هل كنت تعلم؟ بروناي وطرق الحرير البحرية

Sultan Omar Ali Saifuddin Mosque, Bandar Seri Begawan © F. Muller / Shutterstock.com
تقع بروناي في شمال غرب جزيرة بورنيو، على ساحل بحر الصين الجنوبي، جنوب شرق آسيا.
وقد تأثرت المنطقة التي نعرفها اليوم بروناي دار السلام بعمق بطرق الحرير البحرية خلال فترة انتشار الإسلام في أراضيها، خاصة من خلال علاقاتها مع منطقة تشيوانتشو في الصين.
حيث سافر التجار المسلمين من الصين إلى بروناي من خلال طرق التجارة البحرية، ومن خلال هذا استطاعوا إدخال الإسلام.
وكما معروف فأن تشيوانتشو كانت ميناء تجاري رئيسي على طول طرق الحرير البحرية حيث مر بها وأستقر العديد من الأجانب، جاء خصوصا المسلمين.  لذلك، نلاحظ بناء العديد من المساجد والمقابر، كما وتم اكتشاف العديد من شواهد القبور في بروناي الامر الذي يعطينا مزيدا من التفاصيل حول التبادلات الدينية في هذه المنطقة.
واحدة من أهم الاستكشافات الأثرية الرئيسية هي شاهد القبر الذي ينتمي إلى سلطان مسلم من بروناي. حيث كتبت نقوش هذا القبر بالكامل باللغة العربية والتي تختلف عن نقوش مقابر سلاطين بروناي الاخرى، والتي كانت محفورة بأبجدية جاوي والعربية.
وكان الضريح مصنوع من الديباز - صخرة بركانية - وهذا النوع المعين من المعادن غير موجود في بروناي ولكنه شائع جدا في تشيوانتشو.
علاوة على ذلك، فإن الشكل والتصميم المستخدم، وكذلك ارتفاع وعرض وسماكة شاهد القبر التي عثر عليه في بروناي تبدو تماماً مثل شواهد القبور في القرن الرابع عشر الميلادي التي عثر عليها في تشيوانتشو.
وفقا للباحثين والمختصين، تشير جميع هذه الصفات والمعالم الخاصة إلى أن شاهد قبر السلطان المسلم من بروناي تم تصميمه وحفره في الصين عام 1301 م، ثم تم نقله إلى بروناي من أجل السلطان.
كما تم العثور على شواهد وعناصر أخرى في بروناي تظهر بشكل واضح العلاقات بين بروناي وتشيوانتشو.
الأول هو شاهد قبر صيني لمسلم مصنوع من الجرانيت يعود تاريخه إلى عام 1264. لم يتم صنع هذا القبر من مواد محلية، كما لم يكن بالإمكان حفر النقش الكتابي الصيني خارج الصين. وفقا للباحثين، تم حفر هذا القبر أيضا في تشيوانتشو، ثم تم شحنه إلى بروناي.
الدليل الثاني على هذه العلاقات الثنائية العميقة هو علامة مميزة لقبر شخصية معروفة من بروناي، والتي لها نفس الشكل والتصاميم الخاصة بالمقابر الأخرى الموجودة في تشيوانتشو والتي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
ولذلك، فإن اكتشاف قبر السلطان وتوثيق أصوله ما هو الا دليل مهم فيما يتعلق بتاريخ بروناي وعلاقاتها مع المناطق المجاورة. 
وعلى الرغم من وجود سجلات صينية والتي تحوي أسماء المسلمين في بروناي، أضافة الى أدلة مهمة عن وجود المسلمين في مناطق جنوب شرق آسيا المحيطة بروني من القرن العاشر، إلا أن شاهد قبر السلطان أثبت بوضوح أن بروناي كانت مملكة إسلامية في القرن الرابع عشر، وبالتالي كان الإسلام موجود بالفعل في تلك الفترة الزمنية.
جاء الإسلام من شبه الجزيرة العربية، ثم توسع إلى شبه القارة الهندية وسواحل الصين - بما في ذلك تشيوانتشو، وفي نهاية المطاف وصل منطقة بروناي من خلال طرق الحرير البحرية.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا