هل كنت تعلم ؟ استخدام لغة الملاي في الأدب في مدن جاوة الساحلية
لم تكن لغة الملاي لغة التجارة في مناطق جنوب شرق آسيا البحرية فحسب، بل شقت هذه اللغة أيضًا طريقها في الأدب الجاوي.
حيث يمكننا ملاحظة انه في القرى الساحلية لإندونيسيا الحديثة، وبسبب نشاطات طرق الحرير، كان التواصل بين الناس من مختلف المناطق شائعًا جدًا.
كما تشير الدلائل الأدبية من القرن الثامن عشر الميلادي لجاوة الشرقية إلى أنه في المناطق الساحلية، لم تكن لغة الملاي مجرد لغة تستخدم بين الحين والاخر من أجل التواصل مع أشخاص مختلفين من خلال المترجمين الفوريين، ولكنها في الواقع أدمجت في نصوص الأدب الجاوي لاحتواء العدد المتزايد من السكان الذين يتحدثون بلغتين.
واحدة من تلك الأدلة الأدبية البارزة والمتميزة هو كتاب سراط الجايا لنكارا وهو كتاب إسلامي تم كتابته في جاوة الشرقية في أوائل القرن الثامن عشر. وينتمي هذا الكتاب الى فئة الادب الساحلي والذي كان مخصصا للقراء المسلمين.
ولكن بالرغم من هذا، نلاحظ احتواء الكتاب على عناصر ذات تأثير هندوسي، وخاصة في استخدام المصطلح سوكسما او الروح الموجود عادة في النصوص الدينية الهندوسية.
يحتوي الكتاب على خطابات بين شخصين يتحدثان بلغة الملاي العامية (التي تختلف عن لغة الملاي الأدبية) الامر الذي يشير إلى أن مؤلف الكتاب كان شخصا ثنائي اللغة أو على الأقل لديه خبرة في تحدث لغة الملاي.
وكما يمكننا الافتراض أيضًا أن الموجودين في المناطق الساحلية والذين كان من المتوقع أن يقرؤونه يفترض أنهم كانوا أيضًا على معرفة باللغة أو ربما كانوا يتحدثون بلغتين.
وربما كان السبب وراء استخدام لغة الملاي في المناطق الساحلية لجاوة الشرقية هو مجرد أداة من أجل تسهيل نشاطات التجارة مع أولئك الذين كانت لغتهم الأولى هي لغة البنجر الماليزية العامية.
ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن وظيفة لغة الملاي مناطق جاوة الشرقية الساحلية لم تقتصر على استخداماها فقط من أجل التواصل مع التجار فقط بين شقت طريقها إلى التعبيرات الأدبية كوسيلة من أجل التعبير عن الاحتياجات الروحية والجمالية وخاصة فيما يخص الأدب.
على سبيل المثال، نص الملاي المدرج في كتاب سراط الجايا لنكارا يشير خطاب معين ومحدد (أي خطاب مخصص لحالة اجتماعية معينة) من لغة الملاي العامية. يوفر هذا دليلًا إضافيًا على الادعاء بأن القراء المقصودين بهذا النص كانوا ملمين بالتحدث الطلق للغتين وكانوا يفهمون ويسجلون، وربما يستخدمون سجل الكلام هذا في حياتهم اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، في نفس الوقت لكن في الاتجاه المعاكس، كان هناك استخدام للكلمات أو العبارات الجاوية في الأدب الماليزي.
حيث يمكننا ملاحظة استخدام الكلمات المستعارة من مفردات اللغة الجاوية في قصص الملاي التي تم حدثت في مناطق جاوة، وفي القصص التي تتحدث عن التبادلات بين الشعب الجاوي.
يكشف الدور الدقيق الذي لعبته اللغة العامية الماليزية بلغة الملاي في مناطق جاوة الساحلية عن مدى وأهمية نشاطات وتفاعلات طرق الحرير في نشوء وتطوير أشكال أدبية فريدة من نوعها والتي لم تكن مخصصة فقط لقراء ثنائي اللغة، ولكن على نطاق أوسع يشير إلى الأهمية الكبرى التي لعبتها طرق الحرير في تطوير الأساليب ووسائل التواصل عبر مختلف الحضارات والشعوب في مراكز التجارة والتبادل الثقافي.