هل كنت تعلم؟ دور طرق الحرير في زراعة التفاح
تنقلت الفواكه والخضروات والحبوب والأنواع المختلفة من التوابل عبر المدن والأقاليم المنتشرة على طول طرق الحرير من خلال الطرق التجارية البرية والبحرية، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى اندماجها ضمن المجتمعات المحلية وتأثيرها على الأطعمة والأطباق الموجودة من خلال إنشاء وصفات محلية جديدة
في الواقع، كانت العديد من أنواع الفواكه والخضروات التي نتمتع بها اليوم، تاريخياً، قد مرت ضمن رحلات ضخمة عبر طرق الحرير التاريخية
على الرغم من امتلاك الصين مجموعة واسعة من المنتجات المحلية من الفواكه بما في ذلك الخوخ والبرقوق والمشمش والكاكي، إلا أنها قامت وبعناية بزراعة منتجات جديدة قادمة من طرق الحرير بما في ذلك التين والتمر والكرز والبطيخ والرمان والعنب واللوز والفستق والجوز، الكراوية، الكزبرة وقصب السكر
وبالمثل، نشأت العديد من محاصيل الفاكهة ذات الأهمية الاقتصادية في غابات الأراضي المنخفضة في شرق آسيا الوسطى. على سبيل المثال، نشأ التفاح الحديث المزروع في سلسلة جبال تيان شان (التفاح البري) فيما يعرف اليوم بجنوب شرق كازاخستان، في حين نشأ الفستق في جنوب آسيا الوسطى
في بعض الحالات، نشأت أنواع جديدة من الفاكهة أما من خلال مدن طرق الحرير أو عن طريق التبادلات المتنوعة التي حدثت على طول تلك الطرق
ومن الأمثلة الجيدة على ذلك التفاح الحديث المزروع (أنواع مختلفة من الأنواع المحلية التي تم زراعتها في المجتمعات المختلفة، حيث تكمن أصولها في حركة وتنقل الناس على طول طرق الحرير في آسيا الوسطى في اتجاهات متعددة
التفاح الذي نعرفه اليوم، بأنواعه المتعددة، ينحدر أصله من نوع من التفاح البري الموجود في آسيا الوسطى، والمعروف باسم Malus sieversii
ومع ذلك، يوجد صنفين من هذا التفاح البري، أحدهما محلي في شينجيانغ، الصين والآخر ينمو إلى الغرب من سلسلة جبال تيان شان فيما يعرف اليوم بكازاخستان
تم تطوير زراعة التفاح من خلال صنف التفاح البري الموجود في كازاخستان حيث كانت تلك الأشجار على جانب سلسلة جبال والتي سهلت أنشطة نقل الفاكهة بسهولة إلى الغرب. من ناحية أخرى، لم يتم زراعة صنف التفاح البري من شينجيانغ
عندما أكل التجار والأشخاص الذين كانوا يسافرون على طول طرق الحرير هذه التفاحات، قاموا إما بزرع البذور عن عمد أو ترك نوى التفاح على طول الطرق البرية
من الجدير بالملاحظة أن أشجار التفاح التي نمت على طول طرق الحرير من نوى التفاح والبذور المرمية أو المزروعة لم تنمو بمعزل عن بعضها البعض، ولكن تم تلقيحها من خلال الاختلاط بالأنواع البرية الموجودة في تلك المناطق، لا سيما مع تفاح السلطعون الأوروبي، وهو ثمرة أصغر حجمًا وأكثر حدة في المذاق
تشير الأبحاث إلى أن 46٪ من جينات التفاح المحلي الحديث قد حصل على الجينات هذه من الانواع المتنوعة للتفاح البري الذي يرجع أصله إلى كازاخستان، و21٪ من خلال الاختلاط والتلقيح مع التفاح السلطعون الأوروبي مما أدى إلى نشوء هذه الأنواع من التفاح المحلي الذي نتمتع به اليوم والذي يمتلك مزيج من الخصائص
علاوة على ذلك، لم تتطور زراعة التفاح بناءً على الحركة في اتجاه واحد على طول طرق الحرير. حيث تم نقل التفاح من كازاخستان شرقًا إلى الصين حيث امتزجت مع أصناف أخرى من التفاح البري، مما أدى إلى تفاح يستخدم في الحلويات الصينية أصغر وأخف حجما وأحلى
في نهاية المطاف، بدأ البشر في زراعة التفاح بأصناف محددة للحصول على بعض النكهات والميزات، مما أدى إلى ظهور 7500 نوع من التفاح، بعضها أفضل لوضعه في الحلويات، والبعض الآخر يؤكل طازجًا
في الواقع، تم زراعة عدد من أكثر الفواكه المعروفة في مطابخنا اليوم في آسيا الوسطى منذ أكثر من ألف عام من خلال عدد من المحاصيل التي كانت جزءًا مهمًا من النظام الغذائي والانشطة التجارية الموجودة على طول طرق الحرير
See Also
Hangzhou ‘House of Silk’ a Silk Roads Hub City
Caravanserai along the Silk Roads in the North of the Indian Subcontinent
The Evolving Role of Merchants along the Land Routes of the Silk Roads
Traditional Strategy Games along the Silk Roads - Chess
The Butuan Archaeological Sites and the Role of the Philippines in the Maritime Silk Roads
The Exchange of Spices along the Silk Roads
The Maritime Silk Roads and the Diffusion of Islam in the Korean Peninsula
The Exchange of Technical Knowledge used to Craft Silk Roads Goods
Silk Roads exchange and the Development of the Medical Sciences
Silk Roads Exchanges in Chinese Gastronomy
Mathematical Sciences along the Silk Roads