتاج منتجات عالية الجودة في نهاية المطاف.

وكما هناك العديد من الأدلة مثل السجلات التجارية للتجار العرب التي تشير الى وجود روابطهم وتجارتهم المباشرة مع سيلا.

كما وهناك أدلة أخرى مثل تماثيل الجنود في مقابر كووينونج ومقابر الملك هانكدوك والتماثيل الطينية، إلى أن هؤلاء التجار كانوا يعيشون في جيونجو.

بالإضافة الى هذا، كانت هناك العديد من الأنشطة التجارية بين مملكة سيلا مع آسيا الوسطى عبر الصين، وتشير النتائج الأثرية إلى وجود شعوب آسيا الوسطى في شبه الجزيرة الكورية خلال حكم مملكة سيلا.

وجدت العديد من الأواني الزجاجية في جيونجو مثل الأواني الزجاجية القيّمة على شكل رأس طائر الفونيكس، قلادة زجاجية مصنوعة بتقنية خاصة من الخرز الزجاجي​​، وخنجر مع غشاء زخرفي نفس الذي تم العثور عليه في كازاخستان وماهي الا أدلة تشهد على وجود شعوب آسيا الوسطى في جيونجو.

بالإضافة إلى ذلك، هناك العيديد من التقنيات الفنية المتنوعة القادمة من مناطق مختلفة من طرق الحرير التي تركت بصمتها في بيئة مملكة سيلا الفنية.

على سبيل المثال، فإن تقنيات التطريز والنحت والطرق التي يرجع أصلها في مصر ، أو تقنية "كلويسوني" التي تم تطويرها في الكنيسة البيزنطية جاءت إلى شبه الجزيرة الكورية عبر الصين.

وبسبب موقعها الجغرافي، تأثرت جيونجو بشكل تدريجي بالعناصر الثقافية القادمة من مناطق طرق الحرير. وبدلاً من قبول التأثيرات الثقافية المختلفة بشكل مباشر (وبشكل أعمى)، تمكنت جيونجو - وإلى حد كبير، سيلا – من استيعاب ودمج هذه التأثيرات القادمة.

وهكذا، فإن الثقافة الكورية المتناسقة يمكن أن تزدهر وتتطور من خلال السمات الثقافية المختلفة لطرق الحرير التي اندمجت تدريجيا بثقافة مملكة سيلا العظمى.