هل كنت تعلم؟ المراكز التجارية القديمة في شبه جزيرة الملايو

© UNESCO / Toby Molenar

ساهمت الأبحاث الأثرية في شبه جزيرة الملايو في التعريف عن نظام تجاري دقيق تشكل حوالي القرنين السادس والسابع.

كانت أقدم تلك المواقع، الواقعة على الساحل الشرقي والغربي لشبه جزيرة الملايو، هي مراكز تجميع تم نقل المنتجات المحلية إليها قبل أن يتم بيعها في أماكن أخرى.

ومع مرور الوقت، ظهرت مراكز تجارية كبرى على طول طرق الحرير البحرية بين الشرق والغرب في شبة جزيرة الملايو، حيث أصبحت تلك الطرق البحرية تهيمن على التجارة العالمية.

 كانت تلك المراكز التجارية تقع على الساحل الغربي عند المدخل الشمالي لمضيق ملقا، والتي أصبحت مع مرور الوقت طريقا ذات أهمية للتجارة العالمية.

وقد انتشرت مراكز التجميع في شبه جزيرة الملايو، مثل كامبنج سنجاي لانك في مقاطعة كوالا لانجات و باتو بيرنك في مقاطعة كوالا تيرينجانو، على السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة. ومع ذلك، كان حجم التجارة التي تتعامل بها مراكز التجميع هذه أصغر كثيرًا مقارنة بتلك المراكز التجارية الكبرى التي تأسست منذ الألفية الأولى بعد الميلاد على طول طرق الحرير البحرية.

على النقيض من ذلك، كانت تلك الشركات والمخازن مراكز تجارية حقيقية حيث وصلت لها البضائع من مناطق الشرق الأدنى وشبه القارة الهندية والصين وبيعت وشحنت إلى وجهاتها النهائية.

على سبيل المثال كانت شركات رجال الأعمال الماليزيين تتضمن منتجات الغابات والمعادن التي تم استخراج القصدير منها.
تم تحديد تلك المواقع من قبل علماء الآثار بناءً على الأدلة التي تركوها وراءهم، بما في ذلك بقايا الأواني الزجاجية القادمة من الشرق الأوسط، الخرز الحجري، والبضائع التجارية المتنوعة من الصين.
ومع انتشار رجال الأعمال، ومراكز الدعم التي زودتهم بالسلع الإقليمية، خلال القرن السادس والسابع الميلادي، أصبح نمط التجارة عبر المنطقة أكثر تنظيماً وحدث على مستويات مختلفة، مع وجود مراكز دعم ومساعدة للمراكز الرئيسية.
خلال هذا الوقت، كانت مضيق ملقا ذات أهمية خاصة لتجارة طرق الحرير، رابطة المناطق الواقعة غرب خليج البنغال بالمناطق المتاخمة لبحر الصين الجنوبي والشمال.
ومع ذلك، تشير الدلائل الأثرية القادمة من تايلاند إلى أن الروابط التجارية المنتظمة بين هذه المنطقة وشبه القارة الهندية قد أنشئت قبل فترة طويلة من منتصف الألفية الأولى.
على سبيل المثال، تم العثور على القليل من العقيق الروماني المنقوش (أحجار شبه كريمة منقوشة ذات لون أحمر بني) في مقاطعة كرابي في تايلاند.
على الرغم من انها قد وصلت إلى المنطقة عبر الطرق البرية، فإن الأدلة الأثرية التي عثر عليها مؤخرًا في بالي في إندونيسيا، بما في ذلك شظايا أدوات الروليت الهندية (قطع من الفخار من نوع مميز من السيراميك) والخرز الزجاجي الهندي، تشير إلى وجود طريق تجاري بحري بعيد المدى منذ القرن الأول الميلادي.
تقع شبه جزيرة الملايو عند التقاطع بين المحيط الهندي وبحر الصين، وقد لعبت دوراً حيوياً في التجارة بين الشرق والغرب، تاركةً تاريخًا غنيًا من الاتصالات والتبادل بين شبه الجزيرة وجنوب شرق آسيا.
كما كان الحال على طول طرق الحرير البحرية، كانت هذه الروابط التجارية مصحوبة بتبادل أوسع ومعمق للأفكار والثقافات واللغات.
من 200 عام قبل الميلاد على الأقل، أبحر التجار الصينيون الى مناطق أقصى الجنوب مثل مضيق ملقا والتقوا وتبادلوا مع كل من الشعب الإندونيسي والتجار القادمين من جميع أنحاء شبه القارة الهندية.
نمت مراكز الدعم والمساعدة والمراكز التجارية على طول السواحل الواقعة على طول طرق التجارة هذه وبمرور الوقت تركت التفاعلات علامة كبيرة ذات قيمة وأهمية على التراث الثقافي في المنطقة من خلال بروز رجال الاعمال في تلك المناطق.

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا