ندعوكم للانضمام الينا كل أسبوع من أجل الاطلاع على مقالات هل كنت تعلم؟ المقالات التي تتماشى مع المواضيع المختارة بعناية. المعرفة والتقدير لهذه المواضيع تساعد في المحافظة على عناصر تراثنا المشترك لطرق الحرير ونشرها و الترويج عنها.
كان للإمبراطورية الرومانية الأثر الكبير و الواضح المعالم على طرق الحرير حيث كان وجودهم في العديد من الأقاليم و المناطق الشرقية بمثابة أرث ذات قيمة و أهمية واضحة.
وقد ساعد وجود الطرق البحرية السفن الرومانية الوصول الى السواحل الجنوبية الغربية لشبه القارة الهندية، حيث يلاحظ بوضوح الأثر الكبير التي تركته هذه الرحلات البحرية للسفن الرومانية. و على الرغم من هذا، فنحن نمتلك معلومات أقل عن نشاطات هذه الرحلات الى السواحل الجنوبية الشرقية.
في الواقع ، كان الرومان موجودين في السواحل الجنوبية الشرقية لشبه القارة الهندية ، ولا سيما في منطقة تاميلنادو في ساحل كورومانديل. ونظراً للوضع و الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة كمركز دولي و فعال للتجارة، فقد قام الرومان بالاستحواذ على منتجات ساحل كورومانديل - مثل الخيول واللؤلؤ والتوابل – بالإضافة الى البضائع و المنتجات القادمة من أجزاء مختلفة من شبه القارة الهندية الجنوبية ومنطقة سيلان وجنوب شرق آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، كان لهذا المركز التجاري الساحلي العديد من التبادلات التجارية مع المناطق الجنوبية الغربية لشبه القارة الهندية و مناطق البحر الأبيض المتوسط.
تمكن الرومان من الوصول إلى ساحل كورومانديل من خلال الطرق البحرية التابعة لبلدان طرق الحرير. بالإضافة الى هذا، فإن الأدلة الأثرية التي اكتشفت مؤخرا في مصر، تظهر و توضح أن التجار الذين كانوا يتاجرون في مناطق البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر كانوا من سكان ساحل كورومانديل، و هو مثال ذات قيمة عالية يوضح مدى قوة مدى الترابط بين الشرق والغرب.
بالإضافة إلى ذلك، لم تقتصر نشاطات الرومان فقط على التبادل التجاري للسلع والبضائع في ساحل كورومانديل، بل قاموا أيضا بالعمل في ساحل كورومانديل، حيث اندمج الحرفيون ضمن مجتمع ساحل كورومانديل.
ساعد هذا الأمر على إعطاء الفرصة لشعوب هذه الثقافتين على تسهيل تبادل مهاراتهم وخبراتهم مع بعضهم البعض. وبهذه الطريقة ، قام الحرفيون والحدادين والنجارون والمهندسون المعماريون لساحل كورومانديل والرومان بالعمل و التعاون من أجل بناء و المساهمة في تطوير مدينة كافيري باتنام في تاميلنادو.
وعلاوة على ذلك، يلاحظ الاثر الواضح الذي خلفته المنتجات المختلفة من الإمبراطورية الرومانية مثل الأدوات، أو الجرار المصنوعة من أمفورا، أو المصابيح و العملات المعدنية في هذا الجزء من العالم.
كما و يلاحظ أيضا مشاركة و تبادل تأثيرات ثقافية أخرى مثل عناصر المطبخ، والتي تم إظهارها من خلال نبيذ خاص معطر حلو المذاق.
كل هذه النشاطات أدت إلى حصول العديد من التبادلات والتفاعلات التي ساهمت بالتعرف والاطلاع على الثقافات الأخرى ، كما كتبها ووصفها ناكيرار الشاعر التاميلي المعروف : أتمنى أن يقدم النبيذ المعطر حلو المذاق لكم كل يوم على صواني من الذهب المنقوش من قبل الفتيات ذوي الأرسغ المزينة بالحلي المتلألئة وبعد تذوقه ، تملئ قلوبكم بالفرح والمسرة
ساعدت هذه العلاقة التي بدأت بالتبادل التجاري للسماح للأشخاص من شبه القارة الهندية والشعوب الغربية من الإمبراطورية الرومانية على تبادل الخبرات والمهارات الحرفية مع بعضهم البعض. كما وسمحت أيضا للمجتمعات البعيدة عن بعضها على تقاسم ثقافاتها ومواهبها معاً من أجل تقوية و تطوير التنمية على طول طرق الحرير.
أطلع أيضا على :
باكستان وطرق الحرير
طرق التجارة في مناطق الهيمالايا الهندية
طرق الحرير الأناضولية
طرق الحرير للمغول
طرق الحرير الجنوبية
طرق الحرير العظمى