الباحثين الشباب على طرق الحرير: سلسلة مقابلات- ليا وي
تهدف سلسلة المقابلات ( الباحثين الشباب على طرق الحرير) إلى تعزيز دور الشباب، و ذاك من خلال منح الشباب منصة يمكن من خلالها نقل أصواتهم وأفكارهم التي لم يسمع بها كثيرًا وتم تجاهلها.
من خلال هذه السلسلة، سيتم إجراء تلك المقابلات من قبل أنكور شاه مع الباحثين الشباب القادمين من بلدان مختلفة تغطي جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا من أجل تبادل أبحاثهم وتأملاتهم فيما يخص طرق الحرير القديمة.
ليا هي مؤرخة فنية وعالمة آثار تركز على التراث والطرق والحدود. تخرجت العام الماضي من SOAS، جامعة لندن، وتعطي الدروس الآن في قسم الآثار، جامعة رنمين الصينية.
ليا هي فنانة ممارسة في فن الخط والرسم للمناظر الطبيعية ونحت الختم أضافة الى المشاركة في مهرجانات فنية على تقنيات الحبر والنسخ المعاصرة.
أتذكر من نقاشاتنا الأولية أن أصولك تتضمن حقًا المزج الثقافي الذي تشتهر به طرق الحرير. هل من الممكن التحدث عن هذا الامر من فضلك؟
ليا وي: ولدت في إيطاليا فقط لأن والدتي، وهي من بلدة تدعى Alatri الواقعة في الجزء الجبلي من لازيو، عادت إلى هناك في نهاية فترة حملها، بينما كان والداي يعيشان في بكين.
مدينة Alatri لها جدران سميكة من العصر الحجري الكبير تنسب إلى مجموعات "آسيوية" قدموا خلال العصر الحديدي.
أنا أملك الجنسية البلجيكية، لأن والدي بلجيكي، رغم أنه ليس لدينا أجداد بلجيكيون.
غادر والده الصين خلال الأربعينيات من القرن الماضي، والتقى بزوجته التي كانت من أم بريطانية وأب صيني في أنتويرب، والذين غادروا الصين قبل جيل، خلال فترة الإمبراطورية الأخيرة...
بلدي بالتبني بطرق عديدة هو في الواقع الصين، حيث قضيت طفولتي المبكرة هناك وعدت في سن التاسعة عشر لدراسة الخط.
ماذا تجدينه خاص ومميز عن طرق الحرير بالنسبة لك؟
ليا وي: أؤمن بالفروق الدقيقة، لذا فإن الشيء الذي يعجبني أكثر في طرق الحرير هو الجمع الإضافي، حرف "s" في نهاية "Road". بالنسبة لي تمثل تلك الطرق التشابك والاندماج بين عدد لا يحصى من القصص الشخصية.
ما الذي يدفعك ويلهمك لدراسة هذه الطرق القديمة اليوم؟
ليا وي: بصفتي عالمة آثار تدرس طرق الحرير، يجب أن أتعامل مع الاقتراض البعيد المدى والتأثير الثقافي، رسم خطوط مستقيمة ومنسقة عبر آلاف من الكيلومترات من الأراضي لربط حقيقتين ثقافيتين.
عندما أجد أدلة على النوايا المشتركة والاتصالات المشتركة في السجل الأثري، أشعر بالتفاعل والمشاركة العاطفية مع تاريخ البشرية.
لقد ذكرتي أيضًا أنك فنانة. هل يمكنكي التحدث عن اعمالك وخبرتك الفنية ومدى ارتباطها بطرق الحرير؟
ليا وي: وصلت أولاً إلى الصين كمتدربة في فن الخط والرسم الطبيعي ونحت الختم. ترتبط هذه الممارسات التقليدية، التي درستها كطفل في بلجيكا تحت إشراف معلم تايواني، ارتباطًا وثيقًا بتاريخ وجغرافيا شرق آسيا.
أنا مهتمة أيضًا بالكتابة على لوحات ضخمة - نصوص مكتوبة على الحجر.
طرق الحرير عبارة عن جسور وروابط عميقة، وهذا الشكل الفني هو الجسر المثالي الذي يدمج بين الإشارة والمادة، الجسر بين تحويل الأدب إلى ثقافة مادية والعكس صحيح.
انتهى بي الأمر في نهاية المطاف بالتعاون مع خطاط صيني في مشروع بعنوان "Biface Graphy"، حيث كتبنا في وقت واحد على لفائف حريرية طويلة، وتمكننا من صياغة لغة غير لفظية خاصة بنا.
والخطوة الثانية التي تم اتخاذها هو اظهار تلك المخطوطات الناتجة في نطاقها الكامل وهذا من خلال سلسلة من التركيبات التي أطلقنا عليها اسم "Open Scroll"، حيث منح هذا الامر الفرصة لخروج"Biface Graphy" من عالم استوديو الأدباء المغلف والمعماري الغزير من صنع الإنسان والمناظر الطبيعية.
يتم عرض مئات الأمتار من اللفائف الحريرية الناعمة في الهواء الطلق، من أجل توسيع أبعاد الخط في الهواء الطلق عند سور الصين العظيم، بالقرب من معبد الفيلسوف كونفوشيوس في تشونغتشينغ وأرسنال في البندقية.
هذا يبدو وكأنه مشروع رائع. اعتقد إنك على دراية بأعمدة اليونسكو للحوار بين الثقافات والتراث الثقافي المشترك. هل يظهر هذا في عملك، وإذا كان الأمر كذلك، كيف؟
ليا وي: ممارساتي الفنية التعاونية تقودني إلى السفر والترجمة كيفية تكييف أدواتي في التعبير والخطاب باستمرار.
في العامين الماضيين، قمت برعاية معارض عن تقنية الفرك، وهي تقنية مبكرة للنسخ من الحجر إلى الحبر على الورق والحبر المعاصر مثل
Ink Art Week in Venice
Lithic Impressions
INK Brussels 2019
يتم التخطيط لتلك المعارض كمشاريع متنقلة وتهدف الى جمع فنانين من الصين ودول العالم حول الممارسات والأسئلة الشائعة.
إن الخطاب الذي أقوم ببنائه على مر السنين متعدد الأوجه، لأن المشاريع تنتهي في النهاية باكتساب حياة خاصة بها، تسكن الناس والأماكن التي دمجوها في رواياتهم.
أخيرًا - كيف تعتقدين أن الشباب يمكنهم المشاركة بشكل أكبر و معمق في الأنشطة المتعلقة بطرق الحرير؟
ليا وي: بصفتي باحثه شابه، تلقيت العديد من المنح الدراسية ومنح السفر. هذه إحدى الطرق الملموسة التي تعطي الفرصة لتسهيل قيام الشباب بدور أكبر في دراسة طرق الحرير، ولكنها ليست مجرد مسألة تمويل.
كان أكثر ما ساعدني هو وجود مؤسسات محلية ترغب في التعاون وتسهيل عملي الميداني وتوجيهي للنمو معا والاندماج مع الأرض والأشخاص الذين كنت أبحث معهم.
حيث تمكنت في نهاية المشوار على العثور على وظيفة في المؤسسة التي كانت تستضيفني وترعاني، قسم الآثار في جامعة رنمين الصينية.
أأطلع أيضا على:
الباحثين الشباب على طرق الحرير: سلسلة مقابلات- منذر سجاد بشاري
الباحثين الشباب على طرق الحرير: سلسلة مقابلات- كريكوري ستك – بولندا
الباحثين الشباب على طرق الحرير: سلسلة مقابلات روبن فييل – فرنسا